أسباب مشكلات النوم التي تحدث مع الصيام وأنواعها
1. يميل كثير من الناس في بلادنا أثناء رمضان إلى تبديل ساعات النوم، حيث يميلون إلى السهر الطويل الممتد حتى صلاة الفجر، ويبدأ ليلهم من صباح اليوم التالي (بعد صلاة الفجر) لينتهي في أوقات الظهيرة. إن تبديل نظام النوم له آثار سلبية سيئة جداً بالنسبة للصائم، هذه الآثار قد لا يشعر بها الصائم مباشرة، فهي آثار تراكمية تنتج عن النوم في خارج الساعة البيولوجية الطبيعية في جسم الإنسان، والتي تبدأ عادة من العاشرة أو الحادية عشر ليلاً، وتنتهي في فجر اليوم التالي.
وهذه الساعة البيولوجية ترتبط بساعات هرمونية منظِّمة لجسم الإنسان، فهي مسؤولة عن تنظيم الجهاز العصبي والجهاز الغدي ونخصّ بالذكر تنظيم سكر الدم، وتنظيم إفراز الهرمونات ونخص منها الكورتيزون، وتنظيم الجهاز العصبي البديل وإفرازاته كالأدرينالين والنور أدرينالين، وهرمون النمو الذي لا يفرز إلا ليلاً، وكذلك الهرمونات النسائية، والتفاعلات الدماغية المتعلقة بالنشاطات الذهنية والإدراك، والتحكم بردات الفعل والتركيز في النشاط اليومي وفي العمل المهني، وخاصة في إدارة الأجهزة والآلات وبالذات في عملية قيادة المركبات، وإن الخلل في هذه الأشياء يؤدي إلى خلل في جميع ما ذكرناه أو في بعض منها.
3. أيضاً يلاحظ وجود اضطرابات هضمية شديدة ناجمة عن تبدل ساعات النوم، مما يزيد الاضطراب السكري في الجسم، واختلال التوازن بالنسبة للطلاب والجامعيين، مما يؤدي إلى حدوث ضعف في التلقي والحفظ، وتراجع في الأداء المدرسي والجامعي والمهني.
كيف يمكن التعامل مع هذه المشكلات؟
الحفاظ على نظام اليوم العادي خلال الصيام، فيه فائدة جيدة صحية للجسم، فاستمرار الصائم على النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، يحقق المطلوب بأن يكون صائماً أثناء فترة نشاطه، لأن ذلك يساعد في تنظيمات استقلابية وغسيل كثير من المواد السامة في الجسم أثناء فترة الصيام النشط.ما المقصود بالصيام النشط وما فوائده؟
الصيام النشط هو قيام الإنسان بجميع مهامه اليومية وهو صائم، فيقوم بنشاطات رياضية وذهنية ومنزلية ومهنية ضمن حدود، بحيث لا تكون مضنية ولا يكون فيها تعرض شديد للحرارة أثناء القيام بالأعمال. لذا، ننصح أصحاب المهن العادية بعدم قلب نظامهم اليومي، لما في ذلك من فوائد صحية جمة، ففائدة الصيام تكمن في الحفاظ على ساعات النوم ليلاً والحفاظ على القدر المناسب من النشاط نهاراً.
وختاماً؛ نؤكد أن الصيام هو فترة صحية جيدة للجسم والعقل، إذا استطاع الإنسان تنظيم أموره خلالها، وخاصة نظام النوم، وإلا تصبح سيئة من الناحية النفسية والهضمية والعقلية والصحية.