صحــــتك
04 فبراير 2017

زواج لإرضاء الأهل.. والضحايا كثيرون

 حالياً في مرحلة الانفصال عن زوجي، للأسف حصلت مشاكل كتير كان بيكبرها جدا، وبيشتكي مني لأهله، ولما أتناقشت معاه قالي انه عاوز يسيبني بس خايف على أهله فقط، وأنه عمره ما حبني حتى في الخطوبة، وطول الوقت عاوزني أسيبه وأنا بكمل!! أنا مصدومة أوووي أنا بقالي 5 سنين متجوزة، ومعايا طفلين وحاسة بالضياع !! مش عارفة أعمل إيه علشان أتخطى إحساسي ده غير الدعاء؟
DefaultImage
أشعر بمعاناتك، وقلقك المشروع جداً من المستقبل، ولكن لماذا تشعرين بالضياع؟ ولماذا تكملين رغم اعترافه لك بأنه لا يحبك منذ فترة الخطوبة لولا حساباته مع أهله؟ هو أخطأ خطأ فادحاً في حق نفسه بلا أدنى شك حين أكمل زواجه دون أن يحبك، وتمادى في خطئه حين صار أبا لطفلين، فهل تريدين أن يكمل خطأه بالمزيد من الأطفال، والعشرة المؤلمة دون حب؟!!

الآن هو يبوح بما أخفاه، وغداً إن أكمل معك بدون حب؛ سيتعرف على فتيات، وسيزداد جفاؤه معك، وسيزداد ألمك النفسي؛ فهذا الخطأ الكبير الذي حدث من طرفه يحتاج لإصلاح حقيقي، وللأسف كل شيء في العلاقة بين الزوجين يمكن التدرب على حله إلا فقدان الثقة بأحدهما تجاه الآخر سواء بسبب حقيقي، أو بسبب مرضي، وكذلك عدم وجود الحب ولو بأدنى درجاته وهو القبول والارتياح النفسي.

رغم كل ألمك وصدمتك؛ سيكون الفراق بينكما، على الأقل العاطفي والجنسي، هو أفضل الحلول لكما؛ فهو على الرغم مما سببه لك من ألم يتألم، وأعني بالفراق إما الطلاق بوضوح مع قيامه بكافة مسؤولياته المعنوية قبل المادية ﻷولاده، أو قبولك بزواجه بمن يحبه مراعاة لظروف تخصك، ومراعاة ﻷولاده؛ فهذا أفضل ما يمكن القيام به ما دام لم يحبك طوال فترة عشرته معك ومع وجود الأبناء، وسأترك لك تلك النقاط المهمة جدا لتعيها من داخلك كأنثى، وليس كأم:

- هو أخطأ في حق نفسه حين أتم زواجه بفتاة لم يحبها؛ فلا تخطئي خطأه وتغدري بنفسك حين تكملين حياتك مع رجل لا يحبك.

-عدم حبه لك ليس معناه إطلاقا أنك سيئة؛ فلقد وجدنا في عياداتنا من عانت مثلك تماما، وبعد وقت وجهد نكتشف أن الزوح كان مسجونا في حب سابق لم يتخلص منه، وتصور مثلا أن زواجه سينهي قصة الحب هذه، ووجدنا من تزوج بمن تشبه خصال أمه، ولكنها لم تكن الخصال التي يحتاجها هو كزوج، فتزوجها ﻷنها طيبة، وحنونة، وماهرة في شغل المنزل، وإعداد الطعام، ونسي مثلاً أنه يحتاجها طموحة، أو مستقلة ذاتياً، أو غيره، ووجدنا العكس؛ من يكره أمه مثلا وتزوج من فتاة تشبهها خصالا، أو شكلا ليتمكن من حبها، ولم يفلح، وغيره من الأسباب التي لا تتصورينها ولا يعرفها الأشخاص أنفسهم عن أنفسهم لولا وجودهم في سياق علاجي؛ فما أريد أن أقوله هو أن عدم حبه لك لا يخصك أنت، ولكن يخصه هو؛ فكم من فتيات فقدن الثقة بأنفسهن، ووقعن في حيرة وألم وارتباك فقط لعدم رؤيتهم لتلك المساحة المهمة جداً.

- خوفك وقلقك سيعطلانك إن زادا عن اتخاذ الخطوات الصحيحة النفسية لك، وﻷولادك؛ فالحياة مع رجل لا يحب جافة مؤلمة، وستأتي بخيانات. تؤلم أكثر، وأكثر، وهذا سيؤذيك، وسيؤذي أطفالكما حتماً؛ فالبيت البارد، والعلاقة السيئة، أو حتى الرمادية بين الأب والأم ستلقي بظلالها حتماً على الأولاد، فقد تعلمنا أن تمام الصحة النفسية للأبناء ليست فقط في عدم وجود شجار بين الوالدين، ولكن برؤية الحب بينهما.

- تحتاجان للحديث بنضوج يجعله يكف عن إيذائك بعدم حبه لك بما يدعيه من عدم موافقة أهله؛ فهو رجل كبير وأب ومسؤول، فلو كان خطؤه السابق حدث لصغر سنه عن الآن فاليوم لا يجوز هذا، وأنت من ترفضين بقاؤه معك بسبب والديه، فإن أكملت معه حياتك تحت هذه الدعوى وتحملت ما لا تطيقين كأنثى، وما قد يتطور عليه الوضع؛ فلا تتنصلي حينها من خطئك الفادح مثله تماما في حق نفسك، ولا تلصقي هذا الاختيار بأولادك.

- الزواج ليس "عيشة"، أو "مكانا"، أو "بديلا"، أو "مهمة"، ولكن الزواج شراكة بين رجل وامرأة يشعران بمشاعر الحب، والدفء، والونس، ويريدان معاً إكمال مشوار الحياة، ويتحملان مشقة الحياة وينهلان من متعتها، ﻷنهما يكملان معا وجود كل منهما، وحين يختاران إنجاب أطفال يكون الهدف الأصلي هو زيادة كيان "نحن" الذي بدأ منذ قرار إكمال مشوار الحياة، وغير ذلك هو الأذى بعينه ويأخذ اسم الزواج.

- الطلاق مؤلم، ولكن في حالات كثيرة يكون هو أفضل حل في حياة عاصفة ملتهبة.

- قد لا تناسبان بعضكما كزوجين، ولكن ستظلان أبا وأما ﻷولادكما حتى تلقيان الله تعالى، حتى وإن تزوج أحدكما مرة أخرى، أو كلاكما، فلو توقفت مهام الزوجية فلن تتوقف مهام الوالدية تحت أي ظرف من الظروف.

- قد تتفاوضين مع نفسك، ومعه على الزواج الثاني مع بقائك زوجة له، ولكن أنا شخصيا لا أحب ذلك ولا أوافق عليه؛ ﻷن هذا يعني أن انفصالك عنه دون طلاق أو حتى طلاقك هو نفسه سيكون قرار موتك؛ فأنت من حقك تماماً أن تحيي حياة تستحقينها فيها، تحبين رجلاً ويحبك رجل.

- قبولك هذا الألم الكبير مع شعورك بأنك تستحقين الحب، واطمئنانك على أولادك نفسياً، ومادياً، هو نفسه ما سيجعلك تتجاوزين ألمك، ولو بعد حين.

اقرأي أيضاً:
نصف حياة
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
هل الزواج علاقة؟
آخر تعديل بتاريخ
04 فبراير 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.