صحــــتك

استراتيجيات لعلاج السمنة والوقاية منها

السمنة.. مشكلة العصر (ملف)
 
السمنة (Obesity) هي اضطراب معقد يتضمّن وجود كمية زائدة من الدهون في الجسم، ولا يقتصر الاهتمام بالسمنة على الجانب الجمالي للجسم، فهي تزيد من خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية مثل مرض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم، وإن كنت تعاني من السمنة المفرطة، فهذا يعني أنك على الأرجح تعاني بشكل خاص من مشكلات صحية متعلقة بوزنك.

​لكن، مما يدعو للتفاؤل أنه حتى فقدان الوزن البسيط يمكن أن يُحسّن المشكلات الصحية المصاحبة للسمنة أو حتى يمنع حدوثها، ويمكن أن يساعد تغيير النظام الغذائي وزيادة معدل النشاط البدني وتغيير السلوكيات في فقدان الوزن، وربما تكون الأدوية الموصوفة من الطبيب أو جراحة إنقاص الوزن من الخيارات المتاحة أيضًا لعلاج السمنة.

* أعراض السمنة

يتم تشخيص السمنة عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم (BMI) للفرد 30 أو أعلى من ذلك، ويُحسب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة الوزن بالكيلوغرامات (كغم) على مربع الطول بالأمتار (م).
  • مؤشر كتلة الجسم حالة الوزن

  1. أقل من 18.5 نحافة
  2. 24.9-18.5 وزن طبيعي
  3. 25 - 29.9 زيادة في الوزن
  4. 30- 34.9 سمنة (من الدرجة الأولى)
  5. 35 - 39.9 سمنة (من الدرجة الثانية)
  6. 40 وأكثر سمنة مفرطة (من الدرجة الثالثة)

وبالنسبة لمعظم الأشخاص، يوضح مؤشر كتلة الجسم تقديرًا معقولاً للدهون في الجسم، ومع ذلك، فإن مؤشر كتلة الجسم لا يقيس بشكل مباشر الدهون في الجسم، لذا فإنه لبعض الأشخاص، مثل لاعبي الرياضات العضلية، قد يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم في فئة السمنة على الرغم من عدم وجود دهون زائدة في الجسم، ويمكنك أن تسأل مقدم الرعاية الصحية عما إذا كان مؤشر كتلة الجسم الخاص بك يشير إلى وجود مشكلة أم لا.

* متى تنبغي زيارة الطبيب؟

إذا كنت تعتقد أنك ربما تعاني من السمنة، وخاصة إذا شعرت بالقلق تجاه إصابتك ببعض المشكلات الصحية المتعلقة بالوزن، فبادر بزيارة الطبيب، حيث يمكنك معه تقييم الأخطار الصحية ومناقشة خيارات إنقاص الوزن.

* أسباب السمنة

على الرغم من وجود تأثيرات وراثية وهرمونية على وزن الجسم، فإن السمنة تحدث عندما تحصل على سعرات حرارية أكثر من التي تحرقها خلال التمارين الرياضية والأنشطة اليومية المعتادة، حيث يعمل الجسم على تخزين هذه السعرات الحرارية الزائدة في شكل دهون. وعادةً ما تحدث السمنة نتيجة مجموعة من الأسباب والعوامل المساهمة، ومنها:
  • عدم النشاط

ما لم تكن نشيطًا للغاية وتبذل مجهودًا بدنيًا، فجسمك لا يحرق الكثير من السعرات الحرارية، وعند اتباع نمط حياة يغلب عليه الكسل، فسوف تحصل بسهولة على سعرات حرارية كل يوم أكثر من التي يتم استهلاكها أثناء التمارين الرياضية والأنشطة اليومية المعتادة.

  • النظام الغذائي والعادات الغذائية غير الصحية

اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية يفتقر إلى الفاكهة والخضروات، مع اعتماده على الوجبات السريعة وتفويت وجبة الإفطار والامتلاء بمشروبات عالية السعرات بأحجام وكميات كبيرة؛ جميعها من العوامل التي تسهم في زيادة الوزن.

  • الحمل

يزيد وزن المرأة حتمًا أثناء الحمل، وتجد بعض النساء صعوبة في إنقاص هذا الوزن بعد ولادة الطفل، وقد تؤدي هذه الزيادة في الوزن إلى حدوث السمنة لدى النساء.

  • قلة النوم

يمكن أن تتسبب قلة النوم في حدوث تغيرات في الهرمونات، ما يزيد من شهيتك، وقد تشتهي أيضًا الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات، الأمر الذي يسهم في زيادة الوزن.

  • ​بعض الأدوية

يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن إذا لم يتم تعويضها بنظام غذائي مناسب أو نشاط بدني، وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للتشنج وأدوية السكري والأدوية المضادة للذهان والستيرويدات القشرية وحاصرات بيتا.

  • المشكلات الطبية

يمكن أن تنتج السمنة في بعض الأحيان عن سبب طبي مثل متلازمة برادر ويلي ومتلازمة كوشينغ، وغيرهما من الأمراض والحالات، وقد تؤدي بعض المشكلات الطبية مثل التهاب المفاصل إلى انخفاض النشاط البدني، ما يؤدي إلى زيادة الوزن. ومن غير المرجح أن يتسبب انخفاض مستوى الأيض في السمنة على العكس مما يحدث في حالة الإصابة بقصور في وظائف الغدة الدرقية.

* عوامل الخطورة للسمنة

تحدث السمنة عندما تتناول سعرات حرارية أكثر من التي تحرقها أثناء التمارين الرياضية والأنشطة اليومية المعتادة، حيث يقوم الجسم بتخزين هذه السعرات الحرارية الزائدة في شكل دهون. وعادةً ما تحدث السمنة نتيجة مجموعة من الأسباب والعوامل المساهمة، ومنها:
  • الوراثة

قد تؤثر الجينات على كمية الدهون التي يخزنها الجسم وعلى كيفية توزيع هذه الدهون. كذلك، قد تلعب الجينات دورًا في تحديد مدى كفاءة الجسم في تحويل الغذاء إلى طاقة، وأيضًا في كيفية حرق السعرات الحرارية أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ولكن حتى عندما يكون لدى الشخص استعداد وراثي، فإن العوامل البيئية تتسبب في نهاية المطاف في اكتساب المزيد من الوزن.

