صحــــتك

لماذا يضرب بعض الآباء أبناءهم؟

لماذا يستحوذ عليك ماضيك؟
 
 

في الماضي كان الضرب هو وسيلة التأديب المعتمدة في البيوت والمدارس، ولكن أصبح معلوما للجميع خطورة الضرب على الأطفال.. ورغم ذلك فما زال الآباء يضربون أطفالهم، فلماذا يحدث هذا؟

 

هل لا يزال الوالدان يضربان أطفالهما؟

في الولايات المتحدة، تظهر الدراسات الاستقصائية باستمرارانخفاض في معدل الموافقة على العقوبة البدنية ببطء ولكن بثبات على مدى العقود الماضية.

 
 

ومع ذلك، فإن أكثر من 65٪ من البالغين الذين شملهم الاستطلاع لا يزالون يوافقون على الضرب على الردف، والرجال أكثر من النساء.

معظم هذه الدراسات هي تقارير ذاتية؛ ولكن في أحد الأبحاث الرائعة، طلب المحققون من الأمهات ارتداء أجهزة التسجيل لعدة ساعات كل يوم، ثم أبلغت الأمهات عن عدد المرات التي  ضربن فيها أطفالهن، وأظهرت المسجلات أن الأمهات يضربن أطفالهن بمقدار ضعف ما أبلغن عنه.

على الصعيد الدولي، حظرت أكثر من 50 دولة العقاب البدني في جميع الأماكن، بما في ذلك المنزل، وأكثر من 100 دولة تحظر العقاب البدني في المدارس، ويعاقب كل من ينتهك هذه القوانين.

حتى الآن، تبدو نتيجة هذه السياسات إيجابية، على سبيل المثال. أظهرت كارين أوسترمان وزملاؤها انخفاضًا في قتل الأطفال بعد الحظر (2014)، ومع ذلك، لا يوجد لدى الولايات المتحدة أي قوانين فيدرالية أو قوانين في الولايات تحظر العقاب البدني في جميع الظروف، وعلى وجه الخصوص، لا تزال 19 ولاية تسمح بالعقاب البدني في المدارس.
 

هل يعرف الآباء أنهم يجب ألا يضربوا أطفالهم؟

السؤال الثاني هو هل يعرف الآباء أنه يجب عليهم ألا يضربوا أطفالهم، فبعض من يضربون أطفالهم يتصورون أن الضرب يحقق مصلحة الأبناء، ولكن العكس هو الصحيح.. فالضرب يبدو أكثر ارتباطًا بالضرر منه بالفائدة؟

في عام 2014، قام موراي شتراوس وزملاؤه بتلخيص مئات الدراسات، حيث وجدوا 15 مشكلة خطيرة واتجاها سلوكيا خطيرا مرتبطا بالعقاب البدني والعنف المنزلي، بما في ذلك اضطراب العلاقات الأسرية بين الوالدين والطفل؛ والمزيد من الجرائم التي ترتكب في سن الطفولة والبلوغ؛ والمزيد من تعاطي المخدرات؛ واحتمالية أعلى للاكتئاب، ومزيد من تعرض الأطفال للإكراه على الجنس والاعتداء الجسدي؛ وتشير هذه البيانات بقوة إلى أن مجموعة من النتائج السيئة ترتبط بالعقاب الجسدي.

هناك الكثير من الدعاية الإعلامية حول الإساءات المنزلية والاعتداء الجنسي والبلطجة والعنف، ولكن لماذا لا يوجد المزيد من الدعاية والوعي بأن العديد من هذه المشاكل مرتبط بالعقاب الجسدي؟ لماذا يستغرق الأمر كل هذا الوقت حتى ندرك خطورة تصرفاتنا، لماذا ننتظر حتى خراب مالطة كما يقال في الأمثال.. لقد استغرق الأمر قرونًا حتى اقتنعنا بأن الجراثيم والميكروبات يمكن أن تؤدي للمرض العضوي، وذلك بعد فترة طويلة من اكتشاف فان ليفينهوك للبكتيريا، واستغرق الأمر عقودا من أجل الإقرار بالمخاطر الصحية الواضحة للتدخين حتى تتغير سلوكيات التدخين؛ مع ما يعنيه هذا التأخير من مزيد من الضحايا، ولكن السؤال هو هل سننتظر أيضاً كثيراً، وكل يوم يتساقط ضحايا للعنف الأسرى أم أن الأوان قد آن لنتحرك تحركات جدية لوقف مسببات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي والبلطجة وغيرها من المشكلات السلوكية التي تهدد مجتمعاتنا.
 
