صحــــتك

ما هو اضطراب إدمان الكحول وكيف يعالج؟

علامات ومضاعفات اضطراب إدمان الكحول
يُعد إدمان الكحول أحد الأمراض المزمنة التي تزداد خطورتها تدريجيًا، بحيث تنطوي على مشكلات تتعلق بفقد السيطرة على شربه والاهتمام الدائم به واستمرار تناوله ولو كان يتسبب في حدوث مشكلات، علاوة على شعور المريض بضرورة تناول كميات زائدة للحصول على التأثير نفسه (الاعتماد الجسدي) أو التعرض لأعراض الانسحاب عند تقليل الكمية بسرعة أو التوقف عن تناوله. وإذا كنت مصابًا بإدمان الكحول، فقد يتعذر عليك دومًا توقع المقدار الذي ستتناوله وطول مدة التناول، وكذلك التبعات التي تحدث نتيجة هذا التناول، بشكل صحيح.

ومن الممكن أن تتعرض لمشكلات تتعلق بشرب الكحول ولو لم تتطور خطورة تناوله إلى مستوى الإدمان. والمراد بمشكلة شرب الكحول أن الشخص يشرب كثيرًا جدًا من حين إلى آخر، ما يتسبب في تعرض حياته لمشكلات متكررة، بالرغم من أنه لا يعتمد كليًا على الكحول.

ويمكن أن تؤدي حفلات الشرب الصاخبة - أحد نماذج الشرب حيث يتناول الرجل مقدار خمس شربات متتابعة من الكحول أو أكثر، وتتناول المرأة أربع شربات متتابعة على الأقل - إلى المخاطر الصحية والمشكلات الاجتماعية ذاتها المصاحبة لإدمان الكحول، وكلما ازدادت كمية الشرب، ازدادت المخاطر، وكما قد تتسبب تلك الحفلات، والتي غالبًا ما ينظِّمها المراهقون والشباب، إلى الإصابة بإدمان الكحول بطريقة أسرع.

وإذا كنت مدمنًا على الكحول أو لديك مشكلة تتعلق بشرب الكحول، فقد يتعذر عليك تقليل الكمية أو التوقف عن الشرب من دون الحصول على المساعدة. ويُعد إنكار الإصابة بإدمان الكحول جزءًا من ذلك الإدمان ومن أنواع أخرى للشرب المسرف عادة.

* أعراض إدمان الكحول

تشمل علامات وأعراض إدمان الكحول ما يلي:
  1. غير قادر على تقليل كمية الكحول المتناولة.
  2. تشعر بحاجة شديدة لا تقاوم للشرب.
  3. اعتدت على الكحول ولذا تحتاج إلى كمية زائدة للشعور بتأثيره.
  4. تشرب بمفردك أو تخفي مسألة الشرب.
  5. تعاني من أعراض الانسحاب البدنية - مثل الغثيان والتعرّق والرعشة - عند عدم شرب الكحول.
  6. لا تتذكر المحادثات ولا الالتزامات، وهي الحالة التي يُشار إليها أحيانًا باسم فقدان الذاكرة المؤقت.
  7. تصبح معتاداً على تناول الكحول في أوقات محددة وتشعر بالضيق إذا قوطعت هذه العادة أو استهجنها الآخرون.
  8. تهتاج عند اقتراب الوقت المعتاد للشرب، وخاصة في حالة عدم توافر الكحول.
  9. تحتفظ بالكحوليات في الأماكن غير المعتادة بالمنزل، أو بالعمل، أو بالسيارة.
  10. تتجرع الكحول وتطلب كميات مضاعفة، أو تثمل عمدًا لتشعر بأنك في حالة جيدة، أو تشرب لتشعر بأنك في حالة طبيعية.
  11. تتعرض لمشكلات قانونية أو مشكلات في علاقاتك أو عملك أو مشكلات مالية نتيجة الشرب.
  12. تفقد الاهتمام بالأنشطة والهوايات التي اعتدت أن تكون مصدرًا لسعادتك.
إذا كنت تشارك في حفلات الشرب الصاخبة أو تعاني من مشكلات أخرى ذات صلة بشرب الكحول، فقد تصاب بالعديد من العلامات والأعراض المذكورة سابقًا، بالرغم من أنك قد لا تشعر بوجود رغبة لا تقاوم تجاه الشرب مقارنة بالشخص المصاب بإدمان الكحول. وقد لا تصاب أيضًا بأعراض الانسحاب البدنية عند عدم الشرب. إلا أن هذا النموذج من الشرب قادر على إحداث مشكلات خطيرة، ويمكن أن يؤدي للإصابة بإدمان الكحول. وقد لا تستطيع الإقلاع عن الشرب من دون مساعدة، شأنه شأن إدمان الكحول.

