صحــــتك

المبالغة تفسد التواصل الفعال وتدمر العلاقات

المبالغة تفسد التواصل الفعال وتدمر العلاقات
كثيرا ما يقول الناس "نحن لا نعرف كيف نتحدث مع بعضنا البعض"، وعندما نبحث خلف ذلك نكتشف أن الكثير من الناس لا يتواصلون بشكل جيد، والمشكلة الأساسية تكون في كثير من الأحيان في المبالغة في تقدير وجهة نظرنا، واستخدام لغة مؤكدة أو مبالغ فيها أو مفرطة، ورغبتنا في التعبير عن الأهمية الشخصية لما نقوله غالبًا ما تربك معانينا.


* ما هي المبالغة؟ وكيف تتسلل إلى كلامنا؟
خذ مقولة "نحن لا نعرف كيف نتحدث مع بعضنا البعض هذه الأيام"، إنها تشير إلى الاعتقاد بوجود مشاكل في التواصل، لكنها تعني أيضًا الكثير، وتشير أيضا إلى أن هناك وقتًا كان الناس يتواصلون فيه بشكل أفضل، على الرغم من أنها لا تحدد متى كان هذا الوقت أو تقدم أي شيء من خلال إثبات حقيقي.

هذا النوع من العبارات شائع جداً، حيث يتم تقديم "رأي أو اعتقاد" كحقيقة لا نزاع فيها. وتساق التأكيدات على أنها ثابتة وجامدة ولا لبس فيها، بدلاً من كونها فكرة قابلة للنقاش.

ومن السهل أن تحدث المبالغة والإفراط فيما يحاول المتحدث قوله أو ما يصدقه، ولنكمل مع نفس المثال المذكور أعلاه، والذي قد يعكس التأكيد على شعور المتحدث بالانفصال عن الآخرين والشعور بالوحدة، ومع ذلك، عندما يتم تقديمه بشكل قاطع كحقيقة، فإن المبالغة تحجب هذا المعنى المهم عن السامعين.


* تحديد المبالغة
بمجرد أن ندرك المغالاة في لغتنا، فنحن في مكان أفضل بكثير لتحسين مهارات التواصل لدينا، لذلك، لنبدأ بالحديث عن بعض علامات المبالغة، حيث تتسم المبالغة في التقدير بأي مما يلي، سواء بشكل فردي أو معًا:

- استخدام البيانات المطلقة

على سبيل المثال، القول بأن شيئًا ما هو كل شيء أو لا شيء، مثل عبارة "أنا فاشل"، أو تقديم ادعاءات واسعة مثل "جيل الألفية كسالى".

- علامات التعجب
عندما يقال شيء ما بتركيز قوي بشكل خاص، مثل "التكنولوجيا هي سبب مشاكلنا في التواصل!" من دون أي دليل داعم.



* أمثلة على المبالغة في التقدير
- صرحت صابرين، وهي طالبة في الكلية، وتبدو قانطة، أنها لم تحصل على الوظيفة التي تقدمت لها؛ ثم ألقت ذراعيها في حالة من الغضب وصرخت "لا أعرف حتى لماذا حاولت، لا يبدو أنه كانت لدي فرصة على أية حال، كل ما فعلته هو المبالغة في آمالي من أجل لا شيء، كان يجب علي أن أعرف أنني لن أحصل أبدا على ما أريد".

إن الطبيعة المبالغ فيها بشكل كبير في كلامها وتأكيداتها هما مثالان على المبالغة في التقدير، وكان من الصعب على معالجها أن يستجيب بطريقة تبدي تعاطفا، ولكنه عمل على فهم تجربتها، ومن خلال ذلك بدأ يلاحظ بروز خيبة أملها بشأن عدم الحصول على وظيفة تريدها، فضلاً عن الخوف من عدم حصولها على وظيفة تشعرها بالرضا.. كل هذه المخاوف صعّبت من قدرة المعالج على رؤية المبالغة في البداية، ولكن بمجرد الفهم؛ فإنه استطاع أن يتحدث من خلال مخاوفها بطريقة جعلت شعورها باليأس أقل.

هذا عن صابرين، ولكن ماذا عند فريد الطالب الجامعي، الغاضب لأنه يتعرض للتهميش من أقرانه، ويجد نفسه خارج خططهم، حتى إنه يقول "أنا دائما أول من يتم إسقاطه، لن يكون لدي أي أصدقاء يحترمونني مثلما أحترمهم، غضبه لم يترك له مجالًا كبيرًا لاستكشاف ما حدث، غضبه كان بسبب أن أصدقاءه خرجوا إلى حفلة، وعندما سأله المعالج إذا كان هناك أي أسباب يمكن أن تكون قد جعلتهم يتركونه، توقف قليلا وتذكّر "أخبرتهم أنني بحاجة للبقاء في نهاية الأسبوع للدراسة"، ومع ذلك، عندما شاهد صورًا لهم في إحدى الحفلات شعر بالأذى وبأنه غير آمن، وسرعان ما ازدهرت هذه المشاعر وتحولت إلى غضب، ولم يدر بخلده أن أصدقاءه ربما كانوا يحترمون نيته المعلنة في تكريس عطلة نهاية الأسبوع لدراسته.



* التواصل الواضح يتطلب الانتباه
من السهل أن تتخيل كيف أن المبالغة في كلام صابرين وفريد قد أربكت الآخرين، وغالبًا ما تشتت مبالغة صابرين الآخرين عما يحدث لها بالفعل، وإذا استجابوا لمبالغتها في الرثاء لحالها، فقد تفوتهم الأجزاء الأكثر أهمية في تجربتها. ومن المحتمل أن أصدقاء فريد قد أخذوا رغبته في الدراسة بجدية، لكن تصرفهم وفق هذا الأمر جعله يتأذى. وإدراك واكتشاف المبالغة يمكن المستمعين من اكتشاف الحقائق البارزة المخبأة وراء غلو المتحدثين وكشف الآثار السلبية للمبالغة.

التواصل هو عمل شاق في كثير من الأحيان، ويتطلب الاستعداد للتفكير فيما نقوله، والأهم من ذلك، كيف نقول ما يجول بخواطرنا.
آخر تعديل بتاريخ
08 يونيو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.