صحــــتك

علامات الإصابة بالكوليرا ومضاعفاتها وعلاجها

علامات الإصابة بالكوليرا ومضاعفاتها وعلاجها
 
تشهد سوريا تفشيا لمرض الكوليرا،حيث أعلنت وزارة الصحة السورية عن 39 حالة وفاة على الأقل وإصابة 594 شخصا موزعة على 11 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب. موضحة أنّ معظم الوفيات ناتجة عن التأخّر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة. ولم يتضح ما إذا كانت إحصاءات الوزارة تشمل الإصابات والوفيات في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الوضع بشكل مقلق. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس: "في سوريا، تمّ الإبلاغ عن أكثر من عشرة آلاف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا خلال الأسابيع الستة الأخيرة". وتشهد سوريا منذ أيلول/سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع "يتفاقم بشكل مقلق في المحافظات" التي تفشى فيها المرض، وأن الإصابات تتوسع الى مناطق جديدة.

ما هي الكوليرا؟

الكوليرا Cholera مرض بكتيري خطير، يسبب عادة الإسهال الشديد والجفاف. وينتشر المرض من خلال المياه الملوثة. وفي الحالات الشديدة، يكون العلاج الفوري ضروريًا، لأن الوفاة يمكن أن تحدث في غضون ساعات، حتى لو كان المصاب بصحة جيدة قبل العدوى.
ولحسن الحظ، أدت المعالجة الحديثة لمياه الصرف الصحي والمياه، إلى القضاء بشكل فعال على الكوليرا في معظم البلدان. لكن، لا تزال الكوليرا مشكلة في بلدان أخرى، مثل آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط. أي أن البلدان المتضررة من الحرب والفقر والكوارث الطبيعية هي الأكثر عرضة لتفشي الكوليرا. ذلك لأن هذه الظروف تميل إلى إجبار الناس على العيش في مناطق مزدحمة بدون صرف صحي مناسب.

علامات الإصابة بالكوليرا

معظم المصابين لا تظهر عليهم أعراض، أو تظهر أعراض بسيطة. ولكن، عندما تظهر أعراض شديدة فقد تتضمن ما يلي:

  • الإسهال الذي يحدث فجأة، وقد يسبب فقد السوائل بدرجة خطيرة - تصل للتر واحد (ربع غالون) في الساعة. ويكون الإسهال شاحبًا وعكرًا ويشبه الماء الذي يغسل به الأرز (البراز الشبيه بماء الأرز).
  • الغثيان والقيء.
  • الجفاف، والذي يمكن أن يحدث خلال ساعات من ظهور أعراض الكوليرا. وتشمل علامات وأعراض جفاف الكوليرا الحاد:
  • الهياج، والخمول، والعيون الغائرة، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف الجلد وتجعده، بحيث يعود كما كان عند قرصه ببطء، وعدم وجود بول أو بول قليل، وانخفاض ضغط الدم، شذوذ ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي). وقد يؤدي الجفاف إلى فقدان الأملاح المعدنية (الشوارد الكهربية) الموجودة في الجسم سريعًا، والتي تحافظ على توازن السوائل في الجسم. وتسمى هذه الحالة بعدم توازن الشوارد الكهربائية.
  • تشنج العضلات، بسبب الفقد السريع للأملاح مثل الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم.
  • الصدمة، عندما يؤدي انخفاض حجم الدم إلى انخفاض في ضغط الدم وانخفاض في كمية الأكسجين في الجسم. وإذا ترك الأمر بدون علاج، فيمكن أن تؤدي صدمة نقص حجم الدم الحاد إلى الوفاة في غضون دقائق.

سبب وكيفية الإصابة بالكوليرا

تحدث الكوليرا بسبب بكتيريا تسمى ضمة الكوليرا. الآثار المميتة للمرض هي نتيجة سم قوي يُعرف باسم CTX تنتجه هذه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. ويتداخل هذا السم مع التدفق الطبيعي للصوديوم والكلوريد عندما يرتبط بجدران الأمعاء. وعندما تلتصق البكتيريا بجدران الأمعاء الدقيقة، يبدأ جسمك في إفراز كميات كبيرة من الماء، مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان السوائل والأملاح بسرعة.
وتعد إمدادات المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي لعدوى الكوليرا. ويمكن أن تحتوي الفواكه والخضروات والأطعمة الأخرى غير المطهية على البكتيريا المسببة للكوليرا. ولا تنتقل الكوليرا عادة من شخص لآخر عن طريق الاتصال العارض.

ويمكن لأي شخص أن يصاب بالكوليرا، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابتك، مثل:

  • تعييش في ظروف غير نظيفة (مثل سوء الصرف الصحي والمياه الملوثة).
  • تعاني من مستويات منخفضة من حمض المعدة (لا يمكن أن تعيش بكتيريا الكوليرا في بيئات شديدة الحموضة).
  • إصابة أحد أفراد الأسرة.
  • إذا كانت فصيلة دمك O (ليس من الواضح سبب ذلك، ولكن يبدو أن الكثير من الأشخاص الذين يحملون هذا النوع من الدم معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا).
  • تناول المحار النيئ (إذا كان المحار يعيش في مياه قذرة حيث تعيش بكتيريا الكوليرا، فهناك فرصة أكبر للإصابة بالمرض).

