صحــــتك

التهاب الملتحمة كأحد الأعراض الأولى لكوفيد-19

التهاب الملتحمة كأحد أعراض كوفيد-19 الأولى
يمكن أن يكون التهاب الملتحمة عرضاً أولياً لكوفيد-19 (Getty)
تكاد لا تخلو منطقة في جسم الإنسان من تداعيات وآثار فيروس كورونا (كوفيد-19)، ويعد التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19 أحدها، وقد لا يكون آخرها.

لقد وجد الباحثون مؤخراً أن التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19 هو أول الأعراض التي تظهر على المريض المصاب قبل عدة أيام من ظهور بقية الأعراض الأخرى، وبالتالي قد يكون أول مؤشرات الإصابة بكورونا.

لكن كيف لنا حلّ مشكلة التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19 قبل وقوعها، هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.

* ما هو التهاب الملتحمة؟

ينجم التهاب الملتحمة (أو العين الوردية) عن عدوى (فيروسية أو جرثومية أو رد فعل تحسسي أو الانغلاق الكامل للقناة الدمعية) تصيب الملتحمة، وهي غشاء شفاف يبطّن السطح الداخلي للجفن ويغطي في الوقت نفسه بياض العين. ويصبح لون العينين أحمر أو وردياً بسبب التهاب الأوعية الدموية الصغيرة في الملتحمة.

* أعراض التهاب الملتحمة

  • ظهور طبقة أثناء النوم في الليل في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • الشعور بوجود رمل في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • ظهور احمرار في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • وجود حكة في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • انهمار الدموع.
التهاب الملتحمة مرض معدٍ، لذلك يجب تجنب الأشخاص المصابين به مهما كان سبب إصابتهم.

* هل التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19 هو دليل على الإصابة بكوفيد-19؟

هناك مجموعة متزايدة من الأدلة المتعلقة بوجود روابط بين كوفيد-19 وصحة العين والعلامات والأعراض العينية، وقد كانت هناك نصائح متضاربة وأحياناً متناقضة بين الدراسات حول التهاب الملتحمة كجزء من مجموعة أعراض كوفيد-19. تشمل النقاط الرئيسية الآتية:
  1. نادراً ما ترتبط عدوى فيروس كورونا بالتهاب الملتحمة، مع وجود حالات عرضية تم الإبلاغ عنها في مرضى مصابين بكوفيد-19 المؤكد، جنباً إلى جنب مع حالات معزولة من التهاب الملتحمة كعلامة عرض.
  2. تشير الأدلة إلى أنه من غير المرجح أن ترتبط فيروسات كورونا بخلايا سطح العين لبدء العدوى.
  3. المظاهر العينية مثل التهاب الملتحمة ووجود فيروس كوفيد-19 في الدموع لم يُعثر عليها حتى الآن إلا نادراً، وفي المقام الأول في الأشخاص المصابين بكوفيد-19 بشكلٍ مؤكد والمصحوب بأعراض.

* ما يقوله البحث العلمي الحالي عن التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19

قد يكون التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19 هو المظهر الأول الذي يرشدنا إلى إصابة الشخص بكوفيد-19، حيث يعاني المرضى من التهاب الملتحمة قبل أيام من ظهور الأعراض الجهازية وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في BMJ Open Ophthalmology.
فقد أثبتت التجارب الطبية مع فيروس كورونا المتلازمة التنفسية للشرق الأوسط وفيروس السارس في عام 2004 وجود فيروس كورونا في الدموع بناءً على إيجابية تفاعل البوليميراز المتسلسل. يعتبر انتقال الرذاذ التنفسي من إنسان إلى إنسان من خلال الهواء هو النمط الرئيسي الثابت للعدوى في فيروس كورونا. ومع ذلك، قد تكون هناك إمكانية للانتقال عبر مسار العين، على الرغم من أن الأدبيات المنشورة بشأن ذلك محدودة. لكن منذ بداية جائحة كوفيد-19، نبهت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة ارتداء نظارات أو أقنعة واقية في توصياتها لمنع انتقال العدوى.

جاءت التقارير المبكرة عن المظاهر العينية لكوفيد-19 من ووهان، الصين حيث أبلغ عضو في لجنة الخبراء الوطنية الذي أصيب بالعدوى عن احمرار في عينيه ظهر قبل عدة أيام من ظهور أعراض الجهاز التنفسي.