  • نمط حياة الأسرة

تميل السمنة إلى الانتشار بين أسر معينة، ولا يحدث هذا فقط بسبب الجينات الوراثية، بل عادة ما يميل أفراد هذه الأسر إلى اتباع أسلوب متشابه في العادات الغذائية ونمط الحياة والنشاط البدني. لذا، إن كان أحد والديك أو كلاهما يعاني من السمنة، فإن خطر تعرضك للإصابة بها يزداد.

  • عدم النشاط

ما لم تكن نشيطًا للغاية وتبذل مجهودًا بدنيًا، فجسمك لا يحرق الكثير من السعرات الحرارية، وعند اتباع نمط حياة يغلب عليه الكسل، فسوف تحصل بسهولة على سعرات حرارية كل يوم أكثر من التي يتم حرقها أثناء التمارين الرياضية والأنشطة اليومية المعتادة.

  • النظام الغذائي والعادات الغذائية غير الصحية

فاتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية يفتقر إلى الفاكهة والخضروات، مع اعتماده على الوجبات السريعة وتفويت وجبة الإفطار والامتلاء بمشروبات عالية السعرات بأحجام وكميات كبيرة؛ من العوامل التي تسهم في زيادة الوزن.

  • الإقلاع عن التدخين

غالبًا ما يصاحب الإقلاع عن التدخين زيادة في الوزن، ويمكن أن يؤدي ذلك بالنسبة للبعض إلى زيادة ملحوظة في الوزن، ما يؤدي إلى أن يصبح الشخص بدينًا، ومع ذلك، فإنه على المدى الطويل يظل الإقلاع عن التدخين أعظم فائدة على صحتك من الاستمرار فيه.

  • الحمل

يزيد وزن المرأة حتمًا أثناء الحمل، وتجد بعض النساء صعوبة في إنقاص هذا الوزن بعد ولادة الطفل. وقد تؤدي هذه الزيادة في الوزن إلى حدوث السمنة لدى النساء.

  • قلة النوم

يمكن أن يتسبب عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو النوم لفترة طويلة ليلاً إلى حدوث تغير في الهرمونات ما يزيد شهيتك، وقد تشتهي أيضًا الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات، الأمر الذي يسهم في زيادة الوزن.

  • بعض الأدوية

يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن إذا لم يتم تعويضها بنظام غذائي مناسب أو نشاط بدني. وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للتشنج وأدوية السكري والأدوية المضادة للذهان والستيرويدات وحاصرات بيتا.

  • العمر

يمكن أن تحدث السمنة في أي مرحلة عمرية، حتى لدى الأطفال الصغار، ولكن مع التقدم في السن، فإن التغيرات الهرمونية ونمط الحياة الأقل نشاطًا يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. كما أن مقدار العضلات في الجسم يميل للانخفاض مع التقدم في العمر، ويؤدي هذا الانخفاض في كتلة العضلات إلى انخفاض مستوى الأيض. وتقلل هذه التغيرات أيضًا من احتياجات السعرات الحرارية ما يزيد من صعوبة التخلص من الوزن الزائد، لذا، إذا لم تتحكم فيما تأكله وتصبح، عن وعي، أكثر نشاطًا من الناحية البدنية مع التقدم في العمر، فمن المرجح أن يزيد وزنك.

  • ​المشكلات الاجتماعية والاقتصادية

ربما ترتبط السمنة ببعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية؛ فقد لا يكون متاحًا لك مناطق آمنة لممارسة الرياضة، أو ربما لم تتعلم الوسائل الصحية للطهي، أو ربما ليس لديك المال لشراء أغذية صحية. بالإضافة إلى ذلك، ربما يؤثر الأشخاص الذين تقضي معهم وقتك على وزنك، فمن المرجح أن تصبح بدينًا إذا كان لديك أصدقاء أو أقارب يعانون من السمنة.

  • المشكلات الطبية

يمكن أن تنتج السمنة في أحيان نادرة عن سبب طبي مثل متلازمة برادر ويلي، ومتلازمة كوشينغ، وغيرها من الأمراض والحالات، وقد تؤدي بعض المشكلات الطبية مثل التهاب المفاصل إلى انخفاض النشاط البدني ما يؤدي إلى زيادة الوزن.

حتى وإن كنت معرضًا لواحد أو أكثر من عوامل الخطورة، فهذا لا يعني بالضرورة أن تعاني من السمنة، فيمكنك التغلب على معظم عوامل الخطورة من خلال اتباع نظام غذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة وتغيير السلوكيات.

* المضاعفات

  • إذا كنت تعاني من السمنة، فإنك تكون أكثر عرضة للإصابة بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة المحتملة، بما في ذلك:
  1. ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وانخفاض مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL).
  2. داء السكري من النوع الثاني.
  3. ارتفاع ضغط الدم.
  4. متلازمة التمثيل الغذائي، وهي متلازمة تتضمن ارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وانخفاض مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة.
  5. أمراض القلب.
  6. السكتة الدماغية.
  7. السرطان، ويتضمن سرطان الرحم وعنق الرحم وبطانة الرحم وسرطان المبيض والثدي والقولون والمستقيم والمريء والكبد والمرارة والبنكرياس والكلى والبروستاتا.
  8. اضطرابات التنفس، بما في ذلك انقطاع النفس أثناء النوم، وهو اضطراب يحدث أثناء النوم قد يكون خطيرًا حيث يتوقف التنفس ويبدأ بشكل متكرر.
  9. أمراض المرارة.
  10. المشكلات الخاصة بأمراض النساء، مثل العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية.
  11. خلل الانتصاب ومشكلات الصحة الجنسية.
  12. مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهي حالة تتراكم فيها الدهون في الكبد ويمكن أن تسبب الالتهاب أو التندب.
  13. الفصال العظمي.
  14. أمراض الجلد، بما في ذلك ضعف التئام الجروح.
  • نوعية الحياة مع السمنة

عندما تكون بدينًا، فإن جودة حياتك أيضًا تنخفض بوجه عام، وربما لا تتمكن من فعل أشياء كنت تستمتع بها عادة بنفس السهولة التي تريدها، مثل المشاركة في الأنشطة الممتعة. كذلك، ربما تتجنب الأماكن العامة، فقد يواجه البدناء التمييز ضدهم، وتشمل المشكلات الأخرى المرتبطة بالوزن التي قد تؤثر على نوعية حياتك ما يلي:
  1. الاكتئاب.
  2. العجز.
  3. المشكلات الجنسية.
  4. الخجل والشعور بالذنب.
  5. العزلة الاجتماعية.
  6. انخفاض الإنجاز في العمل.

