صحــــتك

الطعام المسموح والممنوع لصحة المرارة

الطعام المسموح والممنوع لصحة المرارة
تُعتَبر المرارة عضواً صغيراً على شكل الكمثرى يقع أسفل الكبد، وهو يجمّع ويخزّن الصفراء من الكبد، وهذه وظيفة مهمة للغاية؛ لأن الصفراء هي التي تساعد الجسم على هضم الدهون. ويُعَدّ الحفاظ على صحة المرارة أمرًا مهمًا لعملية الهضم المناسبة، وللوقاية من الأمراض، مثل حصيات المرارة والسرطان.

سنتناول في هذا المقال بعض النصائح المهمة التي تجب مراعاتها في النظام الغذائي، وكذلك بعض الأطعمة التي يجب تجنبها للحصول على مرارة صحية.

كيف أعرف أني أعاني من المرارة؟

يوجد نوعان رئيسيان من مشكلات المرارة: التهاب المرارة وحصيات المرارة، ولا يواجِه بعض الأشخاص الذين يعانون من حصيات في المرارة أيَّة أعراض، وفي تلك الحالات، يمكن أن تشمل أعراض مشكلات المرارة:

  • الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وخاصة بعد الوجبات وتناول الأطعمة الدهنية.
  • اليرقان، إذا تم سدّ قنوات المرارة.
  • البول بلون الشاي.
  • حمّى منخفضة.
  • البراز فاتح اللون.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان.
  • القيء.

يمكن أن تكون حصيات المرارة مؤلمة، وإذا كانت كبيرة بما يكفي، يمكنها أيضاً سد القناة التي تخرج من المرارة، وإذا أُهملت مع مرور الوقت، فإنها يمكن أن تُصبِح مهدِّدة للحياة، وفي هذه الحالات، غالباً ما تكون إزالة المرارة ضرورية.
النساء أكثر عُرضة لتطوير حصيات المرارة من الرجال، إذ تتعرض الحوامل، والنساء اللاتي يستخدمن وسائل تحديد النسل الهرمونية، والنساء اللاتي يستخدمن العلاج الهرموني البديل، لخطر متزايد لتشكيل حصى في المرارة. تشمل عوامل الخطر الأخرى:

  • الوجبات الغذائية التي تكون فيها نسبة عالية من الكربوهيدرات المكررة والسعرات الحرارية، ولكن منخفضة في الألياف.
  • تجاهل الحساسية الغذائية القائمة، مثل مرض الاضطرابات الهضمية.
  • تاريخًا من مشكلات المرارة، إما شخصياً أو في عائلتك المباشرة.
  • فقدان الوزن السريع تليه زيادة الوزن.
  • مرض الشريان التاجي.
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • الوزن الزائد.
  • داء السكري.

أسباب حصيات المرارة

تتشكل حصيات المرارة عندما تحتوي الصفراء التي تدخل المرارة على نسبة عالية جداً من الكوليسترول أو البيليروبين، أو تكون منخفضة جداً في الأملاح الصفراوية. وتَصنع معظم حصيات المرارة نفسَها من الكوليسترول المتصلب.
عندما تبدأ حصيات المرارة بالتشكّل، فإنها يمكن أن تمنع الاتصال بين المرارة والأمعاء الدقيقة، وهذا الانسداد يجعل من الصعب، أو حتى من المستحيل، على الصفراء أن تمرّ.
إذا تعذرت إزالة حصيات المرارة، فقد تلزم إزالة المرارة نفسها من الجسم، وحتى بدون المرارة، يبقى الكبد يصنع ما يكفي من الصفراء ليكون من الممكن إجراء عملية هضم طبيعية.

