صحــــتك

هل تسببت جائحة كورونا بإصابتك بمتلازمة الكهف؟

هل تسببت جائحة كورونا بإصابتك بـ «متلازمة الكهف»؟
ربما أخذت تطعيمك بالكامل ولكن لديك خوفا غير مبرر من مغادرة المنزل، يبدأ الأصدقاء والعائلة في التخطيط للقاء معك، لكنك تؤجل هذا اللقاء، مع أنك كنت تستمتع بالأنشطة الاجتماعية سابقاً قبل جائحة كورونا الجديد، إلا أنّ التفكير حالياً في الخروج لشراء البقالة - أو العودة ببساطة إلى المكتب - يجعلك متوتراً، وقد تشعر بالخوف والضعف ولكن ليس لديك فكرة عن السبب.. هل تشعر بمثل هذا؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون تعاني من شكل من أشكال القلق الاجتماعي يسمى أحياناً "متلازمة الكهف".

ماذا يحدث؟ لماذا نخاف كثيراً من مغادرة المنزل؟ والأهم من ذلك، ماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

* ما هي متلازمة الكهف؟

تعرّف متلازمة الكهف بأنها عدم الرغبة المستمرة في ترك السلامة والأمن النسبيين للمنزل خشية التعرض لخطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 (كورونا الجديد) أو إعادة العدوى مع انحسار الوباء.

أي أن متلازمة الكهف تضع (الشخص أو الأشخاص) في حالةٍ من العزلة الاجتماعية التي لها أيضاً آثار ضارة على الصحة العقلية والبدنية، لا سيما على الأشخاص الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المهاجرون والأقليات ومغايرو الهوية الجنسانية وكبار السن.

إنها تصف حالة عدم الارتياح من احتمالية العودة إلى "الحياة الطبيعية" في أعقاب ما كان - بالنسبة للكثيرين - عاماً أو أكثر في مستوى معين من العزلة الاجتماعية أثناء جائحة كوفيد-19.

كما تصف "متلازمة الكهف" الإحجام عن العودة إلى الطريقة القديمة لفعل الأشياء بعد التعود على "الوضع الطبيعي الجديد"، وتعكس أيضاً القلق المتبقي بشأن المرض نفسه، كما تعكس المخاوف الاجتماعية الكامنة التي تضخمها العزلة الأخيرة.

وفقاً لتقرير صادر عن جمعية علم النفس الأميركية، "قال ما يقرب من نصف الأميركيين (49%) إنهم يشعرون بعدم الارتياح حيال التكيف مع التفاعل الشخصي بمجرد انتهاء الوباء". في الدراسة نفسها، أفاد نحو نصف البالغين في الولايات المتحدة بأنهم شعروا بالوحدة الشديدة أثناء جائحة فيروس كورونا، مع شعور البالغين الأصغر سناً بالوحدة.

الاعتياد على ابقاء في المنزل يجعلك عاجزا عن الخروج من البيت

* التأثير الساحق للوباء

من المهم أن ندرك كيف ترك الوباء بصماته على صحتنا النفسية. وكما يقول الخبراء فإنّ الوباء كان مثل حجر ألقي في مياه نفسيتنا وستستمر التموجات في التأثير علينا لأجيال قادمة.

أظهرت إحدى الدراسات أن انتشار الاكتئاب قد تضاعف ثلاث مرات منذ انتشار كوفيد. وقد كان هذا متوقعاً، نظراً للتأثير النفسي المعروف لوباء السارس ليس فقط على الناجين ولكن أيضاً على أسرهم والمجتمع الأكبر.

كان هناك العديد من العواقب النفسية الأخرى كذلك. يقول الخبراء لقد ظهر القلق الاجتماعي، وعنف الشريك، واضطراب ما بعد الصدمة، وتعاطي الكحول والمخدرات، والوسواس القهري، وقد شهد عملياً كل تشخيص زيادة في التكرار والشدة. بعبارة أخرى، ما نواجهه ضخم، لذلك إذا كنت تشعر بالخوف، فمن المهم أن تبحث عن العلاج حتى تتمكن من التعامل مع مشاعرك بطريقة موجهة نحو الهدف. يتضمن ذلك النظر في كيف أصبح خوفك مدمراً لنفسيتك.

* كيف تتجذر "متلازمة الكهف"؟

يمكن أن تصيب متلازمة الكهف أي شخص في بيئة ما بعد الجائحة اليوم. عادة ما تسير الأمور على هذا النحو:
  • تبدأ في الشعور بالراحة في المنزل.
  • صداقاتك تصبح راكدة مع مرور الوقت.
  • يصبح البقاء في المنزل عادة.
  • بعدها يصبح لديك خوف من مغادرة المنزل.
حتى الأشخاص الذين كانوا في السابق منفتحين جداً واجتماعيين، فإنهم يصبحون قلقين لمغادرة المنزل. أما أولئك الذين كانوا انطوائيين دائماً فإنهم يحفرون في كعوبهم أكثر، ويصبح من المريح بالنسبة لهم جداً البقاء في المنزل. لكن لسوء الحظ، فإن هذا الخوف له ثمن.

* خطر القلق الاجتماعي غير المعالج

إذا كنت قد عزلت نفسك بسبب الخوف من مغادرة المنزل، فقد تصاب بالقلق الاجتماعي. هذا يضر بصحتك العقلية والجسدية والروحية.