يكمن الهدف وراء علاج السمنة في الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه، وقد تحتاج إلى العمل مع فريق من الأطباء، بما في ذلك مختص التغذية أو معالج السلوك أو اختصاصي سمنة، ليساعدك على الفهم وتنفيذ تغييرات في عاداتك الغذائية ومستوى نشاطك.

وإذا كان لديك وقت قبل موعد الزيارة المحدد، فإنه يمكنك المساعدة في التحضير للزيارة عن طريق الاحتفاظ بدفتر يوميات للنظام الغذائي لمدة أسبوعين قبل موعد الزيارة، وعن طريق تسجيل عدد الخطوات التي تمشيها في اليوم باستخدام عداد الخطى (مقياس الخطوات).

ويمكنك أيضًا أن تبدأ في اتخاذ قرارات من شأنها أن تساعدك على إنقاص الوزن، بما في ذلك:

  1. البدء في تطبيق تغييرات صحية في نظامك الغذائي.. مثل تناول المزيد من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وتخفيض أحجام الحصص الغذائية، ولتركز على التغييرات المبهجة لك والقابلة للتحقق، واحرص على تناول وجبة الإفطار.
  2. تتبع مقدار الطعام أو الشراب الذي تتناوله كل يوم.. حتى تكون على دراية بعدد السعرات الحرارية التي تحصل عليها، ولكن قد يكون من السهل إساءة تقدير عدد السعرات الحرارية التي تحصل عليها فعليًا كل يوم. واعرض هذه المعلومات على الطبيب خلال الزيارة.
  3. البدء في زيادة مستوى نشاطك.. فلتجرب مثلاً الاستيقاظ مبكرًا والسير حول المنزل بشكل أكثر تكرارًا، ولكن ابدأ بالتدريج إذا لم تكن في حالة صحية جيدة أو إذا لم تكن معتادًا على ممارسة الرياضة، فيمكن أن يساعد المشي ولو حتى لمدة 10 دقائق يوميًا. وإذا كنت تعاني من أي حالات صحية، أو إذا كنت رجلاً فوق سن الأربعين أو امرأة فوق سن الخمسين، فتحدث مع طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في برنامج جديد للتمارين الرياضية.

* تشخيص السمنة

وإذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك في نطاق الوزن الزائد أو السمنة، فإن الطبيب سيقوم عادة باستعراض تاريخك الصحي بالتفصيل، ويجري فحصًا جسديًا، ويوصي بإجراء بعض الاختبارات، وتشمل هذه الفحوصات والاختبارات عامةً ما يلي:
  • معرفة تاريخك الصحي

قد يستعرض الطبيب تاريخ وزنك وجهود إنقاص الوزن التي بذلتها وعادات ممارسة الرياضة وأنماط التغذية والحالات الصحية الأخرى التي تعاني منها والأدوية ومستويات الضغط النفسي وغيرها من المشكلات الأخرى التي تتعلق بصحتك. وقد يستعرض الطبيب أيضًا التاريخ الصحي للعائلة لمعرفة ما إذا كنت عرضة للإصابة بأمراض معينة أم لا.

  • فحص المشكلات الصحية الأخرى

إذا كنت تعاني من مشكلات صحية معروفة، فسوف يعمل الطبيب على تقييمها، كما سيفحص المشكلات الصحية الأخرى المحتملة في الفحص الطبي والاختبارات المعملية، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري.

  • حساب مؤشر كتلة جسمك

سيفحص الطبيب مؤشر كتلة جسمك (BMI) لتحديد مستوى السمنة لديك، ويجب القيام بذلك مرة واحدة في العام على الأقل، إذ يساعد مؤشر كتلة الجسم أيضًا في تحديد المخاطر الصحية العامة والعلاج الذي قد يكون مناسبًا.

  • قياس محيط الخصر

قد تؤدي الدهون المخزنة حول الخصر، والمعروفة أحيانًا باسم الدهون الحشوية أو دهون البطن، إلى زيادة خطورة إصابتك ببعض الأمراض مثل داء السكري وأمراض القلب. فقد تتعرض النساء اللائي يبلغ قياس الخصر لديهن (المحيط) أكثر من 35 بوصة (88 سم) والرجال الذين يبلغ قياس الخصر لديهم أكثر من 40 بوصة (102 سم) بصورة أكبر للمخاطر الصحية مما يتعرض له الأشخاص ذوو قياسات الخصر الأصغر. وكما هو الحال مع قياس مؤشر كتلة الجسم، يجب فحص محيط الخصر مرة واحدة في العام على الأقل.

  • الفحص الجسدي العام

ويشمل هذا قياس الطول وفحص العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والحرارة والإنصات إلى القلب والرئتين وفحص البطن.

  • اختبارات الدم

تعتمد الاختبارات التي تجريها على صحتك وعوامل الخطورة وأي أعراض قد تعاني منها حاليًا، وقد تشمل الاختبارات اختبار الكوليسترول واختبارات وظائف الكبد واختبار سكر الصائم واختبار الغدة الدرقية واختبارات أخرى اعتمادًا على حالتك الصحية. كذلك، قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات قلب معينة مثل مخطط كهربية القلب.

ويساعدك جمع كل هذه المعلومات أنت والطبيب على تحديد مقدار الوزن الذي تحتاج إلى فقدانه والظروف الصحية أو المخاطر التي تواجهها، وبذلك، يمكن تشكيل خيارات العلاج المناسبة لك.

​* علاج السمنة

ستبدأ في الشعور بتحسن وترى تحسينات في صحتك بمجرد تبني عادات أفضل في التغذية والنشاط، ويكون الهدف الأولي إنقاص وزن بسيط؛ أي من 3 إلى 5% من وزنك الكلي. وهذا يعني أنه إذا كنت تزن 200 رطل (91 كغم) وتعاني من السمنة وفقًا لمقاييس مؤشر كتلة الجسم، فأنت بحاجة لإنقاص حوالي 6 إلى 10 أرطال (2.7 إلى 4.5 كغم) فقط كي تبدأ صحتك في التحسن، ومع هذا، فإن فقدان المزيد من الوزن يعني المزيد من الفوائد.

