كل ما تودّ معرفته عن القصور الوريدي المزمن

يصيب القصور الوريدي المزمن ما يقرب من 40% من سكان الولايات المتحدة، ويتجاوز الرقم ذلك في سكان أميركا اللاتينية حيث يصل إلى 68% من التعداد السكاني هناك، وهو رقم كبير جداً مقارنة بأي مرض آخر مما يدفعنا نحو الاهتمام بتلك المشكلة والتعامل معها بحذر وجدية، نتيجة لما قد يسببه هذا القصور من مشاكل صحية كثيرة، منها الجلطات الوريدية العميقة خاصة، والدوالي والتورم الذي قد يسبب الالتهاب الخلوي أو القرح الوريدية المزمنة.

* ما هي أسباب حدوث القصور الوريدي المزمن؟

تتعدد الأسباب لتلك المشكلة، ومنها ما يمكن تجنبه ومنها ما لا يمكن تجنبه، ولكن يمكننا التعامل معه بحكمة وأساليب معينة تجعلنا قادرين على تجنب المضاعفات التي تحدث نتيجة هذا المرض، والأسباب هي:

1. العامل الوراثي وهو انتقال تلك المشكلة عن طريق الجينات من جيل لآخر، فكلما كان الوالدان أو أحدهما مصاباً بذاك المرض، فهناك احتمال أن تصاب به.
2. الوزن الزائد عن الحد الطبيعي.
3. الحمل، وخاصة في حالة تكرار الحمل مرات متعددة حيث يضغط الرحم على الأوردة مما يسبب إنهاكاً للأوردة والصمامات، والتي قد تجعل الأوردة أكثر ضعفاً وأقل تحملا لضخ الدم بصورة معتادة وطبيعية.
4. إصابة سابقة بجلطات في الأوردة العميقة.
5. حدوث تلف في الأوردة نتيجة جراحة سابقة في الساقين أو جروح كبيرة فيهما.
6. ارتفاع ضغط الدم في الأوردة، والذي قد ينتج عن الوقوف لفترات طويلة أو الجلوس لفترات طويلة، لذا ينصح أولئك الذي يقومون بوظائف تدفعهم للوقوف أو الجلوس لفترات طويلة لتغيير أوضاعهم بين الفينة والأخرى تجنباً لحدوث ضغط على الأوردة.
7. التدخين وخاصة الذين يقومون بالتدخين بشكل منتظم لفترات طويلة.
8. تورمات والتهابات في الأوردة السطحية في الساق.
9. الإصابة بالسرطان في منطقة الساق والفخذ.
10. التقدم في العمر، فكلما زاد العمر، كلما كانت فرصة الإصابة بالقصور الوريدي أكبر.

* ما هي الأعراض والمضاعفات التي ستبدو عليك في حالة الإصابة بالقصور الوريدي المزمن وعدم التعامل معها؟

1. تورم أو إحساس بالثقل، خاصة في أسفل الساق ومنطقة والكاحل.
2. ألم في الساق ويزداد بالوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، ويكون الألم إحساسا بالثقل وعدم الارتياح.
3. الرغبة في الحكة.
4. شد في عضلات الساق والسمانة.
5. تغيرات جلدية مثل تغير اللون ومروره بعدة مراحل حيث يبدأ اللون في التغير للون الأحمر أو البني طبقا لمرحلة المرض.
6. ظهور الدوالي في الساقين.
7. القرح الوريدية.

* كيف يمكن تشخيص القصور الوريدي المزمن؟

تعتبر العلامات الواضحة هي السبب الأول الذي يدعونا للقول إن هناك قصورا في الأوردة وظهور المضاعفات، لكن يوجد هناك وسيلة للتشخيص عن طريق التصوير بالموجات الصوتية والتي تسمي دوبلكس (duplex venous system)، والتي من خلالها يمكن التوصل لمدى كفاءة وقوة سريان الدم في الأوردة ومدى كفاءة الصمامات.

* هل كل مرضى القصور الوريدي يعانون من مضاعفات وهل هناك درجات في القصور الوريدي؟

ليست الإصابة بالقصور الوريدي على درجة واحدة من المخاطر بل هناك 3 مراحل، وبمجرد البداية في المرحلة الأولى عليك أن تتوجه بشكل مباشر نحو طبيبك المختص لسرعة تجنب المضاعفات والمراحل هي كالتالي:

1. المرحلة الأولى: وهي عبارة عن تورم وتغيرات في لون الجلد.
2. المرحلة الثانية: تورم وتغيرات في الجلد والتهابات جلدية حادة.
3. المرحلة الثالثة: تورم وتغيرات في الجلد والتهابات جلدية ودوالي في الساق مع ظهور قرح وريدية.