* ما الكمية التي تُعد شربة واحدة؟

إن شربة واحدة قياسية تساوي:
  1. 12 أونصة (355 ملليليتراً) من الجعة العادية (حوالي 5 بالمائة كحول).
  2. 8 إلى 9 أونصات (237 إلى 266 ملليليتراً) من جعة الشعير (حوالي 7 بالمائة كحول).
  3. 5 أونصات (148 ملليليتراً) من النبيذ (حوالي 12 بالمائة كحول).
  4. 1.5 أونصة (44 ملليليتراً) من الشراب الثقيل تركيز 80 (حوالي 40 بالمائة كحول).

* تقييم وضع الشرب

إذا كنت ترغب في معرفة ما إذا كان تناولك للكحول يتجاوز الحد ويصل إلى كونه مشكلة شرب أو إدمان كحول، ينبغي أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية:
  1. إذا كنت رجلاً، فهل تتعاطى مقدار خمس شربات أو أكثر يوميًا؟
  2. إذا كنت امرأة، فهل تتعاطين مقدار أربع شربات أو أكثر يوميًا؟
  3. هل تحتاج دائمًا لشرب الكحول صباحًا لتستطيع مباشرة الأنشطة اليومية؟
  4. هل تشعر بالذنب حيال شرب الكحول؟
  5. هل ينبغي أن تقلل من كمية الكحول التي تشربها؟
  6. هل تشعر بالضيق عندما يصدر الآخرون تعليقات على عادات شربك للكحول أو ينتقدونها؟

إذا أجبت على أحد هذه الأسئلة بـ"نعم"، فهذا يعني أنك تعاني من مشكلة تتعلق بشرب الكحول.

* متى تنبغي زيارة الطبيب؟

إذا شعرت بأنك تشرب الكحول بكميات كبيرة أحيانًا، أو إذا كانت أسرتك قلقة حيال شربك للكحول، فينبغي التحدث إلى الطبيب. وتجب زيارة الطبيب حتى لو كنت تعتقد أنك غير مصاب بإدمان الكحول ولكن لديك قلقاً حيال شربك للكحول أو كان تناوله يسبب لك مشكلات في حياتك. وتتضمن الطرق الأخرى التي تحصل بها على المساعدة التحدث إلى مقدم خدمات الصحة النفسية أو السعي للحصول على مساعدة من مجموعات الدعم مثل مؤسسة مدمني الكحول المجهولين.

ولكون الإنكار أمرًا شائعًا، فقد لا تشعر بوجود مشكلة شرب لديك أو بأنك تحتاج للمساعدة للإقلاع عن الشرب. وقد لا تدرك الكمية التي تتناولها ولا حجم المشكلات الكثيرة التي تطرأ على حياتك بسبب تناول الكحول. ولهذا، ينبغي الاستماع لنصائح أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل عندما يحثونك على مراجعة عادات الشرب لديك أو طلب المساعدة.

