يميل الكثير من الناس في عالمنا العربي لتناول بذور دوّار الشمس (وتعرف أيضا باسم بذور عباد الشمس) المحمّصة (سواء كانت مقشرة أو دون قشور) عند مشاهدة التلفاز أو عند الخروج في النزهات، وهذه البذور اللذيذة مليئة بالعناصر الغذائية المهمة التي توفر بعض الفوائد الصحية الرائعة، من خلال دعم المناعة ونظام حماية القلب، ويستخدمها المصنعون في إنتاج زيت دوّار الشمس، والذي يصنف في المرتبة الرابعة كمصدر موثوق به من حيث إنتاج الزيت في العالم، وسنتعرف في هذا المقال على الفوائد الصحية الأخرى لبذور دوّار الشمس.
* القيمة الغذائية لبذور دوّار الشمس
- بذور دوّار الشمس غنية بالسعرات الحرارية، إذْ كل 100 غرام من هذه البذور تعطي نحو 585 سعرة حرارية من الطاقة، وتحتوي على كمية جيدة من الألياف (8.5 غرامات) والدهون (51.5 غراما)، ومعظم الدهون الموجودة هي في الغالب متعددة غير مشبعة وأحادية غير مشبعة، وهي دهون جيدة.
- محملة بالفيتامينات مثل: B1 ،B2 ،B3 ،B5 ،B6 ،C ،E، والفولات، والكولين (فيتامين B المركب).
- تحتوي على معادن مثل الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك.. إلخ.
- تحتوي على مركبات نباتية مثل الفلافونويد والأحماض الفينولية التي تعد من مضادات الأكسدة القوية.
- فيها بروتينات غنية بالكبريت ذات أهمية للعديد من العمليات البيولوجية، بما في ذلك نمو العضلات والهيكل العظمي.
- تحتوي على العديد من الأحماض الأمينية بما في ذلك الجلوتامين والأرجينين والسيستين.
* الفوائد الصحية لبذور دوّار الشمس
-
قد تقوي المناعة
ترجع تأثيرات تعزيز المناعة لبذور دوّار الشمس إلى وجود فيتامين E والزنك والسيلينيوم. إذْ يعزز فيتامين E الاستجابات المناعية ويقي من العديد من الأمراض المعدية. كما أنه أحد مضادات الأكسدة القوية ويمنع الجذور الحرة (سواء الناتجة عن الجسم أو عن البيئة مثل دخان السجائر) من إتلاف الخلايا السليمة في الجسم.
أما الزنك فهو يحمي أجسامنا من الالتهابات والحساسية ومسببات الأمراض التي تغزوه، وبالتالي يمنع العدوى ويزيد المناعة بشكل عام. في حين أن السيلينيوم يقلل من الالتهاب ويعزز المناعة، كما أنه يساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي من الجذور الحرة.
ويعد السيلينيوم جزءاً مهماً للحفاظ على الصحة العقلية والوقاية من الاضطرابات التنكسية العصبية (مثل مرض الزهايمر).
-
قد تقلل الكوليسترول
يقلل محتوى بذور دوّار الشمس من الألياف من مستويات الكوليسترول الضار في الدم. إذْ يقلل فيتامين B3 الموجود في البذور من مستويات الكوليسترول الكلية وخطر الإصابة بأمراض القلب.
-
قد تدعم صحة القلب
بذور دوّار الشمس غنية بحمضي الأوليك واللينوليك ومحتواها قليل من الدهون المشبعة والصوديوم. كما أنها تحتوي على المغنيسيوم والبوتاسيوم والألياف. وهي تساعد على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم. كما أن استهلاكها يقلل من حدوث عدم انتظام ضربات القلب. كل هذه التأثيرات تساعد في حماية أجسامنا من حدوث اضطرابات في القلب والأوعية الدموية.
ومن المعروف أن زيادة مستويات (البروتين التفاعلي C) في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة
بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني. وقد أجريت دراسة على أكثر من 6000 شخص بالغ، كان لدى أولئك الذين تناولوا بذور دوّار الشمس وبذور أخرى خمس مرات على الأقل في الأسبوع مستويات أقل بنسبة 32٪ من (البروتين التفاعلي C) مقارنة بالأشخاص الذين لم يأكلوا بذوراً.
-
قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان
يعتقد أن بيتا سيتوستيرول، وهو فيتوستيرول الموجود في بذور دوّار الشمس، يساعد على الوقاية من سرطان الثدي. إذْ يمنع نمو الخلايا السرطانية، ويقلل من حجم الورم ويمنع الانبثاث. كما أن وجود مضادات الأكسدة القوية في بذور دوّار الشمس يقلل أيضاً من خطر الإصابة بالسرطان. ويقلل استهلاك هذه البذور أيضاً من فرص الإصابة بسرطان القولون.
-
قد تخفّض من الإصابة بمرض السكري
بذور دوّار الشمس مفيدة في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، إذْ يُنتج المصابون بداء السكري منتجات نهائية يمكن أن تسبب تلفاً للجسم. لكن بذور دوّار الشمس تحتوي على مركبات يمكن أن تمنع ضرر هذه المواد. ويمكن أن يخفض السينارين الموجود في بذور دوّار الشمس من الدهون الثلاثية والكوليسترول، وهو تأثير قد يفيد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون (30 غراماً) من بذور دوّار الشمس يومياً كجزء من نظام غذائي صحي قد يقللون نسبة السكر في الدم الصائم بنحو 10٪ في غضون ستة أشهر، مقارنة بالنظام الغذائي الصحي وحده.