كيف يؤثر النظام الغذائي على صحة المرارة؟

قد يؤدي اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة عالية الكوليسترول إلى تشكيل حصيات المرارة، ويمكن أن يؤثّر النظام الغذائي بشكل مباشر على صحة المرارة بسبب الدور الرئيسي الذي تلعبه في هضم الأطعمة، وتتمثل مهمتها -كما ذكرنا- في جمع وتخزين الصفراء، ثم إضافة تلك الصفراء إلى الغذاء بعد أن يدخل الأمعاء الدقيقة، وبالتالي تساعد الصفراء على تفكيك الدهون.
ويوصَى باتباع نظام غذائي منخفض الدهون، حيث إنه من الأفضل رعاية المرارة قبل حدوث المضاعفات.

الأطعمة المسموح بتناولها لمرضى المرارة

يكثر البحث عن الأكل المفيد للمرارة بصيغ متعددة، منها الأكل المسموح به بعد عملية المرارة، والأطعمة المفيدة للمرارة، والأكل المسموح به لالتهاب المرارة، وحمية لمرضى المرارة، وأنواع الأكل لمرضى المرارة، وأكل مريض حصيات المرارة.
يهدف نظام المرارة الغذائي إلى المساعدة في تقليل الضغط الذي يحتويه النظام الغذائي عليها، وستكون الأطعمة سهلة الهضم، أو قد تساعد في عملية الهضم، أو تدعم المرارة نفسها.

1. تناول كمية عالية من الأغذية النباتية

أحد أهم جوانب أي نظام غذائي متوازن هو تزويد الجسم بمجموعة متنوعة من الأطعمة، من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من العناصر الغذائية المختلفة، والطريقة السهلة للقيام بذلك هي زيادة الفواكه والخضراوات المختلفة التي يتم تناولها بانتظام؛ يمكن أن يساعد تناول مجموعة واسعة من الأطعمة النباتية في توفير مجموعة واسعة من العناصر الغذائية للجسم، والحفاظ على صحته.

2. البروتينات الخالية من الدهون

يمكن للدهون أن تُجهد المرارة، لذلك من المهم أن تكون البروتينات الموجودة في النظام الغذائي ضئيلة الحجم قدر الإمكان. وتعتبر أطعمة اللحوم البيضاء والأسماك والبروتينات النباتية من البروتينات الأكثر هشاشة، ما قد يساعد في تخفيف الضغط الزائد على المرارة، إذ من المعتقد أن تناول المزيد من البروتين النباتي يمكن أن يساعد أيضاً في الوقاية من مرض المرارة، والأطعمة مثل البقوليات والمكسرات والعدس والتوفو وفول الصويا (طالما أنك لا تعاني من حساسية من فول الصويا) هي بدائل ممتازة للحوم الحمراء.

3. الألياف

تلعب الألياف دوراً مهماً في الجهاز الهضمي الصحي، ويمكن للألياف بأشكالها المختلفة أن تساعد في الحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول من الوقت، كما أنها تغذي البكتيريا الصحية في الأمعاء، ويمكن للألياف أن تساعد أيضاً الجسم في إزالة السموم.

4. الدهون الصحية

يبدو أن الدهون غير المشبعة المتعددة، مثل أوميغا-3، تساعد في الحفاظ على صحة المرارة، وتقلل من خطر حدوث مشكلات فيها، وتوجد هذه الدهون عادة في أسماك المياه الباردة والمكسرات مثل الجوز، والبذور مثل بذور الكتان، وزيت السمك.

5. القهوة

يبدو أن استهلاك القهوة الصحي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على عمل المرارة بشكل صحيح.

6. الكالسيوم

يمكن أن تدعم زيادة مستويات الكالسيوم في النظام الغذائي صحةَ المرارة، ويمكن العثور على الكالسيوم في السردين والقرنبيط والخضراوات المورقة الداكنة كاللفت، كما تحتوي منتجات الألبان أيضاً على الكثير من الكالسيوم، لكن يمكن أن تحتوي أيضاً على نسبة عالية من الدهون، خاصة الدهون المشبعة، كما يمكن العثور على الكالسيوم في حليب النباتات البديلة، مثل حليب اللوز أو الكتان، إذ تكون النسبة الأعلى فيها من الدهون الصحية، وتنخفض الدهون المشبعة.