مضاعفات الإصابة بالكوليرا

يمكن أن تصبح الكوليرا قاتلة سريعًا. وفي الحالات الأكثر حدة، يمكن أن يؤدي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والشوارد الكهربية إلى الوفاة في خلال ساعتين أو ثلاث. أما في الأوضاع الأقل حدة، فقد يموت الأشخاص الذين لا يتلقون علاجًا بسبب الجفاف والصدمة، بعد ظهور أعراض الكوليرا لأول مرة بساعات أو أيام.
وعلى الرغم من أن الصدمة والجفاف الحاد أكثر المضاعفات القاتلة للكوليرا، يمكن أن تحدث مشكلات أخرى، مثل:
  • انخفاض السكر في الدم، عندما يصبح الأشخاص مرضى لدرجة عجزهم عن تناول الطعام. ويكون الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بذلك، مما يؤدي إلى نوبات تشنجية وفقدان الوعي وحتى الوفاة.
  • انخفاض مستويات البوتاسيوم، حيث يفقد المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من الأملاح المعدنية، بما فيها البوتاسيوم، مع البراز. وتتدخل مستويات البوتاسيوم المنخفضة جدًا مع وظيفة القلب والأعصاب وتكون مهددة للحياة.
  • الفشل الكلوي.

تشخيص وعلاج الكوليرا

على الرغم من أن علامات وأعراض الكوليرا الحادة قد تكون واضحة تمامًا في المناطق المتفشي بها المرض، إلا أن الطريقة الوحيدة لتأكيد التشخيص هو تحديد وجود البكتيريا في عينة براز. وتتوفر حاليًا اختبارات شرائط الكشف عن الكوليرا السريعة، ويساعد التأكيد السريع على تقليل معدلات الوفاة في بداية حالات تفشي وباء الكوليرا.
وعندما تبدأ علامات المرض، خصوصا مع وجود حالات تفشي، أو أي إسهال حاد، لن تكون المشروبات مثل الماء والعصائر مناسبة لتعويض الشوارد الكهربية بشكل مناسب، وبدلاً منها، استخدم محلولاً لمعالجة الجفاف عن طريق الفم، مثل RecoverORS للبالغين أو بديالايت للأطفال.
وفي حالة عدم توافر محلول الجفاف الفموي، يمكنك صنع واحد عن طريق مزج حوالي 1 لتر (ربع غالون) من المياه المعبأة أو المغلية مع 6 ملاعق صغيرة ممسوحة (حوالي 30 ملليلترًا) من سكر الطعام و1/2 ملعقة صغيرة ممسوحة (حوالي 2.5 ملليلتر) من ملح الطعام.

وفي المستشفى سيتم:

  • تعويض السوائل الوريدية.
  • المضادات الحيوية، لتقليل كل من كمية الإسهال المرتبط بالكوليرا ومدته. وقد تكون جرعة واحدة من دوكسيسيلين (موندوكس، أوراسيا، فيبراميسين) أو أزيثروميسين (زيسروماكس، زاماكس) فعالة.
  • وصف مكملات الزنك، فقد أظهرت الأبحاث أن الزنك قد يقصر من مدة الإسهال لدى الأطفال المصابين بالكوليرا.

هل وجد تطعيم ضد الكوليرا؟

على الرّغم من وجود لقاح حقن تقليدي ضدّ الكوليرا، إلّا أنّ مركز السّيطرة على الأمراض (CDC)، ومُنظّمة الصّحة العالميّة لا ينصحان بهِ عادةً؛ لأنّ جرعتهُ لا تحمي من الإصابةِ بالمرضِ للأبد؛ حيث إنّ مفعوله لا يستغرق سِوى بضعةِ أشهر إلى سنتين. ويوفر عدد قليل من البلدان لقاحين فمويين قد يوفران مناعة أطول وأفضل مما وفرته الإصدارات الأقدم من اللقاحات، يمكنك أن تسأل طبيبك عنها.

ويبقى اتباع أساليب النظافة الطريقة الأفضل، للحماية من العدوى:

  • غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل الإمساك بالطعام. دلك يديك بالماء والصابون معًا لمدة 15 ثانية على الأقل قبل شطفهما. في حالة عدم توافر الماء والصابون، استخدم مطهرات الأيدي الكحولية.
  • اشرب الماء الآمن فقط، ويشمل المياه المعبأة أو المياه التي قمت بغليها أو تطهيرها بنفسك. استخدم حتى المياه المعبأة لغسل أسنانك. تكون المشروبات الساخنة آمنة بصفة عامة، تمامًا مثل المشروبات المعبأة أو المعلبة، ولكن امسح الجانب الخارجي قبل فتحها.
  • تناول الطعام المطهي بالكامل والساخن، وتجنب طعام الباعة الجائلين إن أمكن. وإذا كنت تشتري وجبة من بائع متجول، فتأكد من أنها مطهية في حضورك ومقدمة ساخنة. وتجنب تناول السوشي. وكن على حذر من منتجات الألبان غير المبسترة.
آخر تعديل بتاريخ
06 أكتوبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.