صحــــتك
26 يناير 2017

ابنتي مضطربة نفسيا.. كيف نقوم بدورنا كأهل؟

ابنتي عمرها 15 سنة ولديها مشكلة نفسية مع نفسها وأمها - تكذب كتيير - مهملة فى نفسها - مهملة فى دراستها - كانت تذاكر مع والدتها تحت ضغط وضرب فى الإعدادية ونجحت والآن هي فى الصف الأول بس لا تستطيع الاعتماد على نفسها، تريد أن تعمل علاقات مع صبيان، عديمة الثقة بنفسها، حاسة أن الكل بيضحك عليها، وعرضناها على دكتورة لم تستطع التاقلم معها وكانت تذهب للجلسات بالعافية، محتاج أعرضها على حد يعرف يتعامل معها، أرجو المساعدة، حيث إنها تفكر فى الانتحار.
DefaultImage
عزيزي الوالد،
تحياتي..

اسمح لي أن أبدأ بطلبك الأخير "أحتاج إلى أحد ما يعرف كيفية التعامل معها"، لأجيبك، إن أكثر من تحتاج ابنتك، أن يعرف كيفية التعامل معها، هو أنت.. حتى لو كانت لا تعبر لك عن هذا الاحتياج بشكل مباشر، ذلك أنه أحياناً ما يختار أطفالنا –خاصة في سن المراهقة- الطرق الأكثر إثارة للجدل لإيصال الرسائل لأهاليهم.. بعضهم يختار العند، بعضهم الكذب، بعضهم العنف، وبعضهم يوجه العنف تجاه نفسه فيقرر الفشل، ويؤذي جسده أو حتى ينهي حياته.

إلا أن وراء كل سلوك من هذا رسالة تحتاج إلى آذان صاغية وقلوب مفتوحة ونية صادقة في تجاوز الاختيار/السلوك الظاهري المضطرب لما وراءه، ولما يحمله من رسائل، ولما ينطوي عليه من احتياجات.

نعم، سيكون من المهم عرض ابنتك على معالج نفسي متخصص في العمل مع المراهقين، خاصة مع وجود رغبات انتحارية، وأن يبدأ معها علاقة علاجية بنّاءة للوقوف على العوامل المساهمة في صعوبات ابنتك، مثل سماتها الشخصية، أو قدراتها الاجتماعية والذهنية، أو حدث ما حاد أو طارئ في حياتها. ولكن إذا لم يؤد العلاج إلى تطوير قدرتكما على التواصل معاً سيكون العلاج منقوصاً.

لا أشك في أنك حاولت مراراً، وبذلت ما تستطيع للتواصل، وقد تكون علاقتكما الآن تسبب لك الشعور باليأس والإحباط.

الحقيقة، أن هناك كثيراً من الآباء يقفون في نفس الموضع الذي تقف فيه الآن. الخبر الجيد هو أن هناك جزءاً منا يستطيع التواصل مع احتياجات ورسائل أطفالنا بشكل فطري.
والتحدي هو أن أجزاء أخرى منا تعرّض هذا التواصل للتشويش، وتقف في طريق محاولاتنا للتواصل.

- هناك مثلاً جزء يقيّد قبوله لطفله بشروط محددة طوال الوقت، مثل أدائه الدراسي أو الانصياع الدائم للأوامر وغير هذا من الشروط. هذه القيود إما أن تنتج طفلاً ومراهقاً سلبياً تجاه نفسه والآخرين، أو مراهقاً عنيداً يحاول طوال الوقت الفكاك من قيود الشروط.

- هناك أجزاء أخرى لا ترى الطفل بدون أن تعلق عليه شيئاً منا.. قد تعلق عليه مخاوفنا من الفشل ومن الناس، تعلق عليه صورة مثالية تخصنا، تعلق عليه شعورنا الخاص بعدم الاستحقاق وانعدام الثقة. يصدق الطفل ما نطرحه من أنفسنا عليه، ويكون ما نراه عليه.. فيكبر ليحقق نبوءة أهله في الفشل.

- هناك أجزاء أخرى تترصدهم بإصبع الاتهام والنقد طوال الوقت مما يزرع فيهم شعوراً دائماً بالذنب، وينزع منهم الرغبة في المبادرة.

نحتاج إلى التواصل مع هذه الأجزاء بداخلنا، وأن نكون على وعي بها وبمسبباتها وبتأثيرها علينا نحن شخصياً في قبولنا لأنفسنا وفشلنا وضعفنا وأخطائنا، أن نستمع إليها ونقرر إذا ما كان هذا الجزء مفيداً للتواصل أم غير مفيد، إذا كان هذا الجزء صاحب رسالة إيجابية أم لا؟
واطمئنك يا سيدي أن فترة المراهقة هي بمثابة فرصة لها لتختبر فيها قدراتها ورغبتها في الاستقلالية وبالتعامل السليم ستطور ثقتها في ذاتها.
قد يشمل هذا كثيراً من كلمة "لا" فهي تحتاج أن تمارسها معك حتى تستطيع ممارستها في ما بعد مع الآخرين، لتحمي نفسها وترسم حدودها، وقد يشمل هذا رغبة في التعرف على الجنس الآخر، فهي تحتاج منك أن تؤكد لها أنها رغبة طبيعية مقبولة حتى لو لم تستطع تلبيتها الآن لظروف سنها وقيم الأسرة.
وبالتأكيد سيشمل أخطاء كثيرة تحتاج منك إلى قبولها أولاً مع الاحتفاظ بحقك في الموافقة أو عدم الموافقة عليها لتتعلم أن تقبل نفسها، وأن تسعى في الحياة بوعي وبمسؤولية.

اقرأ أيضاً:
مراهقة متوترة في وضع غير مستقر (فيديو)
اكتئاب الجامعة.. ما هو وما أعراضه؟
هل تراودك فكرة الانتحار؟ كيف تبقى آمنا؟
كيفية التعامل مع الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
آخر تعديل بتاريخ
26 يناير 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.