* أسباب إدمان الكحول

يتأثر إدمان الكحول بالعوامل الوراثية والنفسية والاجتماعية والبيئية المؤثرة على كيفية تأثير الكحول على جسدك وسلوكك، وتحدث عملية إدمان الكحول تدريجيًا بالرغم من أن بعض الأشخاص تكون لديهم استجابة غير طبيعية تجاه الكحول منذ بداية شربه. وبمرور الوقت، قد تغير كثرة الشرب التوازن الطبيعي للمواد الكيميائية والمسارات العصبية الموجودة بالمخ المرتبطة بالشعور بالسعادة وإصدار الأحكام والقدرة على السيطرة على السلوك. وقد يؤدي هذا إلى الرغبة الشديدة في شرب الكحول لاستعادة المشاعر الإيجابية أو للتخلص من المشاعر السلبية.

* عوامل الخطورة لإدمان الكحول

تتضمن عوامل الخطورة المرتبطة بإدمان الكحول ما يلي:
  • الشرب المنتظم مع مرور الوقت. إن شرب الكثير من الكحول بانتظام لفترات ممتدة، أو المشاركة في حفلات الشرب الصاخبة بانتظام، قد يؤدي للاعتماد الجسدي على الكحول.
  • العمر. الأفراد الذين يبدؤون شرب الكحول في سن مبكرة يكونون أكثر عرضة لمشكلات الشرب أو الاعتماد الجسدي على الكحول.
  • التاريخ المرضي للعائلة. يزداد خطر الإصابة بإدمان الكحول لدى الأفراد الذين يعاني أحد أبويهم أو أحد أقاربهم من مشكلات شرب الكحول.
  • الاكتئاب وغيره من مشكلات الصحة النفسية. تنتشر مشكلات شرب الكحول أو تعاطي مواد أخرى بين الأفراد الذين يعانون من اضطراب بالصحة النفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
  • العوامل الاجتماعية والثقافية. يمكن أن تزداد خطورة الإصابة بإدمان الكحول لدى الأفراد الذين لديهم أصدقاء أو شركاء مقربون يشربون الكحول بانتظام. ويمكن للصورة الجذابة للشرب التي تظهر أحيانًا في وسائل الإعلام أن تبعث رسالة تشجع على شرب الكحول بكثرة.
  • الجمع بين الأدوية والخمور. بعض الأدوية تتفاعل مع الكحول وتزيد من تأثيرها السمي. فشرب الكحول أثناء تناول هذه الأدوية يمكن أن يؤدي إما إلى زيادة فعالية تلك الأدوية أو الحد منها، بل وقد يجعلها ذات تأثير خطير.

