كانت بتجيلى وساوس سب الله دايما، وكنت بقعد أجادل نفسى كتير علشان أرد على الوساوس دي، وكنت كمان بعاني من ألم في الصدر والعمود الفقري والمفاصل، وبعد الاستيقاظ من النوم أتذكر كل ما حدث لي منذ بداية الموضوع، وتطور الموضوع لحد ما وصلت لتخيل شكل الله فى صورة جنسية ومن ثم الشك في الله مع ألم شديد في الرأس، انتهت الدراسة واتخانقت مع واحد علشان شتمني وضربته قدام بيته، بس الموضوع علق معايا وكأني أنا اللي مضروب، وبقيت أحس اني خايف منه، ووساوس اشتغلت معايا طول الليل والنهار، وتطور الموضوع لحد ما الوساوس فكرتنى بعيب يرجع لشخصيتى إنى مبعرفش أضرب الناس اللي بتتخانق معي، وبتحصلي رعشة في الخناق، ومبركزش رغم اني بكون أقدر أضربهم، وحسيت بالضعف والخوف وقلة الشخصية، ومش عارف أعيش حياتي بسبب التأنيب
ما تصفه هو أقرب لمرض الوسواس القهري. وهو مرض نفسي شهير يصيب حوالي اثنين في المائة من البشر، ويتصف هذا المرض بوجود أفكار أو نزعات أو صور ملحة ومتكررة تتغلب على مقاومة صاحبها حتى تنتهى به في بعض الأحيان إلى أن يقوم بفعل معين (بشكل قهري) للتغلب على مشاعر الضيق والتوتر الناتجة عن هذه الأفكار. قد تكون هذه الأفكار خاصة بالنظافة أو التدقيق أو العنف أو الجنس أو الدين، وفي حالتك، تراوحت الأعراض بين الأفكار والصور وبعض الأعراض الجسمانية والنفسية الأخرى.
أود أولاً أن أطمئنك أن كل تلك الأفكار والنزعات والصور هي أعراض مرضية؛ وليس عليك أن تشعر تجاهها بالذنب أو بتأنيب الضمير على الإطلاق. فهي مثلها مثل أعراض أي مرض عضوي مثل الصداع أو ألم المفاصل، لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن نتصور أن سببها له علاقة بالإيمان أو الموقف الديني، وليس علاجها الشعور بالذنب أو الاستغفار أو أي شعائر دينية أخرى.
ثانياً، مرض الوسواس القهري من أكثر الأمراض التي تستجيب جيداً للعلاج النفسي، سواء بشكله الدوائي أو في شكل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الدينامي، وهو ما أرجو أن يعطيك أملاً في تحسن قريب، إن شاء الله.
عليك يا صديقي أن تكف عن تأنيب نفسك، وتبدأ رحلة علاجك الآن وفوراً.. فمرضى الوسواس القهري يعانون بشكل يومي، من دون أن يشعر بهم من حولهم.. تماماً كالصندوق المغلق على جمر من صراع.