وتتطلب جميع برامج فقدان الوزن تغييرات في عادات التغذية وزيادة معدل النشاط البدني، وتعتمد طرق العلاج المناسبة لك على مستوى السمنة لديك وصحتك العامة واستعدادك للمشاركة في خطة فقدان الوزن، كما تشمل أدوات العلاج الأخرى:
  1. تغيير النظام الغذائي.
  2. التمارين الرياضية والنشاط البدني.
  3. تغيير السلوكيات.
  4. أدوية إنقاص الوزن الموصوفة من الطبيب.
  5. جراحة إنقاص الوزن.
  • تغيير النظام الغذائي

يعتبر خفض السعرات الحرارية وتناول طعام أكثر صحة أمرًا حيويًا للتغلب على السمنة، وعلى الرغم من أنك قد تفقد الوزن بسرعة في البداية، فإن فقدان الوزن بشكل بطيء وثابت على المدى الطويل يعد أسلم طريقة لفقدان الوزن وأفضل طريقة للتخلص منه بشكل دائم. لذا، تجنب التغييرات الجذرية وغير الواقعية في النظام الغذائي، مثل الحميات القاسية، لأنها لن تساعدك على الأرجح في التخلص من الوزن الزائد على المدى الطويل.

وخطط للمشاركة في برنامج شامل لإنقاص الوزن لمدة ستة أشهر على الأقل، وفي مرحلة تثبيت الوزن من أي برنامج لمدة سنة على الأقل لتعزيز فرص نجاح إنقاص الوزن، ولا يوجد نظام غذائي معين هو الأفضل لإنقاص الوزن، فيمكنك اختيار نظام غذائي يحتوي على أغذية صحية تشعر بأنها ستفيدك، وتشمل تغييرات النظام الغذائي لعلاج السمنة ما يلي:

- اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية

يكمن الأساس لإنقاص الوزن في تقليل عدد السعرات الحرارية التي تحصل عليها، كما يمكنك أنت ومقدمو الرعاية الصحية مراجعة عاداتك الغذائية النمطية لمعرفة عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها في الوقت العادي، والجزء الذي يمكن عنده تخفيضها. ويمكنك أنت والطبيب تحديد عدد السعرات الحرارية التي تحتاج للحصول عليها كل يوم لإنقاص الوزن، لكن الكمية النموذجية تتراوح ما بين 1200 و1500 سعر حراري للنساء و1500 إلى 1800 للرجال.

- الشعور بالشبع بعد تناول القليل من الغذاء

يمكن أن يساعدك مفهوم كثافة الطاقة على إشباع جوعك بعدد أقل من السعرات الحرارية. وتحتوي جميع الأطعمة على عدد معين من السعرات الحرارية في مقدار معين (الحجم)، فبعض الأطعمة، مثل الحلوى والسكريات والأغذية المصنعة، تتميز بارتفاع مستوى كثافة الطاقة، وهو ما يعني أن كمية صغيرة من هذا الطعام تحتوي على عدد كبير من السعرات الحرارية.

في المقابل، تتميز أطعمة أخرى مثل الفواكه والخضروات بمستوى أقل لكثافة الطاقة، فيمكن تناول هذه الأطعمة بحصص أكبر حجمًا مع عدد أقل من السعرات الحرارية. لذا، فإنه من خلال تناول حصص أكبر من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، يمكنك تقليل آلام الجوع والحصول على عدد أقل من السعرات الحرارية والشعور بتحسن تجاه وجبتك، ما يساهم في مدى الرضا الذي تشعر به بصورة عامة.

- تبني خطة للتغذية الصحية

لكي تجعل نظامك الغذائي العام صحيًا، تناول الكثير من الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والكربوهيدرات من الحبوب الكاملة، مع التأكيد أيضًا على المصادر غير الدهنية للبروتين، مثل الفول والعدس وفول الصويا، واللحوم الحمراء. وإذا كنت تحب السمك، فجرّب تناوله مرتين في الأسبوع. كذلك، اعمل على الحد من إضافة الملح والسكر، والتزم بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم. وتناول كميات صغيرة من الدهون مع التأكد من أنها تأتي من مصادر صحية للقلب، مثل المكسرات وزيت الزيتون والكانولا والجوز.

- تقييد تناول أطعمة معينة

تعمل بعض الأنظمة الغذائية على الحد من المقدار الذي يتم تناوله من مجموعات غذائية معينة، مثل الأطعمة عالية الكربوهيدرات وكاملة الدسم. واسأل الطبيب عن خطط النظام الغذائي التي ثبتت فعاليتها وأي منها يمكن أن تكون مفيدة لك. كذلك، يجب الحد من المشروبات المحلاة بالسكر أو منعها تمامًا لبدء خفض السعرات الحرارية، إذ تعد تلك المشروبات وسيلة مؤكدة لتناول سعرات حرارية أكثر مما تريد.

- بدائل الوجبات

تقترح هذه الخطط بأن تستبدل واحدة أو اثنتين من الوجبات الرئيسية ببدائلها، مثل العصائر المخفوقة منخفضة السعرات الحرارية، وتناول وجبات خفيفة صحية ومتوازنة تكون منخفضة الدهون والسعرات الحرارية. وعلى المدى القصير، قد يساعدك هذا النوع من النظام الغذائي على إنقاص الوزن.

- الحذر من الحلول السريعة

قد تستهويك الأنظمة الغذائية العابرة التي تعد بفقدان وزن سريع وسهل، لكن لا توجد في الواقع أطعمة سحرية أو حلول سريعة. قد تساعد الأنظمة الغذائية العابرة على المدى القصير، لكن لا تُظهر النتائج على المدى الطويل أي أفضلية لها عن الأنظمة الغذائية الأخرى، وبالمثل، قد تفقد الوزن باتباع نظام غذائي قاسٍ، لكن من المرجح أن تستعيده مرة أخرى عند إيقاف النظام الغذائي. لإنقاص الوزن والحفاظ على الرشاقة، عليك أن تتبنى عادات غذائية صحية يمكنك الحفاظ عليها مع مرور الزمن.
  • التمارين الرياضية والنشاط البدني

تعد زيادة معدل النشاط البدني أو ممارسة الرياضة جزءًا أساسيًا في علاج السمنة، فنجد أن معظم الأشخاص الذين يمكنهم الحفاظ على رشاقتهم لأكثر من عام يمارسون الرياضة بشكل منتظم، حتى ولو مجرد المشي، ولتعزيز مستوى نشاطك، التزم بما يلي:

- ممارسة الرياضة

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة إلى 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من النشاط البدني المتوسط لمنع اكتساب المزيد من الوزن أو للحفاظ على إنقاص الوزن البسيط، ولكن لفقدان المزيد من الوزن، قد تحتاج إلى ممارسة الرياضة لمدة 300 دقيقة أو أكثر في الأسبوع.

