صحــــتك

أدوية موصوفة تسبب زيادة الوزن

لا مجال للشك في أن الأدوية أصبحت شيئًا مهمًا في حياتنا، فبدونها لم نكن لنستطيع مواجهة أمراض كثيرة قضت على أعداد هائلة من البشر قبل اختراع الأدوية الحديثة التي تعالِج هذه الأمراض، ولكن هذا لا يعني أن للأدوية فوائد فقط، وأنها خالية من العيوب والأعراض الجانبية.
الحقيقة أن أحد أهم هذه الأعراض الجانبية لبعض العلاجات، سواء كانت الموصوفة من قِبل الطبيب أو التي تُستخدَم دون وصفة طبية، هو زيادة الوزن.
ولا يمكننا اتهام هذه الأدوية بأنها السبب الوحيد لزيادة الوزن لدَى المرضى، فهناك عوامل أخرى لا تقل أهمية، مثل النظام الغذائي والرياضة ومواعيد النوم، وعوامل أخرى متعددة تلعب دَورًا في زيادة الوزن.
لِنَقُل إن هناك أدوية تستطيع التأثير على كل العوامل السابقة أو بعضها، وبالتالي تؤدي إلى زيادة الوزن، أو حتى تجعل من الحفاظ على الوزن أمرًا صعبًا؛ لذا، حين يصف لك الطبيب أحد هذه الأدوية، عليك أن تتابع مراقبة وزنك أثناء تناوله، وتبلِّغ الطبيب إذا كانت هناك زيادة ملحوظة في الوزن قد تكون ذات صلة بالدواء.
 

كيف يسبب الدواء الموصوف زيادة الوزن؟

قد تتسبب بعض الأدوية الموصوفة في زيادة وزنك عن طريق عدة عوامل، ويمكنك ملاحظة تأثير بعض هذه الأدوية بطريقة سريعة وواضحة، في حين أن بعضها قد يكون تأثيره غير مباشر، كأنْ يسبب الكسل والخمول، الذي سيؤدي بك إلى قلة الحركة والنشاط، وبالتالي زيادة الوزن.
قد تزيد بعض الأدوية مِن شهيتك للطعام، وتبطئ عملية التمثيل الغذائي للجسم، أو تسبب الأرق، وكلها عوامل تساعد في زيادة الوزن أيضًا.
لوحِظ أيضًا ارتباط بعض الأدوية بزيادة وزن المريض، دون أن يتمكّن الباحثون من تحديد سبب مباشر وصريح لذلك، وهذا قد يؤرِق المريض، خاصة إذا كان يسعى لضبط وزنه أو إنقاصه.
فإذا لاحظت مثل هذه الأعراض أثناء تناولك دواءً ما؛ فعليك بإخبار الطبيب واستشارته في ذلك.


ما هي الأدوية الموصوفة التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن؟

هناك أدوية عديدة يمكنها أن تزيد وزن المريض، نذكر فيما يلي بعضها:

  • مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات، مثل الأميتريبتالين.
  • مضادات الذهان، مثل الأولانزابين والكلوزابين.
  • الكورتيزون ومشتقاته.
  • مضادات مستقبلات البيتا، مثل الميتوبرولول والأتينولول.
  • أدوية السكري، مثل غليبريد وبيوغليتازون والإنسولين.
  • أدوية الصداع النصفي، مثل الغابابنتين وحمض الفالبرويت.
  • مضادات الهيستامين، مثل الستريزين والفيكسوفينادين.
  • أدوية منع الحمل.

عندما نتحدث عن الأعراض الجانبية لأي دواء، علينا القول إن الأعراض والتأثيرات تتفاوت من مريض لآخر، فبعض المرضى قد يزيد وزنهم عدة كيلوغرامات بسبب علاج معيَّن، فيما لا يتغير الوزن تقريبا لدى مريض آخر يأخذ نفس الدواء بنفس الجرعة في نفس المدة.
يمكن أن نطلق على بعض الأدوية لفظَ "التساوي في التأثير على الوزن"، فمن الممكن أن تؤدي لزيادة الوزن، ولكن ذلك يحدث فقط إذا تهيأت ظروف معيَّنة مواتية، فعلى سبيل المثال، مجموعة الأدوية النفسية من عائلة "مثبطات امتصاص السيريتونين الانتقائي" مثل سيتوبرام وسيرتالين والفلوكستين، ليس لها تأثير واضح على الوزن بشكل عام؛ إلا أنها، وطبقًا لطول فترة استخدام هذه الأدوية وجرعتها، يمكن أن تسبب زيادة في الوزن، ودواء واحد من هذه المجموعة كثيرًا ما تصاحبه زيادة ملحوظة في وزن المريض، وهو دواء باروكستين (باكسيل) (paroxetine (Paxil.