7. الفيتامين C

يبدو أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الفيتامين C في دمائهم يعانون من مشكلات أقل في المرارة، ويتم الحصول على الفيتامين C بسهولة عن طريق تناول نظام غذائي متنوع يحتوي على العديد من الفواكه والخضراوات، ويمكن العثور عليه بسهولة أيضاً كمكمل غذائي في معظم الأسواق، لكن المكملات الغذائية لا تُقدِّم الفوائد الصحية نفسها مثل الحصول على المغذيات من الطعام.

ما هي الأكلات التي تهيج المرارة؟

هناك أيضاً أطعمة يبدو أنها تزيد من احتمالية الإصابة بحصيات المرارة وبقية المشكلات، ويمكن أن يُطلَق عليها الأكلات المضرة أو الأكل الممنوعة لمرضى حصى المرارة، فقد يساعد تجنب هذه الأكلات في الحد منها:

1. الكربوهيدرات المكررة

في حين أن الكربوهيدرات تُشكِّل الكثير من الطعام الذي يتناوله البشر، فإن الكربوهيدرات المكررة قد تزيد من خطر اضطرابات المرارة، وتشمل الكربوهيدرات المكررة: السكريات، والمحليات، والدقيق، والحبوب المكررة، والنشويات، وغالباً ما توجد في السلع المخبوزة بما في ذلك الكعك، وكذلك في الحلوى والشوكولاتة والمشروبات الغازية، والأطعمة المقلية.

2. الدهون الزائدة

الصفراء المنتَجة من المرارة مهمة من أجل هضم الدهون، لذلك، فإن تناول نظام غذائي غني بالدهون قد يجبرها على العمل الإضافي، إذْ إنّ الأطعمة المصنَّعة عالية الدهون غير المشبعة، ويمكن أن تؤثّر الزيوت المهدرجة (مثل الزيت النباتي وزيت الفول السوداني)، والأطعمة المقلية، والدهون الحيوانية المشبعة بشكل مُفْرِط على أداء المرارة.

كشفت دراسة عام 2008 أن الرجال الذين لديهم أعلى كمية من الدهون المشبعة ذات السلسلة الطويلة، وبشكل رئيسي من اللحوم الحمراء، هم الأكثر عرضة لخطر حصيات المرارة، أما الدهون متوسطة السلسلة الموجودة في الأغذية النباتية مثل جوز الهند، فلم تزد من خطر تشكل الحصيات.

3. الكحول والتبغ

يُنصَح بتجنب الكحول والتبغ لتأثيرهما على أداء المرارة.

4. اتباع نظام غذائي بعد جراحة المرارة أو لدى حدوث مشكلات

بعد إجراء عملية جراحية في المرارة، غالباً ما يُقدِّم المستشفى للمريض طعاماً سائلًا خلال يوم أو يومين، ثم يعيده إلى الأطعمة الصلبة، ويُنتِج الكبد ما يكفي من الصفراء من أجل الهضم الطبيعي في معظم الحالات، لكن الأمر يستغرق بعض الوقت لضبط الجسم.
يُنصَح باتباع نظام غذائي منخفض الدهون إلى أجل غير مسمى بعد الجراحة، وقد يعاني بعض الأشخاص من الإسهال والأعراض الهضمية الأخرى إذا تناولوا الأطعمة الدهنية بعد الجراحة.
فإذا لم تتمكن من هضم الدهون على النحو الأمثل، استشر طبيبك إذا لاحظت برازًا دهنيًا أو رغويًا.
أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشكلات خفيفة في المرارة، فيمكن عمل نظام غذائي لهم في المنزل، وهو مكوَّن من سوائل سهلة الهضم لمحاولة تخفيف الأعراض، ويبدأ هذا عادة بالسوائل بما في ذلك مرق الدجاج، ومرق الخضار، والخضراوات الطازجة.
يمكن بعد ذلك إضافة الحساء المائي، وكذلك الأطعمة القليلة الدسم، ونسبة الكوليسترول المنخفض، والغنية بالألياف.