وربما ستحتاج إلى زيادة تدريجية في مقدار الرياضة التي تمارسها بينما يتحسن تحملك ولياقتك البدنية. ولكي تجعل هدف ممارسة الرياضة أكثر قابلية للتنفيذ، قم بتقسيمها على عدة جلسات على مدار اليوم، وممارستها لمدة 10 دقائق فقط في كل مرة، وقد تكون ممارسة الرياضة مع شريك أكثر متعة وتساعدك في الحفاظ على الحافز.

- زيادة معدل نشاطك اليومي

رغم أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم تعد الوسيلة الأكثر فعالية لحرق السعرات الحرارية وإنقاص الوزن الزائد، فإن أي حركة إضافية تساعد على حرق السعرات الحرارية. ويساعد تنفيذ بعض التغييرات البسيطة طوال يومك في إضافة المزيد من الفوائد؛ ويتضمن ذلك إيقاف السيارة بعيدًا عن مداخل المتجر، وزيادة سرعة أداء الأعمال المنزلية وأداء أعمال الحديقة، والاستيقاظ والمشي بشكل دوري، وارتداء مقياس خطوات لتعقب عدد الخطوات التي تمشيها فعليًا على مدى يوم واحد.
  • التغيرات السلوكية

يمكن لأي من برامج تعديل السلوك أن يساعدك في تغيير نمط الحياة وفقدان الوزن والحفاظ على الرشاقة، وتشمل الخطوات التي يجب اتخاذها دراسة عاداتك الحالية لمعرفة العوامل أو الضغوط النفسية أو المواقف التي قد تكون ساهمت في زيادة وزنك. يختلف كل شخص عن الآخر، ولدى كل شخص عقبات متباينة في التعامل مع الوزن، مثل الافتقار إلى الوقت لممارسة الرياضة أو تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، لذا، احرص على تكييف أي تغيرات في السلوك بحيث تتناسب مع ظروفك ومشكلاتك الخاصة.

ويمكن أن يشمل تعديل السلوك، المعروف أحيانًا باسم العلاج السلوكي، ما يلي:

- جلسات العلاج النفسي

يمكن أن يساعدك العلاج أو أشكال التدخل التي يقدمها اختصاصيون مدربون في الصحة النفسية أو غيرهم من الاختصاصين في معالجة المشكلات العاطفية والسلوكية المرتبطة بتناول الطعام، كما يمكن أن يساعدك العلاج على فهم السبب وراء إفراطك في تناول الطعام وتعلُم طرق صحية للتعامل مع القلق. ويمكنك أيضًا تعلم كيفية مراقبة النظام الغذائي والنشاط البدني، وفهم محفزات تناول الطعام، والتعامل مع شهوة الطعام.

وقد تكون الاستشارة متاحة عن طريق الهاتف، أو البريد الإلكتروني، أو عبر البرامج الموجودة على الإنترنت إذا كان السفر صعبًا، كما يمكن أن يتم العلاج بصورة فردية أو جماعية. وقد تكون البرامج المكثفة بشكل أكبر، أي تلك التي تشمل 12 إلى 26 جلسة سنويًا، مفيدة أكثر في تحقيق أهداف إنقاص الوزن.

- مجموعات الدعم

يمكنك العثور على الصداقة والتفاهم في مجموعات الدعم حيث يشارك الآخرون ما واجهوه من تحديات مماثلة مع السمنة، فاستشر الطبيب أو المستشفيات المحلية أو برامج إنقاص الوزن التجارية لمعرفة مجموعات الدعم في منطقتك.
  • أدوية إنقاص الوزن الموصوفة من الطبيب

يتطلب إنقاص الوزن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لكن في حالات معينة، قد تساعد أدوية إنقاص الوزن الموصوفة من الطبيب. وتذكر دومًا أنه يجب استخدام أدوية إنقاص الوزن الموصوفة من الطبيب بجانب النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتغيير السلوكيات وليس بدلًا منها، فإذا لم تقم بتنفيذ هذه التغييرات الأخرى في حياتك، فعلى الأرجح لن تنجح تلك الأدوية.

وقد يوصي الطبيب بتناول أدوية إنقاص الوزن إذا لم تعمل الطرق الأخرى لإنقاص الوزن لصالحك وكنت تفي بأي من المعايير التالية:

  1. مؤشر كتلة الجسم يبلغ 30 أو أكبر.
  2. مؤشر كتلة الجسم أكثر من 27 وكنت تعاني أيضًا من مضاعفات طبية بسبب السمنة، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وانقطاع النفس أثناء النوم.
وتشمل أدوية إنقاص الوزن الموصوفة من الطبيب ما يلي:

- أورليستات (زينيكال)

أورليستات هو دواء لإنقاص الوزن اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للاستخدام على المدى الطويل للبالغين والأطفال في عمر 12 عامًا وأكثر. ويمنع هذا الدواء هضم الدهون وامتصاصها في المعدة والأمعاء، حيث يتم التخلص من الدهون غير الممتصة في البراز. وعند استخدام أورليستات، يتراوح متوسط إنقاص الوزن ما بين 4 إلى 9 أرطال (2 إلى 4 كغم)، وهو بذلك أكثر مما يمكن أن تحصل عليه من النظام الغذائي وممارسة الرياضة بعد عام أو عامين من تناول الأدوية.

وتشمل الآثار الجانبية المصاحبة لتناول أورليستات تكرار حدوث الغائط الدهني، والحاجة إلى التبرز، والغازات، ولكن يمكن تقليل هذه الآثار الجانبية بخفض كمية الدهون في نظامك الغذائي. ولأن أورليستات يمنع امتصاص بعض المواد الغذائية، فاحرص على تناول مكمل غذائي متعدد الفيتامينات في فترة تناولك له لمنع حدوث نقص التغذية.

ولقد وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على إنتاج مستحضر منخفض القوة من أورليستات (عقار ألاي) الذي يباع ويُصرف بدون وصفة طبية، ولكن يرجى العلم بأن عقار ألاي غير مرخص للأطفال؛ فهذا الدواء يعمل بنفس طريقة أورليستات المتاح بوصفة طبية، ويقصد به فقط استكمال، وليس استبدال، اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

- لوركاسيرين (بيلفيك)

لوركاسيرين هو دواء لإنقاص الوزن على المدى الطويل اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأميركية للبالغين، ويعمل هذا الدواء من خلال التأثير على المواد الكيميائية الموجودة في دماغك التي تساعد على تقليل شهيتك وتجعلك تشعر بالشبع، وبالتالي تأكل كمية أقل. وسيراقب الطبيب عن كثب عملية فقدانك للوزن أثناء فترة تناول دواء لوركاسيرين، فإذا لم تفقد حوالي 5 في المائة من وزن الجسم الكلي في غضون 12 أسبوعًا من تناول دواء لوركاسيرين، فإنه من غير المرجح أن الدواء سيحقق لك النتيجة المطلوبة ويجب إيقافه.