-
قد تعزز من وظيفة الدماغ
تحتوي بذور دوّار الشمس على فيتامين B6، الذي يُحسّن المزاج والتركيز ويعزز الذاكرة، فهو يطلق السيروتونين والنورادرينالين في أجسامنا. وتساعد البذور أيضاً في تخفيف الأعراض المصاحبة لمتلازمة ما قبل الحيض (PMS).
-
قد تساعد في إنقاص الوزن
بذور دوّار الشمس غنية بالبروتينات والألياف. لذلك فإن تناولها حسب الجرعة اليومية الموصى بها يجعلنا نشعر بالشبع لفترة طويلة، وتقلل من تناولنا للطعام وتقلل في النهاية من عدد السعرات الحرارية المستهلكة. ويساعد هذا في إنقاص الوزن.
-
تقدم شحنة من الطاقة
بذور دوّار الشمس مصدر جيد لفيتامين B1 الذي يساعد على تكسير الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الموجودة في طعامنا إلى طاقة.
-
قد تساعد في علاج فقر الدم
بذور دوّار الشمس مصدر جيد للحديد. يساعد استهلاك هذه البذور على رفع مستويات الحديد لدينا؛ وبالتالي مساعدة الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد.
-
قد تساعد على التخلص من السموم من الجسم
بذور دوّار الشمس لها نشاط قوي مضاد للجراثيم. فهي تساعد في إزالة البكتيريا والجراثيم من الخلايا بشكل فعال. كما أنها تساعد على طرد السموم من أجسامنا.
-
بذور دوار الشمس جيدة لبشرتنا
استهلاك بذور دوّار الشمس يحافظ على توهج بشرتنا. النشاط المضاد للبكتيريا والفطريات لهذه البذور يمنع أيضاً الالتهابات، وبالتالي الحفاظ على بشرتنا نقية. وتساعد أحماض الأوليك واللينوليك الموجودة في بذور دوّار الشمس في تكوين الكولاجين والإيلاستين، مما يسرع من التئام الجروح. كما أنها تمنع تكون الندوب.
وتشير الأبحاث إلى أن نقص الأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا 6) يؤثر بشكل كبير على وظيفة الجلد ومظهره. مع وضع ذلك في الاعتبار، فإن تضمين مصادر الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في بذور دوّار الشمس في النظام الغذائي قد يساعد في منع الأمراض الجلدية، مثل التهاب الجلد، وتقليل آثار الشيخوخة على الجلد.
-
قد تدعم صحة العين
بذور دوّار الشمس غنية بفيتامين E، الذي يعمل كمضاد للأكسدة وهو مهم لصحة العين، وتظهر الدراسات أنه قد يدعم الرؤية الجيدة عن طريق درء أمراض العين مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
-
قد تساعد في بناء العضلات
أنت بحاجة إلى الكثير من البروتين لدعم وتنمية عضلات قوية، وبذور دوّار الشمس هي مصدر رائع لبناء العضلات.
-
تعد غذاء رائعاً للأمهات الحوامل
تعتبر هذه البذور مصدرا جيدا للزنك وحمض الفوليك ومصدرا ممتااز لفيتامين E. وفيتامين E ضروري لصحة الطفل قبل الولادة، فهو يساعد الجنين على تطوير واستخدام خلايا الدم الحمراء والعضلات. وتدعم الفولات المشيمة وتساعد على منع السنسنة المشقوقة، بينما يساعد الزنك على إنتاج الأنسولين والإنزيمات.
-
قد تدعم صحة الهضم
* الآثار الجانبية لبذور دوّار الشمس
إن الاستهلاك المفرط لبذور دوّار الشمس قد يسبب المشكلات الآتية:- قد تظهر على الأشخاص الذين يعانون من حساسية من بذور دوّار الشمس أعراض مثل القيء والطفح الجلدي ومشاكل التنفس والتورم والحكة حول الفم وما إلى ذلك.
- بذور دوّار الشمس غنية بالسعرات الحرارية. قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى زيادة الوزن.
- تحتوي بذور دوّار الشمس على آثار من عنصر الكادميوم. لذلك فإن تناول الكثير منها (أكثر من الكمية الموصى بها) يمكن أن يضر بالكلى على المدى الطويل.
- قد يؤدي تناول البذور الملوثة النابتة النيئة إلى الإصابة بعدوى بكتيرية (السالمونيلا).
- يجب الانتباه إلى كمية الملح التي يتناولها الشخص مع بذور دوار الشمس المحمّصة، فقد تزيد من الكمية الموصى بها يومياً.
- إن تناول عدد كبير من بذور دوّار الشمس دفعة واحدة مع قشورها قد أدى في بعض الأحيان إلى انحشار البراز - أو انسداد البراز – في المستقيم لدى كل من الأطفال والبالغين.
* الخلاصة
تعد بذور دوّار الشمس إضافة صحية للنظام الغذائي، حيث توفر العناصر الغذائية الأساسية والمركبات النباتية المفيدة، وهي مصدر مناسب للألياف ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، كما أنها مصدر جيد للمعادن والفيتامينات التي تدعم صحة العظام والجلد والدماغ وجهاز الهضم، ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه بذور دوّار الشمس وقد تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها إذا تناولوا الكثير منها.نشير أخيراً إلى أنه لا ينبغي أن تستهلك أكثر من كوب صغير (نحو 30 غراما) من بذور دوّار الشمس يومياً.
المصادر
11 Health Benefits of Sunflower Seeds You Should Know!
Are Sunflower Seeds Actually Healthy? A Registered Dietitian Weighs In
4 Amazing Health Benefits of Sunflower Seeds
Sunflower seeds: Nutritional and health benefits
Are Sunflower Seeds Good for You? Nutrition, Benefits and More
Sunflower Seed Nutrition Facts and Health Benefits