تنظيف المرارة

أصبح تنظيف المرارة أو غسلها أخيراً اتجاهًا علاجيًا منتشرًا، وهو مصمَّم لإعادة ضبط المرارة، وطرد الحصيات، وتحسين صحة الجهاز الهضمي ووظيفة المرارة. تتضمن عملية غسل المرارة تناول نظام غذائي صارم، بما في ذلك عصير التفاح، مدة أسبوعين، ويتبع الشخص خطة لشرب أملاح إبسوم وخليط من زيت الزيتون وعصير الحمضيات.
هناك الكثير من الادعاءات حول تنظيف المرارة، لكن تم إجراء القليل من البحوث العلمية الدقيقة حول هذا الموضوع، وتشير الأبحاث في المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي إلى أن عملية غسل المرارة قد تكون مُضلّلة وليست ذات فائدة، فقد تم العثور على "الحصيات" التي يراها الناس في برازهم، وهي ببساطة مزيج من عصير الحمضيات وزيت الزيتون.
قد لا يكون تنظيف المرارة بسيطاً بحيث يقتصر على مجرّد شرب محلول، ولكن هناك خطوات محددة يمكن اتخاذها للمساعدة في الحفاظ على صحة المرارة.

متى تستشير الطبيب فيما يخص صحة المرارة؟

لا يشعر البعض بأعراض حصيات المرارة، والتي يمكن أن تشمل:

فإذا لاحظت هذه الأعراض، فمن الأفضل استشارة الطبيب لتشخيص السبب بشكل صحيح.

نصائح أخرى لنمط الحياة لصحة المرارة

هناك العديد من الخطوات التي يمكن للناس اتخاذها لتحسين صحة المرارة، وهي تشتمل على ما يأتي:

1- السيطرة على السُّمنة

لأن السُّمنة عامل خطر لمشكلات المرارة، وقد يكون من المفيد أن تبقى نشيطاً بدنياً.

2- تجنّب فقدان الوزن السريع

يتطلب فقدان الوزن السريع أن يعمل الكبد والمرارة بشكل إضافي، ما قد يعني في بعض الأحيان مزيداً من حصى المرارة، ويُعتَبر فقدان الوزن بشكل بطيء وثابت هو الأفضل، ويمكن الحفاظ عليه فترة أطول.

3- تجنّب مسببات الحساسية

قد يكون هناك أيضاً رابط بين حساسية الغذاء وصحة المرارة؛ فإجراء اختبار الحساسية واتباع نظام غذائي، وتجنّب مسببات الحساسية المحددة، قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في المرارة.

4- الإقلاع عن التدخين

يمكن أن يساهم دخان التبغ في حدوث خلل في المرارة، وحتى سرطانات المرارة.

5- محاولة اتباع نظام غذائي نباتي

قد يكون تناول نظام غذائي نباتي غني بالألياف وبالأطعمة النباتية خطوة في الاتجاه الصحيح لصحة المرارة، وتوجد العديد من الأطعمة التي يجب تجنبها، مثل الدهون المشبعة المُفْرطة الموجودة في المنتجات الحيوانية.

خلاصة القول في المرارة

تُعتَبر المرارة عضوا حساسًا، ويساعد الحفاظُ على نظام غذائي صحي مليء بالأطعمة الغنية بالمغذيات في الحفاظ على صحتها المثالية. يمكن لبعض الأطعمة حماية صحة المرارة وتعزيزها، بينما تزيد أطعمة أخرى من احتمالية حدوث مشكلات مثل الالتهابات أو الحصيات المرارية.
إذا لم يتم الحفاظ على المرارة في صحة جيدة، فقد تحتاج إلى إزالتها، لذا فإن اتباع نظام غذائي صحي ومرن ضروري سيفيد صحتك العامة، مع الحفاظ على صحة جسمك بالكامل على المدى الطويل.

آخر تعديل بتاريخ
05 ديسمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.