وتشمل الآثار الجانبية لدواء لوركاسيرين الصداع والدوخة والغثيان، أما الآثار الجانبية النادرة والخطيرة فتتضمن عدم التوازن الكيميائي (متلازمة السيروتونين)، والأفكار الانتحارية، والمشاكل النفسية، ومشاكل في الذاكرة أو الاستيعاب. ويُحظر تناول لوركاسيرين للسيدات الحوامل.

- فينترمين-توبيراميت (إكسيميا)

يتألف عقار إنقاص الوزن هذا من مجموعة أدوية وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام طويل المدى للبالغين، ويجمع إكسيميا بين فينترمين، وهو دواء لانقاص الوزن على المدى القصير، مع توبيراميت، وهو دواء يُستخدم في السيطرة على النوبات التشنجية. وسيراقب الطبيب عملية فقدانك للوزن أثناء فترة تناول هذا الدواء، فإذا لم تفقد 5% على الأقل من وزن جسمك في غضون 12 أسبوعًا من بدء العلاج، فعندها قد يقترح الطبيب إما إيقاف استخدام إكسيميا أو زيادة الجرعة، حسب حالتك.

وتشمل الآثار الجانبية لهذا الدواء زيادة معدل ضربات القلب، وتنميل في اليدين والقدمين، وجفاف الفم، والإمساك، أما الآثار الجانبية الخطيرة النادرة فتشمل الأفكار الانتحارية، ومشكلات في الذاكرة أو الاستيعاب، واضطرابات النوم، وتغيرات في الرؤية. ويُحظر تناول إكسيميا للنساء الحوامل، إذ يزيد تناول إكسيميا من خطر الإصابة بعيوب خلقية.

- فينترمين (أديبيكس بي - سوبرنزا)

فينترمين هو دواء لإنقاص الوزن مصرح به للاستخدام قصير المدى (ثلاثة أشهر) للبالغين، ولا يؤدي عادة استخدام أدوية إنقاص الوزن لفترة قصيرة إلى إنقاص الوزن على المدى الطويل.

وستحتاج إلى مراقبة طبية عن كثب أثناء تناول أدوية إنقاص الوزن الموصوفة من الطبيب. كذلك، تذكر دائمًا أن أدوية إنقاص الوزن قد لا تنجح مع الجميع، وقد تضعف تأثيراتها بمرور الوقت، وعندما تتوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن، فقد تستعيد الكثير من الوزن الذي فقدته أو كله.
  • جراحات إنقاص الوزن

في بعض الحالات تكون جراحة إنقاص الوزن، المعروفة أيضًا باسم جراحة علاج البدانة، خيارًا متاحًا؛ إذ توفر جراحة إنقاص الوزن أفضل فرصة لإنقاص معظم الوزن، رغم ما يمكن أن تنطوي عليه من مخاطر جسيمة. وتحدّ جراحة إنقاص الوزن من كمية الطعام التي يمكنك تناولها بشكل مريح أو تقلل من امتصاص الغذاء والسعرات الحرارية أو كليهما.

ويمكن التفكير في جراحة إنقاص الوزن لعلاج السمنة إذا كنت قد جربت وسائل أخرى لإنقاص الوزن لم تنجح وكنت:

  1. تعاني من سمنة مفرطة ومؤشر كتلة جسمك يبلغ 40 أو أعلى.
  2. مؤشر كتلة جسمك 35 إلى 39.9 وتعاني أيضًا من مشكلة صحية خطيرة متعلقة بالوزن، مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
  3. ملتزمًا بتنفيذ التغييرات الضرورية في نمط الحياة الضرورية لكي تنجح الجراحة.
وغالبًا ما تساعدك جراحة إنقاص الوزن على فقدان ما يصل إلى 35% أو أكثر من الوزن الزائد في الجسم، لكن جراحة إنقاص الوزن ليست علاجًا سحريًا للسمنة؛ فهي لا تضمن فقدانك لكل الوزن الزائد أو انك ستحافظ على رشاقتك على المدى الطويل. ويعتمد النجاح في إنقاص الوزن بعد الجراحة على التزامك بتغييرات تستمر مدى الحياة في ما يتعلق بعادات التغذية وممارسة الرياضة.
وتشمل جراحات إنقاص الوزن الشائعة ما يلي:

- جراحة تحويل مسار المعدة

هذه هي جراحة إنقاص الوزن المفضلة في الولايات المتحدة، لأنها أظهرت نجاحًا في إنقاص الوزن بشكل أكبر على المدى الطويل وساعدت في تحسين المضاعفات، مثل داء السكري من النوع الثاني، بشكل أفضل مما يحدث عند ربط المعدة.

وفي جراحة تحويل مسار المعدة يقوم الجراح بإنشاء جيب صغير في الجزء العلوي من المعدة، ثم تُقطع الأمعاء الدقيقة على مسافة قصيرة أسفل المعدة الرئيسية ويتم توصيلها بالجيب الجديد. يتدفق الغذاء والسوائل مباشرة من الجيب إلى هذا الجزء من الأمعاء، متجاوزًا معظم المعدة.

وتتضمن المخاطر الشديدة للجراحة الإصابة بجلطات الدم والحاجة إلى إعادة إجراء العملية، وللعلم، فإن الأشخاص الذين يرتفع لديهم مؤشر كتلة الجسم غير القادرين على السير لمسافة 200 قدم (61 مترًا) أو لديهم تاريخ من الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يكونون أكثر عرضة للمضاعفات.

- ربط المعدة بالمنظار القابل للضبط (LAGB)

في هذه الجراحة، يتم تقسيم المعدة إلى جيبين باستخدام شريط قابل للنفخ، ومن خلال سحب الشريط بإحكام، ليصبح كالحزام، ينشئ الجراح قناة صغيرة بين الجيبين، ويمنع هذا الشريط الفتحة من التمدد ويكون مصممًا للبقاء في مكانه بشكل دائم.