لا يقتصر الأمر على أن القلق الاجتماعي لا يزيل فرحة الحياة ويجعل من الصعب عليك متابعة مشاعرك فحسب، بل إنه يزيد من التوتر الذي يساهم بدوره في حدوث التهاب في جسمك. والالتهاب يعرضك لخطر الإصابة بجميع أنواع الأمراض المزمنة، بما في ذلك الاكتئاب.

إذن ما الذي يمكن أن يقلل الالتهاب؟ إنه الدعم الاجتماعي. إنه علاج قوي بما يكفي ليس فقط لدرء الاكتئاب ولكن حتى الخرف وأنواع أخرى من الأمراض المزمنة أو المرض. لذا حان الوقت للخروج.. لكن ببطء.

توقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وخطط لمقابلة الاصدقاء وجها لوجه

* نصائح لتقليل أثر متلازمة الكهف

للتغلب على خوفك من مغادرة المنزل والتخلص من متلازمة الكهف، يوجد عدة اقتراحات:

1. التعرض للخوف

الطريقة الوحيدة للتغلب على الرُّهاب هي مواجهته وجهاً لوجه. الخطوات اليومية الصغيرة جيدة ولكن من الضروري قطع الاتصال العصبي في الدماغ بين مغادرة المنزل والخطر. فقد تغير الدماغ خلال فترة الوباء ليخشى أشياء مثل الاقتراب من الآخرين أو لمس الأسطح خارج المنزل، وعلينا عكس كل ذلك، والسبيل الوحيد هو المواجهة. عندما تتخذ خطوات يومية صغيرة ومتسقة لمغادرة المنزل، يبدأ دماغك في التغيير والعودة إلى عمليات ما قبل الجائحة. أنت تدرك أنه يمكنك تحمل الضائقة وأنك ستكون على ما يرام. شيئًا فشيئاً، تبدأ الخلايا العصبية في الدماغ بالتغير مع إدراك أنه يمكنني القيام بذلك وتعود إلى وظائف ما قبل الجائحة.

2. أعد إحياء العلاقات القديمة أو الراكدة

لذلك قم بإعداد قائمة بالأصدقاء والعائلة والمعارف الذين لم ترهم منذ فترة. وقد تعود إلى الاتصال من خلال القيام بشيء بسيط مثل دعوتهم لنزهة مشياً على الأقدام أو الجلوس في الخارج لتناول القهوة.

3. استخدم العلاج القائم على الأدلة

إذا كنت في حالة علاج، فاسأل عن العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، أو العلاج بين الأشخاص (IPT)، أو إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR) كتدخلات فعالة لتقليل القلق.

4. اعتنِ بنفسك

إذا كنت تعالج من أي مرض أو اضطراب، فاتبع نصيحة طبيبك.

5. لا تقارن نفسك بالآخرين

حدد أهدافاً لنفسك في أوقات العزلة، واحتفل بتحقيقها والتحسين المستمر.

6. خذ وقتك

لا تشعر أنك مضطر للعودة إلى ما كانت عليه الأمور على الفور. في الواقع، قد يكون هذا هو الوقت المناسب لتغيير ما كانت عليه الأمور من قبل.

7. العيش في الوقت الحاضر

ركز على الحاضر وحدد بالضبط ما يزعجك بشأن الخروج من منزلك. سيساعدك هذا على تطوير نهج مناسب للتغلب على مخاوفك.

8. تغيير الموقف

الموقف الإيجابي أمر بالغ الأهمية لتخفيف التوتر عن نفسك. تدرب على التأكيدات الإيجابية حول مدى متعة وجمال مقابلة أصدقائك وعائلتك مرة أخرى.

9. تذكر أيام ما قبل فيروس كورونا

تخيل وقتاً قبل ظهور الوباء، وكم كان رائعاً أن تذهب في موعد، أو تشاهد فيلماً، أو تمارس الرياضة، أو تسافر إلى وجهاتك المفضلة. سيساعدك هذا على تعزيز عقليتك الإيجابية.

* الخلاصة

بعد أكثر من عامٍ ونصف من البقاء في المنزل، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي وتقليل السفر للخارج للعمل أو الترفيه، نرى أخيراً أن العالم أخذ ينفتح ببطء على آفاق التواصل الاجتماعي والسفر.

في حين أن كوفيد-19 لا يزال يمثل تهديداً سائداً، فإن الأشخاص الذين جرى تطعيمهم بالكامل في وضع جيد للخروج ومقابلة أحبائهم أو العودة إلى العمل. ومع ذلك، فإن قضاء كل هذا الوقت في عزلة جعل بعض الأشخاص يخشون العودة إلى حياتهم، كما كان الحال قبل إصابة كوفيد. يسمى هذا الشعور بالخوف "متلازمة الكهف". ويمكن التخلص من هذه المتلازمة باتباع جملة النصائح التي قدمنها أعلاه.


المصادر
What Is “Cave Syndrome?” A Look at Social Anxiety in a Post-Pandemic World and Tips to Overcome Fear of Leaving the House
Cave Syndrome: Viral and Social Toxins, and the Inner Life
COVID-19 ‘cave syndrome’ — A survivor’s guide
Nervous about going out? You could have “Cave Syndrome” and you are not alone

آخر تعديل بتاريخ
30 سبتمبر 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.