* مضاعفات إدمان الكحول

  • الكحول يثبط وظيفة الجهاز العصبي المركزي، وفي بعض الأفراد، قد يكون التنشيط هو رد الفعل الأولي، ولكن مع مواصلة الشرب، يصبح الشخص مخدرًا، فالكحول يحد من القدرة على السيطرة على النفس ويؤثر على الأفكار والمشاعر والحكم على الأمور.
  • تناول الكثير من الكحول يؤثر على الكلام وتناسق العضلات والمراكز الحيوية بالدماغ، وربما يؤدي الإفراط في شرب الكحول بإحدى حفلات الشرب الصاخبة إلى الدخول في غيبوبة تهدد الحياة أو الموت.
  • وإذا كنت تعاني من مشكلات في شرب الكحول، فعلى الأرجح أنك تواجه مشكلات مع مواد أخرى.
  • يمكن أن يؤدي الإسراف في الشرب إلى إضعاف مهارات الحكم على الأمور والحد من قدرتك على السيطرة على نفسك، ما يؤدي لاتخاذ خيارات خاطئة والتعرض لمواقف أو ممارسة سلوكيات خطيرة، مثل:
  1. حوادث السيارات وأنواع أخرى من الحوادث.
  2. المشكلات المنزلية.
  3. ضعف مستوى الأداء بالعمل أو الدراسة.
  4. زيادة احتمالية ارتكاب جرائم العنف.
  • تشمل المشكلات الصحية الناتجة عن الإسراف في الشرب ما يلي:
  1. أمراض الكبد. يمكن أن يؤدي الإسراف في شرب الكحول إلى التهاب الكبد الكحولي - أحد أنواع التهاب الكبد، وبعد سنوات من الإسراف في الشرب، قد يؤدي التهاب الكبد إلى تلف وتندب بأنسجة الكبد بطريقة يتعذر علاجها (تليف الكبد).
  2. مشكلات الهضم. يمكن أن يؤدي الإسراف في شرب الكحول إلى التهاب بطانة المعدة (التهاب المعدة)، إلى جانب الإصابة بقرح المعدة والمريء. كما يمكن أن يعيق شرب الكحول امتصاص فيتامين ب وغيره من المغذيات. علاوة على ذلك، فإن الإسراف في الشرب قد يتلف البنكرياس - المسؤول عن إنتاج هرمونات تنظِّم الأيض والإنزيمات التي تساعد على الهضم - وقد يؤدي إلى التهاب البنكرياس.
  3. مشكلات في القلب. يمكن أن يؤدي الإسراف في شرب الكحول إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر التعرض لتضخم عضلة القلب أو فشله أو سكتة دماغية.
  4. المضاعفات المتعلقة بداء السكري. يعيق الكحول إنتاج الجلوكوز من الكبد ويمكن أن يزيد من خطورة انخفاض السكر بالدم (نقص سكر الدم). ويُعد هذا الأمر خطيرًا إذا كنت مصابًا بداء السكري وتتناول الإنسولين لخفض مستوى السكر بالدم.
  5. الوظائف الجنسية والحيض. بالنسبة للرجال، يمكن أن يؤدي الإسراف في شرب الكحول إلى خلل في الانتصاب. أما للنساء، فقد يؤدي إلى انقطاع الحيض.
  6. مشكلات العين. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الإسراف في تناول الكحول إلى حركة العين السريعة اللا إرادية (اهتزاز العين) علاوة على ضعف عضلات العينين وشللها نتيجة نقص فيتامين ب-1 (الثيامين).
  7. العيوب الخلقية. قد يؤدي شرب الكحول أثناء الحمل إلى متلازمة الجنين الكحولي، ما يؤدي إلى ولادة طفل مصاب بمشكلات جسدية ومشكلات بالنمو تستمر طيلة حياته.
  8. فقدان العظام. قد يعيق شرب الكحول عملية إنتاج عظام جديدة. وهذا بدوره قد يؤدي إلى رقة العظام (هشاشة العظام) وزيادة خطورة الإصابة بالكسور.
  9. المضاعفات العصبية. يمكن أن يؤثر الإسراف في شرب الخمور على الجهاز العصبي، ما يتسبب في حدوث التنميل والألم في اليدين والقدمين واضطراب التفكير والخرف وفقدان الذاكرة قصير الأجل.
  10. ضعف الجهاز المناعي. يمكن أن يؤدي الإسراف في شرب الكحول إلى إضعاف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، ما يجعله أكثر عرضةً للإصابة بها.
  11. زيادة خطر الإصابة بالسرطان. لقد ربط الأطباء بين الإسراف في شرب الكحول لفترات طويلة وزيادة تعرض الشخص لخطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما فيها سرطان الفم والحلق والكبد والقولون والثدي. وحتى الشرب المعتدل للكحول من شأنه زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
  • ويؤدي شرب الكحول إلى تبعات خطيرة للعديد من المراهقين والشباب. ففي هذه الفئة العمرية:
  1. تُعد حوادث السيارات الناتجة عن شرب الكحول سببًا رئيسيًا للموت.
  2. يتسبب شرب الكحول أيضًا في الموت بطرق أخرى، مثل الغرق والانتحار وقتل الغير.
  3. يؤدي شرب الكحول لزيادة احتمالية النشاط الجنسي لدى هذه الفئة وممارسته على نحو أكثر تواترًا والدخول في علاقة جنسية خطرة أو غير محمية، واحتمالية وقوعهم ضحايا للاعتداءات الجنسية أو الاغتصاب أثناء المواعدة، وهذا مقارنة بمن لا يشربون الكحول.
  4. يمكن أن يؤدي تناول الخمور إلى الإصابات أو الاعتداءات أو إتلاف الممتلكات بشكل عرضي.