لقد ظهرت ملاحظات مثيرة للاهتمام من دراسات مختلفة في جميع أنحاء العالم حول المظاهر العينية لكوفيد-19 نوردها فيما يأتي:
  1. تم الإبلاغ عن المظاهر العينية بنسبة 1٪ إلى 30٪ في دراسات مختلفة.
  2. المظاهر العينية الشائعة هي الدُمَاع [أي فيضان الدمع على الوجه بدلاً من أن ينزح من خلال مساره الطبيعي في القناة الدمعية الأنفية]، وحقن الملتحمة، والتسمم الكيميائي، على غرار الأنواع الأخرى من التهاب الملتحمة الجريبي.
  3. تم افتراض وجود مستقبلات ACE-2 والبروتياز TMPRSS2 على ظهارة سطح العين لتسهيل دخول فيروس كورونا إلى الجسم.
  4. تم الإبلاغ عن أنّ التكاثر الفيروسي لـكوفيد-19 في زراعة أنسجة الملتحمة أعلى من أنسجة الرئة والشعب الهوائية خلال 48 ساعة.
  5. تم العثور على تفاعل البوليميراز المتسلسل من الدموع ليكون إيجابياً لـكوفيد-19 بعد 3 أسابيع تقريباً من ظهور المرض، على الرغم من أن المسحة الأنفية البلعومية كانت سلبية.

لتوحيد المعلومات التي تم الحصول عليها من دراسات مختلفة، أجرت مجموعة من الباحثين من مركز إيراسموس الطبي بهولندا مراجعة منهجية وتحليلا تلويا [عملية إحصائية لجمع البيانات من عدة دراسات مختلفة] للدراسات التي أبلغت عن مظاهر عينية لـكوفيد-19 من شهر ديسمبر/كانون الأول 2019 إلى شهر يونيو/حزيران 2020. حيث تم إجراء بحث في الأدبيات من ثلاث قواعد بيانات إلكترونية هي: PubMed وScienceDirect وGoogle Scholar.

كما تمت مراجعة واحدة وثلاثين دراسة نوعية، منها أربع عشرة جرى تضمينها في التحليل التلوي؛ وكانت نتائج هذا التحليل ما يأتي:

  1. قُدِّر الانتشار المجمع لمظاهر العين لكوفيد-19 بنحو 5٪.
  2. تم العثور على إيجابية مسحات PCR لعينات مسيل الدموع من المرضى الذين يعانون من مظاهر بصرية في ثلث العينات تقريباً. وكان هذا أعلى بكثير من إيجابية مسحات PCR لعينات مسيل الدموع من جميع مرضى كوفيد-19 بغض النظر عن المظاهر العينية الأخرى التي أبلغت عن 4٪ تقريباً.
  3. قد تؤثر طريقة جمع العينات على إيجابية مسحات PCR في المرضى الذين يعانون من مظاهر كوفيد-19 العينية. الدراسة التي استخدمت الألياف الاصطناعية المعقمة أو مسحة القطن للحصول على عينة تُمزّق من الجزء السفلي من قبو الدماغ fornix، كان لها معدل إيجابي أعلى بكثير من PCR مقارنة بالحصول على عينات المسيل للدموع باستخدام شرائط شيرمر في دراسة أخرى.
  4. في المرضى الذين كانت لديهم مظاهر عينية، حيث ظهرت أعراض العين في وقت أبكر من الأعراض الجهازية لدى حوالي ربع المرضى. وقد تم الإبلاغ عن أن اللمس المتكرر للعينين باليدين، والعمر الأكبر من 60 عاماً، وكبت المناعة، وتشوهات القناة الدمعية، والسباحة، وكونهم من العاملين في الرعاية الصحية، من العوامل المؤهبة المحتملة لمظاهر العين لـكوفيد-19 في دراسات مختلفة. كما تم اقتراح أنه نظراً لأن الفيروس يتكاثر على سطح العين، فقد ينتقل إلى البلعوم الأنفي من خلال القناة الأنفية الدمعية وتنتج عنه عدوى جهازية لاحقة.
  5. لم يتم الإبلاغ عن أي مضاعفات خطيرة تهدد الجزء الخلفي للبصر لدى المرضى الذين يعانون من مظاهر كوفيد-19 العينية.
  6. لم تكن المظاهر العينية مرتبطة بشكل حاد مع كوفيد-19. أفادت دراسة أجرايت في مدينة ووهان الصينية أن المرضى الذين يعانون من كوفيد-19، الذين يعانون تورما في العين، لديهم خلايا دم بيضاء أعلى وبروكالسيتونين وبروتين C التفاعلي ونزع هيدروجين اللاكتات. ومع ذلك، لم يتم العثور على أدلة مماثلة في دراسات أخرى.
بناءً على هذه النتائج، يؤكد الباحثون أنه على الرغم من أن انتشار المظاهر العينية في كوفيد-19 منخفض، إلا أنه يجب على أطباء العيون الذين يواجهون عيوناً حمراء عند الممارسة السريرية الروتينية بالتالي اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحتياطات الكافية واستخدام النظارات الواقية.

