مع تنوع أعراض الاصابة بمرض كوفيد -19 ، بشكل كبير، لتشمل الحمى، السعال، صعوبة التنفس او فقدان التذوق والشم، وتفاوت شدته بين المصابين، بين إصابات غير مصحوبة بأي أعراض إلى إصابات شديدة قد تؤدي أحيانا إلى الوفاة، ركزت معظم الدراسات العلاجية، حتى الآن، على الحالات الشديدة منه والتي يمكن أن تتطلب الدخول إلى المستشفى.
فعالية الكورتيكوستيرويدات في علاج مرضى كوفيد
أثبت استخدام الديكساميثازون، في علاج الحالات الشديدة لمرضى الكوفيد-19، انخفاضا ملحوظا في معدل وفيات المرضى خلال 28 يوما من إصابتهم بهذا الفيروس، ونتائج مختلطة (غير قطعية) عند استخدامه في علاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من هذا المرض، في حين اظهرت الدراسات العلاجية لاستخدام الكورتيكوستيرويدات المستنشقة لعلاج الاصابات الخفيفة إلى المتوسطة من مرضى كوفيد-19 نتائج أقل وضوحا.
وكقاعدة عامة لاستخدام الكورتيكوستيرويدات: يجب أن تكون الفوائد الناتجة عن استخدامها كمضاد للالتهابات، تفوق الآثار الجانبية كتثبيط المناعة أو أي آثار جانبية أخرى محتملة.
دور الكورتيكوستيرويدات المستنشقة سيكليسونيد ciclesonide في علاج مرضى كوفيد 19
قد تكون للكورتيكوستيرويدات المستنشقة فائدة علاجية لمرضى كوفيد 19، إذ إنها:
- تقلل من فعالية البروتينات التي تساعد في دخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة.
- لها تاثير سلبي على نشاط المادة الوراثية للفيروس.
ومن بين عدد من الكورتيكوستيرويدات الموجودة اظهر السيكليسونيد ciclesonide مختبريا خصائص مضادة للفيروسات، كما أنه يمنع تكاثر فيروس كورونا الجديد، إلا أن اعتماد استخدام هذا النوع من الأدوية يحتاج إلى بحوث عملية تثبت فائدته العلاجية هذه.
دراسة تقييم فعالية عقار سيكليسونيد ciclesonide في علاج مرضى كوفيد 19
ركزت الدراسة على تقييم فعالية عقار سيكليسونيد ciclesonide عند استخدامه بالجرعات الموصى بها من قبل منظمة الغذاء والدواء الاميركية لعلاج الربو المزمن، في التقليل من الوقت اللازم للتخلص من الأعراض الرئيسية لمرضى كوفيد-19، ولتقليل حاجة المريض إلى زيارة المستشفى أو دخولها بسبب أعراض متعلقة بهذا المرض.
واستمرت هذه الدراسة خلال المدة من 11 يونيو/حزيران 2020 إلى 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وتم اجراؤها على ثلاث مراحل وفي 10 مراكز مختلفة في عدة أنحاء من الولايات المتحدة الاميركية. حيث تم اعتماد الطريقة العشوائية لتحديد المرضى الذين يتم علاجهم بـ 640 ميكروغراما من عقار سيكليسونيد يوميا لمدة 30 يوما (بختين صباحا ومثلهما مساء حيث تحتوي كل بخة على 160 ميكروغراما من العقار) والمرضى الذين يعطون العلاج الوهمي لنفس المدة.
واشترط في المرضى الذين أجريت عليهم هذه الدراسة أن:
- يعانوا على الأقل من أحد أعراض المرض كالحمى، ضيق التنفس والسعال.
- تزيد أعمارهم عن 12 سنة، لتتوافق أعمارهم مع الحدود العمرية الدنيا لتلقي علاج السيكليسونيد.
- يزيد مستوى تشبع الأوكسجين في دمائهم على 93%..
- تظهر المسحات المختبرية الخاصة بالإصابة بكوفيد-19 نتيجة موجبة خلال الـ72 ساعة التي سبقت اختيارهم للدراسة.
- اظهروا مقدرة على استخدام العلاج بصورة صحيحة بعد أن تم تعليمهم كيفية استخدامه.
فيما تم استبعاد أي مريض آخر لديه:
- تاريخ من فرط الحساسية للسيكليسونيد.
- استخدم الكورتيكوستيرويد المستنشق أو الذي يتم رشه داخل الأنف خلال الـ14 يومًا التي سبقت اختياره للخضوع لهذه الدراسة.
- تناول الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم في غضون 90 يومًا السابقة للدراسة.
- تم ادخاله المستشفى أو اعتبر بحاجة الى ادخاله اليها عند اجراء التقييم الاولي الخاص بالدراسة.
نتائج الدراسة
شملت الدراسة 400 مشارك توزعوا بين 197 مريضا تم علاجهم بعقار الـ سيكلسونيد و203 آخرين ممن تلقوا عقارا وهميا، واظهرت النتائج أن المتوسط الزمني لاختفاء جميع أعراض الإصابة بكوفيد-19 لدى المرضى الذين تم علاجهم بالعقار هو نفس المتوسط الزمني الذي احتاجه المرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي والذي بلغ 19 يوما.
مما يعني أن العلاج بعقار الـ سيكلسونيد لا يساعد في تقليل المدة اللازمة للتعافي من جميع أعراض الاصابة بالمرض. وفي الوقت نفسه بينت هذه الدراسة ان حاجة المرضى لزيارة المستشفى أو إدخالهم إليها بسبب أعراض أو مشاكل متعلقة باصابتهم بهذا الفيروس قلت بصورة طفيفة عند استخدام السيكليسونيد المستنشق كعلاج لهم.
مما يستدعى القيام بدراسات أخرى لاستكشاف مدى فعالية استخدام هذا العلاج في التقليل من المضاعفات طويلة الأمد للإصابة بفيروس كوفيد-19 وفعالية هذا العقار عند المرضى الذين تكون خطورة تطور المرض لديهم مرتفعة.