* تشخيص إدمان الكحول

سيطرح عليك الطبيب الذي يشتبه في مواجهتك مشكلة تتعلق بشرب الكحول أسئلة متعددة تتعلق بعادات الشرب، وقد يطالبك باستكمال أحد الاستبيانات. وقد يطلب الطبيب الإذن بالتحدث إلى بعض أفراد الأسرة أو الأصدقاء. وقد يتصل أفراد الأسرة بالطبيب أيضًا من تلقاء أنفسهم لمناقشة شواغلهم معه. وبالرغم من ذلك، تمنع قوانين السرية الطبيب من تقديم أي معلومات عنك من دون موافقتك.

ولا توجد اختبارات معينة لتشخيص الإصابة بإدمان الكحول، ولكن قد تحتاج لإجراء اختبارات أخرى للكشف عن المشكلات الصحية التي قد ترتبط بتناولك الكحول.

ولكي يشخِّص الطبيب إصابتك بإدمان الكحول، يجب أن تستوفي المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) الذي نشرته الجمعية الأميركية لطب النفس. وتشمل هذه المعايير واحد مما يلي في أي وقت خلال فترة 12 شهرًا متواصلاً:
  1. التحمل، الذي يدل عليه زيادة كمية الكحول التي تحتاجها للشعور بالثمالة. وأثناء تفاقم إدمان الكحول، يمكن أن تقل الكمية التي تؤدي للثمالة نتيجة حدوث تلف بالكبد أو الجهاز المركز العصبي.
  2. أعراض الانسحاب عند تقليل كمية الكحول أو التوقف عن تناوله. وقد تشمل هذه الأعراض الارتجاف والأرق والغثيان والقلق. فقد تشرب المزيد من الكحول لتجنب هذه الأعراض، وفي بعض الأحيان قد تظل تشرب طوال اليوم.
  3. شرب مزيد من الكحول أكثر مما تنوي، أو مواصلة الشرب لفترة أطول من الفترة التي كنت تنوي الشرب خلالها.
  4. وجود رغبة مستمرة في تقليل كمية الكحول التي تشربها أو الفشل في محاولات التقليل منها.
  5. قضاء وقت طويل في شرب الكحول، أو الحصول عليه أو التعافي من أثر تناوله.
  6. التوقف عن المشاركة في الأنشطة المهمة، بما فيها الأنشطة الاجتماعية أو المهنية أو الترفيهية.
  7. استمرار تناول الكحول بالرغم من معرفتك أنه يسبب لك مشكلات بدنية أو نفسية.

* علاج إدمان الكحول

يتردد الكثير من المصابين بإدمان الكحول بشأن الحصول على العلاج، وذلك نتيجة عدم إدراكهم أنهم مصابون بهذه المشكلة. ويمكن أن يساعد تدخل الأفراد الذين يحبهم الشخص على إدراك المشكلة وقبوله حقيقة احتياجه للمساعدة المتخصصة. ولذلك، إذا كنت قلقًا حيال أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة ممن يشربون الكحول بكثرة، ينبغي التحدث مع أحد الاختصاصيين للحصول على نصيحته حول كيفية التواصل مع ذلك الشخص.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لطرق العلاج المتنوعة أن تكون مفيدة. ولكن بناء على الظروف المحيطة، قد تنطوي طرق العلاج على التدخل الوجيز أو الاستشارات الفردية أو الجماعية، أو برامج المرضى الخارجيين، أو الإقامة الداخلية للمرضى.

