أنجبت طفلاً ولاحظت أنه مصاب بانغلاق درز جبهي، وليس كل الدروز، وأجريت له صورة رنين وصورة طبقية، وتبين أنه لا تؤثر على شيء، فقط على الشكل الجمالي، ولكن لم أجر له عملية تجميلية.
سؤالي هو، هل يمكن أن يخف التشوه الشكلي مع العمر أم العكس؟
وهل يؤثر هذا على مستوى الإدراك عند طفلي مستقبلاً؟
علماً أن طفلي عمره الآن سنة ونصف وتصرفاته ونموه طبيعيان.
ولكم مني خالص الشكر.
إن الجمجمة عند الطفل الوليد مكونة من قطع متلاصقة، تسمى الحدود الفاصلة بينها بالدروز. وهذا التجاور بدون التحام ما بين قطع الجمجمة هو الذي يسمح باتساع عظام الجمجمة النامية تدريجياً ليتلاءم الحيز الداخلي مع الدماغ النامي في حجمه بشكل متزامن أيضاً، وتلتحم تلك القطع العظمية المتمددة عندما يكمل الدماغ نموه لتتلاصق عند تلك الدروز، ويتوقف عندها نمو عظام الرأس ويأخذ الرأس حجمه وشكله النهائي.
وفي بعض الحالات يحدث انغلاق باكر في تلك الدروز مجتمعة مما يشكل ضغطاً على الدماغ فيمنعه من النمو، وتلك حالة تحتاج إلى تشخيص باكر وعلاج جراحي لقطع تلك الدروز وتحرير انغلاقها حتى لا تحدث اختلاطات عصبية عند الطفل.
أما في حال انغلق درز واحد فقط كالدرز الجبهي في جانب واحد أو في الجانبين كما حدث عند ابنك، فليس هناك خوف على نمو الدماغ لأن الجمجمة سوف تتمدد في الاتجاهات الأخرى لتسمح للدماغ بالنمو دون حصول ضغط عليه، ويتسع الرأس في الاتجاهات البعيدة عن الدرز الجبهي بسبب توقف نمو العظم عند هذا الدرز المنغلق ومعاوضة القطع العظمية الأخرى بالنمو في الاتجاهات الأخرى التي ما تزال فيها الدروز مفتوحة.
لكن وللأسف فهذا سيؤدي إلى تغير شكلي فقط في مظهر الرأس، وهي حالة نادرة تشكل 4% من حالات انغلاق الدروز ويدعى هذا التغير الشكلي بالرأس المثلثي، وهي حالة لا تؤثر على نمو الجملة العصبية على الإطلاق، لكنها تؤدي لتبارز أحد أو كلا جانبي الرأس.
ولا تجرى عادة عمليات جراحية لهذا النوع من الانغلاق إلا للسبب التجميلي فقط، ويجب إجراؤها بيد خبيرة، وباكراً ما أمكن قبل أن تكمل الدروز انغلاقها أو يكمل الدماغ نموه لضمان أفضل النتائج الشكلية.
