هل أنت مصاب بمتلازمة التمثيل الغذائي؟

متلازمة التمثيل الغذائي أو متلازمة الاستقلاب الغذائي (Metabolic syndrome) هي مجموعة من الحالات المرضية التي تتضمن ارتفاع ضغط الدم ومستوى السكر بالدم، وفرط تمركز الدهون بالجسم خاصة حول الخصر، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية. تحدث هذه التغيرات بعضها مع بعض، ما يزيد خطر التعرّض للإصابة بأمرض الشرايين والقلب والسكتة الدماغية وداء السكري.

لا تعني إصابة المريض بحالة واحدة من هذه الحالات المرضية أنه مصاب بهذه المتلازمة العامة، لكن وجود أي حالة من هذه الحالات المرضية يزيد احتمال الإصابة بمرض خطير. وإذا أصيب الشخص بمجموعة تضم أكثر من حالة من هذه الحالات معًا، فإن الخطورة تصبح أكبر.

وإذا كان الشخص مصابًا بمتلازمة التمثيل الغذائي، يمكن للتغيّرات الجادة في نمط الحياة تأخير تطور المشكلات الصحية الخطيرة أو الوقاية منها كذلك.

ما هي أعراض متلازمة التمثيل الغذائي؟

إن معظم الاضطرابات التي تصاحب متلازمة التمثيل الغذائي لا تتضمن بالضرورة وجود أي أعراض، على الرغم من أن كبر محيط الخصر هو علامة واضحة على الإصابة بهذه المتلازمة. وإذا كان السكر بالدم مرتفعًا، فقد يعاني المريض من علامات وأعراض تشبه تلك المصاحبة لداء السكري، مثل العطش وزيادة التبول والإرهاق واضطرابات الرؤية.

وإذا كنت تعلم أنك مصاب بحالة واحدة على الأقل من الحالات التي تنطوي عليها متلازمة التمثيل الغذائي، ننصحك باستشارة الطبيب لإجراء الاختبارات اللازمة للتحقق من مدى الإصابة بحالات أخرى للمتلازمة.

ما هي أسباب حدوث متلازمة التمثيل الغذائي؟

يصاب المريض بهذه المتلازمة عادة نتيجة السمنة والخمول (قلة النشاط). ويربط الأطباء بين هذه المتلازمة وحالة طبية تسمى مقاومة الإنسولين. ففي الحالة الطبيعية، يغير الجهاز الهضمي الطعام الذي يتناوله المرء ويحوله إلى سكر (غلوكوز). والإنسولين هو أحد الهرمونات التي يفرزها البنكرياس ليساعد السكر على دخول الخلايا ومن ثم ليُستخدم مصدراً للطاقة.

ولكن، لدى المصابين بمقاومة الإنسولين لا تستجيب الخلايا طبيعيًا له، ولا يدخل الغلوكوز إلى الخلايا بسهولة. ونتيجة لذلك، ترتفع مستويات الغلوكوز بالدم على الرغم من محاولة الجسم السيطرة عليه بإفراز مزيد من الإنسولين. وهذا في النهاية قد يؤدي إلى الإصابة بداء السكري، حيث يكون الجسم عاجزًا عن إفراز مزيد من الإنسولين للحفاظ على الغلوكوز بالدم عند المستويات الطبيعية.

ما هي عوامل خطورة الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي؟

قد تزيد العوامل التالية من احتمال الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي:
- العمر.. تزيد خطورة الإصابة بهذه المتلازمة مع تقدم العمر، إذ إنها تصيب 40 بالمائة من الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا.

- العِرق.. يبدو أن الأشخاص من ذوي الأصول اللاتينية والآسيوية معرّضون بنسبة أكبر لخطورة الإصابة بهذه المتلازمة مقارنة بالأفراد المنتمين للأعراق الأخرى.
- السمنة.. إن تكتل زيادة كبيرة من الوزن بالجسم يزيد من خطورة الإصابة بهذه المتلازمة، وخاصة إذا كان جسم المريض على شكل التفاحة مقارنة بمَن أجسامهم على شكل الكمثرى.
- داء السكري.. إذا أصيبت المرأة بداء السكري أثناء الحمل (سكري الحمل)، فهي أكثر عرضة لخطورة الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، خاصة إذا كان لديها تاريخ عائلي من الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
- أمراض أخرى.. ترتفع خطورة الإصابة بهذه المتلازمة إذا كان المريض قد أصيب بمرض القلب والأوعية أو بمرض الكبد الدهني غير الكحولي أو بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات.