إن الخطوة الأولى هي تحديد ما إذا كنت تعاني من مشكلات مع تناول الكحول. وإذا لم تفقد السيطرة بعد على تناولك الكحول، فقد يتضمن العلاج تقليل كمية الكحول التي تتناولها. ولكن إذا كنت مصابًا بالإدمان، فسيكون خفض الكمية المتناولة أسلوبًا غير فعال. إن الهدف الرئيسي للعلاج يتمثَّل في العمل على وقف تناول الكحول لتحسين نوعية الحياة.

قد تشمل طرق علاج إدمان الكحول ما يلي:
  • إزالة السموم والانسحاب. قد يبدأ علاج إدمان الكحول ببرنامج لإزالة السموم من الجسم، والذي يستغرق بشكل عام ما بين يومين إلى سبعة أيام. وقد تحتاج لتناول أدوية مهدئة لمنع الاهتزاز أو الارتباك أو الهلاوس (الهذيان الارتعاشي) أو الأعراض الأخرى للانسحاب. وتُجرى عملية إزالة السموم عادةً في مراكز علاج المرضى الداخليين أو بأحد المستشفيات.
  • تعلم المهارات ووضع خطة علاجية. ويتضمن هذا الإجراء عادةً الاستعانة باختصاصيي العلاج من تعاطي الكحول. وقد تشمل تحديد الهدف وأساليب تغيير السلوك واستخدام دليل المساعدة الذاتية والاستشارات والرعاية الطبية عن طريق المتابعة في أحد مراكز العلاج.
  • العلاج النفسي. إن العلاج الجماعي والفردي يساعدانك على فهم مشكلتك مع الكحول بشكل أفضل، علاوة على أنهما يدعمان التعافي من الجوانب النفسية لإدمان الكحول. ويمكنك الانتفاع بالعلاج الزوجي أو الأسري، ويمكن أن يمثِّل دعم الأسرة جزءًا مهمًا من عملية التعافي.
  • الأدوية عن طريق الفم. يمكن أن يساعدك أحد الأدوية الذي يطلق عليه ثنائي السلفيرام (أنتابيوز) في الوقاية من شرب الكحوليات، بالرغم من أنه لن يعالج إدمان الكحول أو يخلصك من عدم مقاومة الشرب. فعند شرب الكحوليات، يصدر العقار رد فعل بدنيًا قد يشمل احمرار الوجه وغثيانًا وقيئًا وصداعًا. وأما نالتريكسون (ريفيا)، وهو عقار يمنع الشعور الإيجابي الذي يحدثه تناول الكحول، فقد يمنع الإسراف في شرب الكحول ويحد من الشعور بالحاجة الشديدة لشربه. كما قد يساعدك أكامبروسيت (كمبرال) في التغلب على حالات الرغبة الملحة في تناول الكحول. وعلى عكس ثنائي السلفيرام، فإن نالتريكسون وأكامبروسيت لا يجعلانك تشعر بالمرض بعد شرب الكحول.
  • أدوية الحقن. يتم حقنك بعقار فيفيترول، أحد أشكال عقار نالتريكسون، مرة في الشهر عن طريق اختصاصي الرعاية الصحية. وبالرغم من إمكانية تناول دواء مماثل على هيئة أقراص، فإن تناول العقار عن طريق الحقن قد يكون أسهل للأفراد الذين يتعافون من الاعتماد على الكحول من حيث استخدامه بشكل مستمر.
  • الدعم المستمر. إن برامج الرعاية اللاحقة ومجموعات الدعم تساعد الأفراد في مرحلة التعافي من شرب الكحوليات أو إدمان الكحول على الإقلاع عن الشرب، والتغلب على حالات الانتكاسة والتكيف مع التغيرات الضرورية في نمط الحياة. وقد يتضمن هذا العلاج الرعاية الطبية أو النفسية أو المشاركة في إحدى مجموعات الدعم، مثل مؤسسة مدمني الكحول المجهولين.
  • علاج المشكلات النفسية. إن إدمان الكحول يحدث عادة جنبًا إلى جنب مع اضطرابات الصحة النفسية الأخرى. فقد تحتاج إلى العلاج النفسي أو تناول الأدوية أو علاج الاكتئاب، أو القلق أو الحالات الأخرى للصحة النفسية بطرق أخرى، إذا كنت تعاني من إحدى هذه الحالات.
  • العلاج الطبي للحالات المرضية الأخرى. تتضمن المشكلات الطبية الشائعة المرتبطة بإدمان الكحول ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر بالدم وأمراض الكبد وأمراض القلب. ويتحسن العديد من المشكلات الصحية المرتبطة بتناول الكحول بشكل كبير متى تتوقف عن الشرب.
  • الممارسات التعبدية والروحانية. قد يسهل على الأشخاص المشاركين بانتظام في إحدى الممارسات الروحانية الحفاظ على التعافي من إدمان الكحول وغيره من أنواع الإدمان. فلدى كثير من الأفراد، يُعد اكتساب المزيد من نفاذ البصيرة إلى جانبهم الروحي عنصرًا رئيسيًا لتعافيهم.
  • برامج العلاج الداخلية: إذا كنت تعاني من مشكلة خطيرة مع شرب الكحول، فقد تحتاج للإقامة في إحدى منشآت العلاج الداخلية. ويتضمن العديد من برامج العلاج الداخلية العلاج الفردي أو في مجموعات، والمشاركة في مجموعات دعم علاج إدمان الكحول، مثل مؤسسة مدمني الكحول المجهولين، والمحاضرات التثقيفية وإشراك أفراد الأسرة والعلاج بممارسة الأنشطة والتعاون مع الاستشاريين والعاملين المتخصصين والأطباء ذوي الخبرة في مجال علاج إدمان الكحول.
  • خيارات الطب البديل: مثل اليوغا، والتأمل، والعلاج بالإبر الصينية.
  • التكيف والدعم: من خلال مجموعات الدعم، مثل مؤسسة مدمني الكحول المجهولين، حيث يستخدمون الـ12 خطوة.

