صحــــتك

حرر نفسك وتخلص من عار الجسد

حرر نفسك وتخلص من عار الجسد
في صغرنا نكون حساسين جداً لأي تعليق سلبي حول جسدنا.. وزننا ولوننا وشعرنا وملامح وجهنا.. والتعليقات السلبية قد تأتي من الزملاء أو المدرسين أو الأقارب والمعارف، وقد تأتي من الوالدين، وهذه كارثة كبرى حيث يخذلنا من يفترض أن عليهم حمايتنا.. هذه التعليقات.. هذه الذكريات تظل عالقة ومعها مشاعر الخزي والعار من أجسادنا.. وفي هذا المقال سنتعرف على تأثيرات هذه الصدمة المبكرة.. وكيف يمكن تحريرنا من آثارها المدمرة؟

* ذكريات الطفولة لا تمحى
ننمو بمرور السنين لكن بعض الذكريات والخبرات تترك انطباعا لا يمحى، بعض الذكريات قد يكون مريحا.. رائحة بسكويت أمك.. القميص الذي ارتديته لصورتك في الصف الرابع.. هذه الذكريات المريحة يمكن أن تكون كبسولة الزمن الحلوة التي تحبسك في ماضيك.

ولكن ماذا عن الذكريات المؤلمة المبكرة؟ كيف تستمر إلى يومك الحالي؟ مثل عدم اختيارك للعب في فريق كرة القدم أثناء العطلة، أو تعليق مستفز ومهين ومؤذ لزميلك في الصف حول وزنك؟



* الخجل من الجسد يمكن أن يعيش لسنوات
صدى الخجل من الجسد يظل يتردد لسنوات طويلة، والذاكرة الشخصية للخجل من الجسد في وقت مبكر تظل تؤلمك لعشرات السنين.

تحكي إحداهن أنها كانت جالسة بالخارج تشرب "كولا دايت" في انتظار أمها لتلتقطها بعد ممارسة كرة السلة، وكان هناك صبي كبير يمر فقال معلقا: "مع هذين الفخذين، من الضروري أن تشربي صودا دايت"، وتكمل البنت حديثها وتقول جلست هناك بمفردي، لا أستطيع النطق، وعندما جاءت أمي لم أذكر لها أنني تعرضت لإهانة تخص جسدي، أشعرني عار تلك اللحظة الصغيرة بالشلل لدرجة أنني لم أستطع حتى التحدث عن ذلك.

بالنسبة للبعض، قد تبدو هذه الذكرى غير ضارة نسبيًا، لكنها بالنسبة للآخرين الأكثر حساسية فإنها يمكن أن تستمر مسببة الإحساس بالحرج الشديد من ذلك اليوم.


* ذكريات العار المبكر تسبب الصدمة وتساهم في حدوث اضطراب نهم الطعام
تشير الأبحاث إلى أن تجارب العار الجسدي المبكرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صورة الجسد الحالية؛ حيث يمكن لذكريات انتقاد الجسد أن تستقر بعمق داخل النقس، بل وحتى أن تقود إلى الشراهة في الأكل.

على سبيل المثال، ربطت دراسة أجريت عام 2017 بين شدة ذكريات الخجل، ومستوى شدة شره تناول الطعام عند الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب نهم الطعام (Binge Eating Disorder)، وهو ما يشير إلى أن إحساس العار من الجسد يعتبر على الأقل مساهما في الأكل بنهم.

النقد المبكر للجسد يثير الشعور بالألم والصدمة، ونحن نعلم أن الشخص الذي تعرض لصدمة يمكن أن يتكرر إحساسه بها في شكل ذكريات سريعة علنية، وأعراض جسدية ونفسية أخرى لا تعد ولا تحصى، ولذلك فمن المنطقي إذن أن ذكريات العار المبكر من الجسد يمكن أن تعمل مثل الصدمات الصغيرة التي ما تزال تتباطأ في عقل الإنسان، مسببةً ألمًا مزعجًا؛ إذ يمكن لهذا الألم منخفض الدرجة أن يشكل صورة جسد الشخص في الوقت الحاضر.

إضافة إلى ذلك يحدث استرجاع مستمر لذكريات الصدمة كـ flashbacks لإحساس العار من الجسم، مما يدفع الشخص للهروب من الألم باستخدام الغذاء كوسيلة لتهدئة وتشتيت وتخدير الألم.

* تدريبات للتحرر من عار الجسد
كل هذه الاستراتيجيات لا تجدي نفعا في التخلص من ذكريات الألم والصدمة، وأفضل طريقة للتغلب على الآثار المتبقية من عار الجسد مواجهة الذكريات والإفراج عنها، وهذه بعض أمثلة لتدريبات التحرر من العار التي يمكن أن تساعد في شفاء كدمات الخجل الطويلة:
- لعب الأدوار
يتم ممارسة لعب الأدوار والدفاع عنها، حيث نعود لتجربة عار الجسد، وتعيد إدخال نفسك في الذاكرة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسك ضد ناقدك الداخلي.. فعندما كنت صغيراً وتعرضت للانتقاد أو الاعتداء؛ فإنك كنت ضعيفاً بدرجة لا تمكنك من الدفاع عن نفسك بشكل جيد في حينها، مع ذلك وبعد سنوات من التفكير فيما حدث، يصبح لديك قوة ومنظور جديد للرد، ويمكن أن يمارس التمرين إما عن طريق التحدث بصوت عالٍ أو عن طريق كتابة دفاعك.. دافع عن نفسك ضد الكلمات الجائرة والمؤذية، اسمح لنفسك بالشعور بالغضب والخوف، قم بتوجيه مشاعر الذاكرة القديمة واستخدم قوة اليوم الجديدة لديك للتنقل خلالها، والنتيجة هي غالبًا شعور بالراحة والتحرر والقوة المتجددة.


* ابدأ بالشكر والتقدير والتعاطف
يعتبر عار الجسم من أكثر التجارب المؤلمة التي يمكن أن يتحملها الشخص، خاصة عندما تكون فتاة شابة.. لا تقم بتخفيف الألم حتى لو حدث ذلك في الماضي.. تبقى الذكريات المؤلمة حية عبر الزمن، مما يسبب ألمًا حقيقيًا.. لقد تألمت بحق فاشكر نفسك وقدرها وتعاطف معها أنها تحملت كل هذا الألم كل هذه السنوات السابقة.

الشكر والتقدير والتعاطف سيساعدك على الاعتراف بوجود العار.. فهذا الاعتراف هو الأصعب على الإطلاق، وتحديد مكان شظايا عار الجسد هو عمل شاق، حتى لو كان الشخص بالغًا، ومن ثم، فإن استئصال هذا الجزء من الذاكرة يحتاج شجاعة وصبرا.



وصيتنا لمن يعانون من عار الجسم أن يبحثوا عن مساعدة مهنية متخصصة من خلال معالج متخصص في مجال قبول الذات، وصورة الجسد، وعلاج الصدمات.

وعلى الرغم من أن المرء قد لا يشعر بالارتياح للنبش في جروح الماضي حول جسده، فاعلم أنه دائمًا ما يكون لهذا الأمر تأثير إيجابي تحويلي، وتقول الصديقة التي ذكرنا قصتها في مقدمة المقال: "إنه حتى بعد 20 عاما من مضايقتي بسبب فخذي الكبيرتين وكولا الدايت، فإن دفاعي عن نفسي وإطلاق شعور العار من داخلي يشعرني أنني أقوى وأكثر شجاعة.
آخر تعديل بتاريخ
12 يوليو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.