ما هي مضاعفات الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي؟

يمكن للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي أن تزيد من خطورة إصابة المريض بالأمراض التالية:
- داء السكري.. إذا لم يقم المريض بعمل تغييرات في نمط الحياة للسيطرة على مقاومة الإنسولين، فستستمر مستويات الغلوكوز في الزيادة، وقد يُصاب بداء السكري.

- أمراض القلب والأوعية الدموية.. يمكن أن يساهم ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم في تراكم اللويحات بالشرايين. وربما تسبّب هذه اللويحات تضيّق الشّرايين وتصلبها؛ ما قد يفضي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

كيف يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي؟

تتبنى الهيئات الطبية معايير لتشخيص متلازمة التمثيل الغذائي. ووفقًا للإرشادات التي يستخدمها المعهد الوطني الأميركي للصحة، يعتبر المريض مصابًا بمتلازمة التمثيل الغذائي إذا كانت لديه ثلاث خصائص أو أكثر من الخصائص التالية:
- زيادة محيط الخصر.. ويتحدد هذا بمحيط خصر يبلغ قياسه على الأقل 89 سم للنساء، أو 102 سم للرجال.

- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية.. إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 150 ملغم لكل ديسيليتر (1.7 مليمول لكل ليتر) على الأقل، أو إذا كنت تتناول علاجاً لارتفاع الدهون الثلاثية.

- انخفاض مستوى الكوليسترول مرتفع الكثافة (المفيد).. إذا كانت مستويات هذا الكوليسترول النافع لديك أقل من 40 ملغم/ديسيليتر (1.04 مليمول/ليتر) لدى الرجال أو أقل من 50 ملغم/ديسيليتر (1.3 مليمول/ليتر) لدى النساء، أو إذا كنت تتناول علاجاً بسبب انخفاض مستوى الكوليسترول مرتفع الكثافة عندك.

- ارتفاع ضغط الدم.. تنطبق هذه الحالة المرضية إذا كنت تتناول أدوية لعلاج ضغط الدم أو إذا كان ضغط الدم لديك يبلغ 130/85 ملم زئبق على الأقل.

- ارتفاع قياس السكر بالدم أثناء الصيام.. إذا كان مستوى سكر الدم لديك 100 ملغم/ديسيليتر (5.6 مليمول/ليتر) على الأقل، أو إذا كنت تتناول أدوية للسيطرة على ارتفاع السكر في الدم.

ما هو علاج متلازمة التمثيل الغذائي؟

يبدأ الأطباء عادة بإجراء تغييرات مهمة في نمط الحياة، وإذا لم ينجح ذلك، فقد ينصحك الطبيب بتناول أدوية لتساعدك على التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وسكر الدم.

تغيير نمط الحياة والعلاجات المنزلية

يلزم تطبيق تغييرات مهمة في نمط الحياة عادةً للوقاية من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل داء السكري وأمراض القلب. وقد تتضمن هذه التغييرات ما يلي:
- مارس الرياضة.. ينصح الأطباء بممارسة الرياضة متوسطة الشدة لنحو 30 دقيقة أو أكثر، مثل المشي السريع كل يوم.
- تخلص من الوزن الزائد.. يمكن أن يؤدي فقدان الوزن الزائد إلى تقليل مقاومة الإنسولين وضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بداء السكري.
- تناول طعامًا صحيًا.. إن النظام الغذائي التابع للأنظمة الغذائية لإيقاف ارتفاع ضغط الدم (DASH) والنظام الغذائي المتوسطي، مثل تخفيض تناول الدهون غير الصحية والتأكيد على أهمية تناول الفواكه والخضروات والسمك والأطعمة المصنوعة بالكامل من الحبوب. وقد اكتشف العلماء أن كل نظام من هذه الأنظمة الغذائية الصحية يمنح الإنسان فوائد صحية مهمة، بالإضافة إلى فقدان الوزن للمرضى الذين يعانون من حالة من الحالات التي تنطوي عليها متلازمة التمثيل الغذائي.
- توقف عن التدخين.. يزيد التدخين من تفاقم الأمراض التي تسببها متلازمة التمثيل الغذائي. تحدث إلى طبيبك إذا احتجت إلى المساعدة في التخلص من عادة التدخين.