وتحظى عملية ربط المعدة بالمنظار القابل للضبط بشعبية لأنها أقل تدخلاً وتؤدي بوجه عام إلى فقدان الوزن ببطء وثبات، ويمكن تعديل الشريط إذا اقتضى الأمر. ومع ذلك، وكما هو الحال مع غيرها من العمليات الجراحية، فإنها لن تنجح من دون تنفيذ تغييرات في سلوكك؛ حيث تكون النتائج حينها غير جيدة كما في العمليات الجراحية الأخرى.

وعلى خلاف العمليات الجراحية الأخرى، تم اعتماد جهاز ربط المعدة Lap-Band للاستخدام مع الأشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم ما بين 30 و34 ويعانون من حالة صحية إضافية متعلقة بالسمنة. وتصاحب هذه الجراحة مضاعفات محتملة مثل العدوى وجلطات الدم والحاجة لإجراء عملية أخرى.

- تكميم المعدة

في هذه الجراحة، تتم إزالة جزء من المعدة مع إنشاء مستودع أصغر للطعام، ولا تزال هناك دراسات متواصلة لتقييم هذه العملية الجراحية.

- تحويل العصارة الصفراوية مع عصارة البنكرياس وتقصير الأمعاء

في هذا الإجراء الجراحي، تتم إزالة معظم المعدة جراحيًا. وتساعد هذه الجراحة في إنقاص الوزن بشكل أفضل ومتواصل، لكنها تنطوي على خطورة أكبر بحدوث مضاعفات جراحية، مثل الفتق وجلطات الدم، وقد تتسبب أيضًا في سوء التغذية ونقص الفيتامينات. تُستخدم هذه الجراحة بوجه عام مع الأشخاص الذين يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم 50 أو أكثر.

* الوقاية من السمنة

سواء أكنت معرضًا لخطر الإصابة بالسمنة أم تعاني منها حاليًا أم كان وزنك صحيًا، فإنه يمكنك تنفيذ خطوات لمنع الزيادة غير الصحية للوزن والمشكلات المتعلقة بها. وليس من المستغرب أن خطوات منع زيادة الوزن هي نفس خطوات إنقاص الوزن، فاحرص على تلك الخطوات.

- احرص على ممارسة الرياضة بانتظام

يتعين عليك قضاء من 150 إلى 300 دقيقة في ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة أسبوعيًا لمنع زيادة الوزن، وتشمل الأنشطة البدنية المعتدلة المشي السريع والسباحة.

- تناول وجبات صحية وخفيفة

ركّز على الأطعمة منخفضة السعرات والغنية بالمغذيات، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتجنّب الدهون المشبعة وقلل من الحلويات وتجنب الكحوليات. ومع ذلك، فإنه يمكنك الاستمتاع من حين لآخر بكميات صغيرة من الأطعمة المليئة بالدهون والسعرات الحرارية على سبيل المكافأة، ولكن تأكد من اختيار الأطعمة التي تعزز الوزن الصحي والصحة الجيدة معظم الوقت.

- تعرّف إلى المواقف التي تزيد من شهيتك وتجنبها

حدد المحفزات التي تجعلك بحاجة لتناول الطعام بشراهة، وجّرب الاحتفاظ بدفتر يوميات تدوّن فيه ما تأكل، ومقدار ما تأكل، ومواعيد أكلك وما تشعر به ومدى شدة جوعك، وبعد فترة، ستكتشف ظهور أنماط يمكنك تتبعها، فيمكنك التخطيط للمستقبل ووضع استراتيجيات للتعامل مع مثل هذه المواقف بحيث تظل دومًا مراقبًا سلوكياتك الغذائية.

- راقب وزنك بانتظام

عادة ما يحقق الأشخاص الذين يحرصون على وزن أنفسهم مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا نجاحًا أكبر في منع زيادة الوزن. ومن خلال مراقبة وزنك، يمكنك معرفة ما إذا كانت جهودك تحظى بالنجاح، ويمكن أن تساعدك على اكتشاف أي زيادات صغيرة في الوزن قبل أن تتحول إلى مشكلات كبيرة.

- كن منتظمًا

يزيد تمسكك بخطة الوزن الصحي خلال أيام الأسبوع، وفي العطلات الأسبوعية ووسط الإجازات والعطلات، فرص نجاحك في إنقاص الوزن لفترات طويلة. ومن الشائع للأسف أن تتم استعادة الوزن بغض النظر عن طرق علاج السمنة التي تتم تجربتها، ولكن هذا لا يعني أن جهود فقدان الوزن تضيع سدى.

وتعد الممارسة المنتظمة للنشاط البدني واحدة من أفضل الطرق لتجنب استعادة الوزن الذي فقدته، فاجعل هدفك ممارسة النشاط البدني لمدة 200 إلى 300 دقيقة في الأسبوع. واحتفظ بسجل لنشاطك البدني إذا كان ذلك يساعدك على البقاء متحمسًا وعلى المسار الصحيح. عندما تفقد الوزن وتتحسن صحتك، تحدث مع الطبيب بشأن الأنشطة الإضافية التي قد تكون قادرًا على القيام بها، وإذا كان ذلك مناسبًا، فكيف يمكنك زيادة نشاطك البدني وتعزيز ممارستك الأنشطة الرياضية.

والتزم دومًا بمراقبة وزنك، ويعد الجمع بين النظام الغذائي الصحي وأداء الكثير من الأنشطة البدنية بطريقة عملية ومستدامة هو الطريقة المثلى لفقدان الوزن والحفاظ على نقصانه لمدة طويلة. وإذا كنت تتناول أدوية إنقاص الوزن، فإنه من المرجح أن تستعيد الوزن عند التوقف عن تناولها، كذلك، قد تستعيد الوزن حتى بعد جراحة إنقاص الوزن إذا استمرت عادة الإفراط في الطعام أو تناول الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية.

وتابع فقدانك للوزن وحافظ على ثباته يومًا بعد يوم، واجعل من حولك الكثير من المصادر الداعمة لمساعدتك في ضمان النجاح، وابحث عن طرق صحية للعيش يمكنك الالتزام بها على المدى الطويل.
 
  • وبالإضافة لتلك الاستراتيجيات الأساسية، سيكون من المفيد جداً الالتزام بالنصائح التالية:

- معرفة حالتك

فيمكن أن تساعدك المعرفة والتثقيف بمجال السمنة في معرفة المزيد عن السبب الذي جعلك بدينًا وما يمكنك فعله حيال ذلك، كما ستشعر بأنك أكثر قوة وسيطرة بما يجعلك تلتزم بخطة العلاج الموضوعة. ويمكنك أيضًا قراءة الكتب المشهورة في مجال المساعدة الذاتية والتحدث عنها مع الطبيب أو المعالج.