* في حالة التشخيص بالقصور الوريدي، هل هناك طرق للوقاية من المضاعفات التي تحدث؟

على الرغم من أن العدد المصاب بالقصور الوريدي المزمن هو كبير جداً، لكننا نجد أن الحالات التي تحتاج إلى التدخلات الجراحية هي ضئيلة مقارنة بنسبة الإصابة، ولكن كل ما عليك فعله هو أن تتبع بعض طرق الوقاية التي تحميك من المضاعفات التي قد تسبب لك العديد من المتاعب وهي:

1. انقص من وزنك إذا كان وزنك أكثر من المناسب لك.
2. اشرب السوائل وخاصة المياه بكميات مناسبة بشكل منتصب.
3. تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة وحاول أن تغير من وضعك من وقت لآخر إذا كنت مضطراً لذلك.
4. مارس الرياضة بشكل منتظم مناسب لوضعك، ولو كانت ممارسة الرياضة لا تتجاوز قدرتك على المشي، فلا بد من المواظبة عليه، فكلما قمت بالنشاط العضلي كلما كان دعم عمل الأوردة أكبر.
5. ارفع ساقيك أثناء النوم، فذلك سوف يسهل على الأوردة والصمامات العمل وتقليل المجهود عليهما وبالتالي تقليل المضاعفات التي قد تحدث.

* متى يتوجب عليك الذهاب إلى الطبيب؟

في حالة ظهور الأعراض عليك أو المضاعفات مثل التورم في الساقين بدون سبب واضح أو تغير في لون الجلد أو إحساس بالثقل في الساقين.

* ما الذي قد يفعله الطبيب لك عند تشخيصك بالقصور الوريدي المزمن؟

من المسلم به أن التعامل مع كل حالة يكون مختلفاً تماماً طبقاً لدرجة الإصابة ومقدار المضاعفات، فبعض المرضى يكونون في حاجة فقط إلى تعديل أساليب حياتهم والبعض الآخر يحتاج إلى أشكال أخرى من التدخل مثل:

1. الأدوية الطبية التي تزيد تدفق الدم في الأوردة والتي تساعد على عدم ركود الدم في الأوردة.
2. لبس الرباطات الضاغطة ووضعها على الساق ولذلك لتقوية مسار الدم في الأوردة وعدم ركوده في الأوردة الجانبية.
3. العلاج عن طريق القسطرة الوريدية حيث يتم كي الأوردة، ومن ثم إغلاقها وعدم وجود فرصة لركود الدم في الأوردة تلك.
4. المعالجة بالتصلب حيث تستخدم لعلاج المراحل الأكثر تقدماً، ويتم فيها حقن الأوردة ببعض المواد الكيماوية التي تؤدي إلى انكماش الأوردة وعدم وجود فرصة للركود.
5. الجراحة وهي الطريقة الأخيرة التي تستخدم في الحالات التي لا يمكن التعامل معها بالعلاج التحفظي أو الطرق الأخرى، وفيها يتم ربط الأوردة وانتزاعها من الجسم بشكل نهائي، وبالتالي عدم مرور الدم في تلك الأوردة.

القصور الوريدي المزمن مرض من أكثر الأمراض انتشاراً، لكن سهولة تجنب مضاعفاته ويسر التعامل معها جعلا الوقاية من مشاكله أمراً في متناول يد الكثيرين، فإذا كنت مصاباً بتلك المشكلة، كل ما عليك أن تقوم به هو تغيير نمط حياتك، والتوجه إلى طبيبك في حالة ملاحظة أي من المضاعفات، فكلما كان التعامل مع المرض مبكراً، كلما كانت سهولة التعامل معه أوفر حظاً والنجاة من مشاكله أكثر سهولة ويسراً.



المصادر:
Chronic Venous Insufficiency
Treatment of chronic venous insufficiency in Latin America
Chronic Venous Insufficiency: prevalence and effect of compression stockings
Chronic Venous Insufficiency
Diagnosis of chronic venous insufficiency