* الوقاية من إدمان الكحول

التدخل المبكر يمكن أن يقي المراهقين من إدمان الكحول، وبالنسبة للشباب، تعتمد احتمالية الإدمان على تأثير الوالدين والأقران وغيرهم من النماذج التي يُحتذى بها، وعلى مدى تأثرهم بإعلانات ترويج الكحوليات، ومتى بدؤوا تناولها، وعلى الحاجة النفسية لتناول الكحول، وكذلك على العوامل الوراثية التي قد تزيد من خطورة وقوعهم في براثن الإدمان.

إذا كان لديك ابن مراهق، فعليك الانتباه للعلامات والأعراض التي قد تدل على وجود مشكلة لديه مع الكحول مثل:
  1. فقدان الرغبة في الأنشطة والهوايات وإهمال المظهر الشخصي.
  2. احتقان العين بالدماء، وتداخل الكلام ومشكلات بالتناسق وفقدان الذاكرة المؤقت.
  3. الصعوبات التي تطرأ على علاقاته بأصدقائه أو تغير هذه العلاقات، مثل الانضمام لمجموعة جديدة من الأصدقاء.
  4. انخفاض مستوى الدرجات ومشكلات بالمدرسة.
  5. التغير المتكرر في الحالة المزاجية والسلوك الدفاعي.

بإمكانك وقاية المراهق من تناول الكحول. وذلك بأن تكون قدوة حسنة في ما يتعلق بتناولك الكحول. وينبغي التكلم بصراحة مع طفلك وتخصيص بعض الوقت لقضائه معه، وكذلك مشاركته حياته مشاركة نشطة. وينبغي إخبار طفلك بالسلوك المتوقع منه، وبالتبعات التي قد تحدث إن لم يتبع القواعد.


المصادر:
Alcohol Addiction: Signs, Complications, and Recovery
Alcohol dependence and withdrawal | Drinkaware
Overcoming Alcohol Addiction - HelpGuide.org

آخر تعديل بتاريخ
10 يوليو 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.