ما هي المخاطر التي يمكن أن تَحدث جراء استخدام الأدوية المحفِّزة على زيادة الوزن؟

المخاطر المصاحِبة لزيادة الوزن الناتجة عن تناول بعض الأدوية الموصوفَة هي نفس المخاطر الناتجة عن زيادة الوزن في العموم، ودعنا نقول، ليست كل زيادة في الوزن تدعو للقلق، فإذا كان وزنك دون المعدل الطبيعي أو حتى وزنًا مثاليًّا قبل تناول الدواء وأدى تناوله لزيادة وزنك بمقدار كيلوغرام واحد، فإنه ليس بالأمر السيئ، إلا أن زيادة الوزن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا كانت أكثر من الحد المقبول.
فإذا كنت مثلًا ذا وزن زائد، ووصَف لك الطبيب دواءً قد يحفز زيادة الوزن، فإنها لا تبدو فكرة جيدة على الإطلاق، خاصة إذا كان الدواء المُعطَى يسبب مضاعفات أكثر من فوائده، أو أن المريض يعاني من زيادة في الوزن، ولديه مضاعفات سابقة من زيادة الوزن، حينها يكون إعطاء هذا الدواء فكرة غير سليمة من ناحية الممارسة الطبية.
ولنستعرض معكم بعضًا من المخاطر المصاحبة لزيادة الوزن:

بالطبع، تَحدث بعض هذه المضاعفات نتيجة استمرار زيادة الوزن مدة طويلة، وفي حالات كثيرة لا تَحدث هذه المضاعفات إذا قام المريض بعدة إجراءات لضبط وزنه، مثل الحِمْية الغذائية وممارسة الرياضة، كما أن القوانين في بعض البلدان تُلزِم الشركات المصنِّعة لمثل هذه الأدوية المعروف عنها أنها تزيد وزن المريض بأنْ تتحمل تكاليف علاجه من المضاعفات التي حدثت له جراء زيادة الوزن، أو تمنحه تعويضًا ماليًّا له أو لأهله.

ما الخطة العلاجية لمواجهة زيادة الوزن الناجمة عن الأدوية؟

إذا سبّب لك الدواء المحفِّز لزيادة الوزن بعض مخاوفك، فهناك سبلٌ عدة لتهدئة هذه المخاوف، ويصف الكثير من الأطباء لمرضاهم حلَّ هذا الأمر بزيادة ممارسة الرياضة وتغيير نظامهم الغذائي، خاصة إذا كان العلاج فعالًا في علاج المرض الذي تم تناول الدواء بهدف علاجه.
هناك حلول غير دوائية يمكنها أن تساعد في حَل أزمة زيادة الوزن الناتجة عن بعض الأدوية، فعلى سبيل المثال: إذا كان سبب زيادة الوزن أن هذا الدواء يسبب لك الأرق، فبالتالي يؤثّر على حرق وتمثيل الغذاء بجسمك ونشاطك أيضًا، فمن الممكن أن يَصِف لك الطبيب بعض النصائح الصحية لتَحسين جودة نومك مثل عدم استخدام أو مشاهدة أي شاشات، سواء التلفاز أو الهواتف الذكية ساعتَين قبل النوم، أو منع تناول القهوة، أو ممارسة الرياضة... إلخ.
في بعض الحالات، قد تفشل الأساليب السابقة في حل معضلة زيادة الوزن الناجمة عن استخدام دواء ما، عندها، يلجأ الأطباء إلى استبداله بدواء آخر، فبعض الأطباء النفسيين مثلا قد يَصفون لمريض الاكتئاب عقار "بوبروبيون"، والثابت عنه أنه يقلل وزن المريض، بديلًا عن أدوية أخرى من الممكن أن تزيد وزنه مثل "مضادات امتصاص السيريتونين الانتقائي" و"مضادات الاكتئاب ثلاثي الحلقات"، لكن يجب التأكيد مرة أخرى هنا أن أي تعديل يجب أن يكون بمعرفة الطبيب وتحت إشرافه.
من الممكن لطبيبك أن يقوم بسَحب وإيقاف الأدوية التي سبّبت لك زيادة الوزن؛ خاصةً إذا لم تؤتِ نتائجها المرجوّة للسبب الذي وصِفت أساسًا من أجله، ولكننا لا ننصح المريض على الإطلاق بإيقاف أي دواء من تلقاء نفسه إذا لاحَظ زيادة في وزنه على الميزان دون مراجعة الطبيب المعالِج، ومناقشته في الأمر.

 

 
هناك أدوية مهمّة وضرورية لسلامة المريض، وتكون ذات تأثير قوي ومفيد في علاجه والحفاظ على حياته، ومنافعها أكبر بكثير من أضرارها، لكنها من ناحية أخرى قد تسبب له بعض المتاعب، مثل زيادة وزنه، وفي تلك الحالة، عليك بمراجعة الطبيب، والتحدث معه عن مخاوفك بصراحة، وحسبما يرى الطبيب من موازنة ما بين إيجابيات وسلبيات هذا الدواء، فمن الممكن حينها أن يصِف لك بديلًا مناسبًا، أو يقوم بتخفيض الجرعات استعدادًا لاستبدالها بدواء آخر أقل تأثيرًا على الوزن، أو يخبرك بأهمية تناولك لهذا الدواء ومحاولة العمل على تخفيف آثاره الجانبية.

قد يصِف لك الطبيب أحد الأدوية التي قرأت أو سمِعت أنها سبّبت لمرضى آخرين زيادة في الوزن، فلا يجب عليك التسرع في الحُكم عليها، فاستجابة وتفاعل أجسادنا مع الدواء تختلف من جسم لآخر. 
فإذا كنت تواجِه متاعب تتعلق بصعوبة الحفاظ على وزنك أو فَقد بعض منه، على الرغم من ممارستك الرياضة وتناولك طعامًا متوازنًا وصحيًّا، فإنك ستضطر لتكبّد ثمن زيارة أخرى لطبيبك المعالِج.

المصادر:
Could Your Prescription Drug Be the Cause of Your Weight Gain?

آخر تعديل بتاريخ
27 أغسطس 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.