- وضع أهداف واقعية

عندما تكون مضطرًا لفقد كمية كبيرة من الوزن، فقد تضع أهدافًا غير واقعية، كأن تحاول فقد الكثير في وقت قصير؛ فلا تحكم على نفسك بالفشل، وضع أهدافًا يومية أو أسبوعية لممارسة الرياضة وفقدان الوزن. كذلك، قد تحاول إجراء تغييرات ضئيلة في النظام الغذائي بدلاً من محاولة اتباع تغييرات جذرية من المرجح ألا تتمسك بها لفترة طويلة.

- الالتزام بخطة العلاج

يمكن أن يكون تغيير نمط الحياة الذي عشت به لسنوات عديدة أمرًا صعبًا، فكن صادقًا مع الطبيب أو المعالج أو مقدمي الرعاية الصحية الآخرين إذا وجدت أن أهدافك بخصوص النشاط أو التغذية تتراجع؛ فيمكنكم العمل معًا من أجل التوصل إلى أفكار أو أساليب جديدة.

- حشد الدعم

اجعل أفراد عائلتك وأصدقاءك على اطلاع ومعرفة بشأن أهدافك لإنقاص الوزن، وأحط نفسك بالأشخاص الذين سيمنحونك الدعم والمساعدة، وابتعد عن الذين ينتقصون من جهودك. وتأكد من إدراكهم مدى أهمية إنقاص الوزن لصحتك، وقد تود أيضًا الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم لإنقاص الوزن.

- تحديد محفزات الطعام وتجنبها

اشغل نفسك عن رغبتك في تناول الطعام بشيء إيجابي، مثل التحدث إلى صديق عبر الهاتف، وتدرب على رفض الأطعمة غير الصحية أو الحصص الكبيرة من الطعام. ولا تتناول الطعام إلا عندما تشعر بالجوع، وليس لمجرد أنه حان وقت تناول الطعام.

- الاحتفاظ بسجل

احتفظ بسجل للغذاء والنشاط البدني، إذ يمكن أن يساعدك هذا السجل في أن تظل منتبهًا لعاداتك الغذائية وأنماط ممارسة الرياضة. فيمكنك اكتشاف السلوك الذي قد يكون السبب في توقف وزنك عن النقصان، أو العكس بأن تكتشف ما يساعدك ويناسب حالتك. ويمكنك أيضًا استخدام هذا السجل لتتبع المؤشرات الصحية المهمة الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول واللياقة البدنية العامة.

- تناول الأدوية المقررة لك وفقًا للتعليمات

إذا كنت تتناول أدوية لإنقاص الوزن أو أدوية لعلاج الحالات المرضية المتعلقة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، فيجب أن تتناولها كما هي مقررة لك بالضبط، ويمكنك التحدث مع الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلة تتعلق بنظام أدويتك أو تعاني من آثار جانبية غير مرغوبة.

- الطب التكميلي

تتوفر العديد من المكملات الغذائية التي تعد بمساعدتك في فقدان الوزن بسرعة، وغالبًا ما تكون الفعالية، ولا سيما الفعالية على المدى الطويل، وسلامة هذه المنتجات موضع شك؛ فاستشر طبيبك قبل تناول أي مكملات غذائية.

وترى إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن العلاجات العشبية والفيتامينات والمعادن جميعها مكملات غذائية، إذ إنها لم تمر بنفس الاختبارات الصارمة ولم تجتز عملية التصنيف والتسمية كما هو الحال مع الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية أو الأدوية المتاحة بوصفة طبية.

لكن بعض هذه المواد، بما في ذلك المنتجات الموصوفة بأنها "طبيعية"، لها آثار تشبه الأدوية ويمكن أن تكون خطيرة، وحتى الفيتامينات والمعادن قد تسبب مشكلات عند تناولها بكميات مفرطة. كذلك، قد لا تكون المكونات قياسية، وتتسبب في آثار جانبية غير متوقعة وضارة، وقد تؤدي المكملات الغذائية التي تتناولها إلى حدوث تفاعلات خطيرة مع الأدوية الموصوفة من الطبيب.

يوصف الشاي الأخضر بأنه وسيلة مساعدة لإنقاص الوزن، ولكن وجد استعراضًا حديثًا لأحد الأبحاث أن الشاي الأخضر قليل أو عديم الفائدة لإنقاص الوزن. وربما يتم استخدام علاجات العقل والجسم، مثل الوخز بالإبر والتأمل الذهني واليوجا، لتكون تكملة لعلاجات السمنة الأخرى، ومع ذلك، لم يتم إجراء دراسات دقيقة حول هذه العلاجات وفائدتها في علاج إنقاص الوزن. فاستشر طبيبك إذا كنت مهتمًا بإضافة علاج العقل والجسم إلى علاجك.

كذلك استشر الطبيب أو المعالج حول تحسين مهارات التكيف، واستفد من هذه النصائح في التكيف مع السمنة وجهود إنقاص الوزن:
  1. سجّل ما تشعر به.. ودوّن في دفتر لليوميات كل تعبيراتك عن الألم، والغضب، والخوف، والعواطف الأخرى.
  2. تواصل مع الآخرين.. لا تنعزل عن المحيطين بك، وجرّب المشاركة في أنشطة منتظمة واجتمع مع العائلة أو الأصدقاء بشكل دوري.
  3. شارك في مجموعات.. يمكنك الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم بحيث يمكنك التواصل مع الآخرين الذي يواجهون نفس التحديات.
  4. ركز على ما تريد.. واستمر في التركيز على أهدافك، فالتغلب على السمنة عملية مستمرة. وضع أمامك حافزًا من خلال التذكر الدائم لأهدافك، وذكّر نفسك بأنك مسؤول عن التعامل مع حالتك ومسؤول عن بذل الجهد الكافي لتحقيق أهدافك.
  5. تمتع بالاسترخاء.. ولتتعلم طرق الاسترخاء والتعامل مع الضغوط. يمكن أن يساعدك تعلم الاعتراف بالضغوط وتطوير مهارات للتعامل مع الضغوط والاسترخاء على التحكم في عادات التغذية غير الصحية.

 

آخر تعديل بتاريخ
31 أكتوبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.