* هل من نصائح لتجنب التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19؟

  1. إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة تجنب استخدامها أثناء الرياح الموسمية، حيث إن فرص الإصابة تكون أعلى خلال هذا الموسم.
  2. تجنب – قدر المستطاع - لمس وجهك وخاصة عينيك وأنفك وفمك، خصوصاً بعد عودتك من الخارج أو مصافحة الناس.
  3. اغسل يديك دوماً، وبشكل خاص قبل الطعام، وبعد استخدام الحمام أو العطس أو السعال أو الاستنثار من أنفك.
  4. الحفاظ على نظافتك الشخصية أهم إجراء احتياطي يجب أن تقوم به.
  5. على النساء تجنب مشاركة مستحضرات التجميل مع الأخريات.
  6. تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى.
  7. ابق في المنزل عندما تكون مريضاً.

* ومن الهام جداً ملاحظة

  1. احتمالية حدوث التهاب الملتحمة (القرني)، وإن كان نادراً، كأول علامة على الإصابة بكوفيد-19. لذلك يجب على جميع ممارسي العناية بالعيون أن يضعوا ذلك في الاعتبار عند فرز المرضى والنظر في أفضل السبل لمراجعة، وربما فحص، أو إحالة مريض في هذه الحالة.
  2. أظهرت مراجعة حديثة حول آثار كوفيد-19 على أطباء العيون؛ إذْ سيحتاج أطباء العيون (وأخصائيي العناية بالعيون) إلى توخي اليقظة نظراً لزيادة خطر الإصابة بالعدوى التي يواجهونها.
  3. كانت مسحات الملتحمة موجبة بنسبة 2.5٪، ومع ذلك لم يتم إثبات انتقال الفيروس عبر أنسجة العين. الأمر الذي يشير إلى أنه في حين أن التهاب الملتحمة هو عرض محتمل لكوفيد-19، فمن غير المحتمل أن يظهر لدى المرضى الذين لا يعانون من أعراض. أيضاً، بينما يمكن أن يوجد الحمض النووي الريبي في سوائل العين، فإن العين هي طريق غير محتمل لبدء الفيروس. ضع في اعتبارك أن جميع حالات التهاب القرنية والملتحمة يحتمل أن تكون مشبوهة في مناطق انتقال المجتمع المرتفع وتذكر ذلك عند الفرز وتحديد موعد مراجعة المرضى.

* الخلاصة

لقد أثبتت أبحاث العلماء أن التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19 (أو العين الوردية) قد يكون أول الأعراض التي يمكن أن ترشد الأطباء والمرضى للإصابة بكوفيد-19، إن لم يكن هناك أي سبب آخر يعرفه المريض لإصابة عينيه، وبالتالي ففي حال تأكدت الإصابة عليه البدء بالمرحلة العلاجية على الفور.

إن الإجراءات الاحترازية في هذه الأوضاع الوبائية يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى، لذا إغسل يديك بشكل متكرر، وحافظ على نظافة العدسات اللاصقة، وتجنب لمس أو فرك عينيك، ولا تشعر بالذعر عندما ترى شخصاً مصاباً بالعين الوردية وتعتقد أنه التهاب الملتحمة المرتبط بكوفيد-19، فقد يكون سبب ذلك الحساسية أو مرض آخر لا علاقة له بكورونا.


المصادر
Links between COVID-19 and viral conjunctivitis
Coronavirus and Your Eyes (Conjunctivitis)
Conjunctivitis can be the only presenting sign and symptom of COVID-19


آخر تعديل بتاريخ
03 أغسطس 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.