 
 

لماذا يضرب بعض الناس أطفالهم؟

دوافع العقاب الجسدي، الواعية واللاواعية، كثيرة مثل:

  • التحكم في السلوك والأفكار.
  • تربية وتأديب الأطفال.
  • العجز، والتعب، والإجهاد، والغضب.
  • تقليد ما تعرض له الوالد في صغره.
  • نقص بدائل تقويم سلوك الأطفال.
  • قد يؤدي الكرب، إذا كان مفرطا إلى الغضب.
  • المشاعر السلبية الأخرى مثل الخوف والعار أيضا يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالضيق ثم الغضب، والمزيج من الاندفاع والكرب قد ينتهي بالآباء لضرب أطفالهم، ومن السهل معرفة السبب الذي يجعل بعض الآباء يصيبون أطفالهم.


هل نحب أطفالنا أم نكرههم؟

من المؤكد أننا لا نرغب في نقل سلوكيات الاندفاعية والعنف لأطفالنا.. لا سيما كطريقة لحل المشكلات؛ ولكن رغم حبنا لأطفالنا، إلا أننا نكرههم في بعض الأحيان، وفي كتابه "الكراهية كطرح معاكس Hate in the Counter-Transference"، لاحظ د. و. وينكوت، طبيب الأطفال الشهير والمحلل النفسي، 18 سببًا لكون الأم تكره طفلها. بعض هذه الأسباب تشمل:
- أن الطفل يشكل خطرا على جسد الأم في الحمل والولادة.
- الطفل يعيق حياة الأم الخاصة ويقيد حريتها.
- خيبة أمل الطفل في أمه مما يجعلها تشعر بأنها سيئة ومن ثم تغضب على الطفل.


ما هي بعض البدائل الأفضل؟

1. الكلمات بدلا من الأفعال

استخدم الكلمات لتسمية مشاعر طفلك ومشاعرك؛ فزيادة قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره بالكلمات ستؤدي إلى تنظيم التوتر، والوعي الذاتي، وتساعده على اتخاذ القرارات بشكل مدروس.

2. كن أنت القدوة

التصرف والتحدث كما تريد أن يتصرف طفلك ويتحدث.. يحاول طفلك أن يكون مثلك، وكما أشار المحلل النفسي جون جيدو في عام 2005، فإن عمليات التطابق مع الوالدين أحدهما أو كليهما وإضمارها هي من بين العوامل الأكثر أهمية في تشكيل البنية الشخصية والنفسية للطفل.


 
 


3. استخدم تعزيزات إيجابية

تعزز المكافآت والمديح احترام الطفل لذاته؛ إذا تم استخدامها بشكل جيد، وعلى الوالدين أن يتعلموا أن يأخذوا مهلة وأن يتدربوا على التعبير عن مشاعرهم في كلمات.

 

في الختام..

العقاب البدني لا يؤدي لنتيجة ولا يزيد الأمور إلا سوءًا؛ حيث يؤدي إلى مزيد من العنف والتسلط وإساءة المعاملة المنزلية. وكأشياء كثيرة، غالباً ما يبدأ العنف مبكراً، وغالباً ما يبدأ في المنزل. ولكن دوما هناك بدائل أفضل. ولأقتبس من أبراهام لينكولن قوله: "إذا لم يكن ضرب الطفل خاطئا، فلا شيء إذا خاطئ".



المصادر
Why Parents Still Spank Even Though They Know They Shouldn’t

آخر تعديل بتاريخ
04 فبراير 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.