صحــــتك

صيام شهر رمضان.. هل هو ضار بالصحة؟ اسمع رأي العلم

 
خلال السنوات الأخيرة، أثير بعض الجدل حول التأثيرات الصحية التي تحدث خلال صيام شهر رمضان. وكما هو معروف، فإن الله سبحانه وتعالى رخّص للمرضى والمسافرين بالإفطار حتى يتجنّبوا المشقة. لكن ماذا عن التأثيرات التي تحدث للصائمين الذين قد يمتنعون عن الطعام والشراب لفترة تتجاوز نصف ساعات اليوم ولمدة شهر كامل؟ في هذا الموضوع نستعرض بعض الدراسات التي تتناول هذه التأثيرات المختلفة.

ما تأثير صيام شهر رمضان على الوزن والتمثيل الغذائي؟

ربما كان أحد التساؤلات الرئيسية عن تأثير صيام شهر رمضان على الوزن والتمثيل الغذائي، خاصة مع وصول ساعات الصيام إلى أكثر من 18 ساعة في بعض المناطق الجغرافية. بشكل عام، يمكن القول إن التأثيرات الصحية تتفاوت طبقاً لعدد ساعات الصيام، والعادات الغذائية والصحية، والحالة الصحية للصائم، وما إذا كان يتناول بعض الأدوية، سواء عن طريق الفم أو وريدياً.



أثناء ساعات الصيام، يتم الحفاظ على التمثيل الغذائي للجلوكوز، من خلال وجبتي الإفطار والسحور، وعن طريق مخزون الجليكوجين الذي يحتفظ به الكبد. أما الدهون فتعتمد التغيرات التي تحدث فيها على كمية وطبيعة الغذاء الذي يتناوله الشخص، بالإضافة إلى وزنه وطبيعة النشاط البدني الذي يمارسه.
إحدى الدراسات التي حاولت الإجابة عن هذه التساؤلات نُشرت حديثا في مجلة التغذية Nutrition. الدراسة أكدت أن الامتناع التام عن الطعام والشراب لفترة تصل إلى 14 ساعة يوميا لمدة 28 يوما له تأثير محدود على مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index BMI الذي يستخدم لتحديد إصابة الشخص بالسمنة من عدمه.
الدراسة أيضا أوضحت أن الصيام لا يؤثر مطلقا على تركيب الجسم أو التمثيل الغذائي للجلوكوز أو الوظائف الإدراكية لدى المشاركين. لكن الصيام قد يؤدي إلى زيادة نسبة الحموضة في المعدة، خاصة أثناء النهار، لتصل إلى أعلى مستوى لها مع نهاية مدة الصيام، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المضاعفات في المرضى المصابين بالقرحة الهضمية.
وهذا الأمر أكدته الدراسة المنشورة في مجلة المراجعة الأوروبية للعلوم الطبية والصيدلية European Review for Medical and Pharmacological Sciences التي أشارت إلى زيادة احتمالات الإصابة بحدوث ثقب في القرحة الهضمية أثناء صيام رمضان، خاصة مع زيادة فترة الصيام أثناء الصيف، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على هؤلاء المرضى.

ماذا عن تأثير الصيام على الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)؟

أعلنت دراسة نُشرت في مجلة ضغط الدم Blood Pressure أن الصيام يؤدي إلى آثار إيجابية على الضغط ومستوى الدهون في الدم. هذه النتائج عززتها مراجعة منهجية Systematic review للأبحاث المنشورة في هذا المجال، حيث سعت إلى الإجابة عن هذا السؤال عبر طرح ثلاثة أسئلة رئيسية: هل هناك تغيرات في معدلات الإصابة بأمراض القلب خلال صيام رمضان؟ هل يؤثر الصيام على الحالة الصحية للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب لكن حالتهم مستقرة؟ ما هو تأثير الصيام على عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في الأصحاء والمرضى المصابين بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم؟
أظهرت نتائج المراجعة أن معدل الإصابة بأمراض القلب لا يختلف في شهر رمضان عن غيره من الشهور، على الرغم من أن الأوقات التي تظهر فيها الأعراض تختلف بين شهر الصيام وباقي أوقات العام، حيث تزداد الأعراض بوجه خاص خلال فترة ما بعد الإفطار في شهر رمضان. بوجه عام، لا يؤثر الصيام على أغلب مرضى القلب إذا كانت حالتهم مستقرة ويمكنهم الصيام بدون مضاعفات.
أكدت هذه الدراسة أيضا أن تحسنا ملموسا مع الصيام يظهر في كل من مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم ومستوى الدهون في الدم. هذا التحسن يحدث في الأشخاص الطبيعيين، كما يظهر كذلك في المرضى الذين يعانون من مشاكل في الدهون وضغط الدم. لكن في المقابل، فإن مستوى الدهون يتدهور بشكل ملحوظ في مرضى السكر، وهو ما يتطلب مراقبة دقيقة ومتابعة مستمرة لهؤلاء المرضى أثناء الصيام.

خلصت هذه المراجعة إلى أن صيام شهر رمضان لا يرتبط بأي تغيرات في معدلات الإصابة بأمراض القلب الحادة، وأن أغلب مرضى القلب يمكنهم الصيام من دون متاعب تُذكر. كما أن تحسنا في مستويات الدهون في الدم، خاصة نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة، وهو ما يُعرف أيضا بالكولسترول الجيد Hig Density Lipoprotein HDL الذي قد يرتفع بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمائة، طبقا لبعض الدراسات.

ماذا عن صيام شهر رمضان للحوامل؟

بالطبع يجدر بالحوامل استشارة الطبيب ليحدد تأثير الصيام على صحة الحامل والجنين. لكن الدراسة المنشورة في مجلة الوبائيات والصحة العامةJournal of Epidemiology and Community Health تحمل أخبارا جيدة في هذا الصدد. الدراسة أشارت إلى أن السيدات اللاتي يفكرن في الحمل قبل أو أثناء شهر رمضان يمكن أن يشعرن بالاطمئنان أن الصيام لا يؤدي إلى تأثيرات ضارة على وزن وحجم الرضيع، كما لا يؤدي إلى زيادة احتمالات الولادة المبكرة قبل موعد نضج الطفل في الرحم.
لكن النتائج التي توصلت إليها دراسة أخرى في المجلة البريطانية للتغذيةBritish Journal of Nutrition تبدو مختلفة إلى حد ما. فالدراسة اتفقت مع الدراسة الأخرى في كون الصيام لا يؤثر على وزن الأطفال إذا كان الصيام قد حدث خلال مرحلة متقدمة من الحمل. في المقابل، رأى الباحثون أن الصيام خلال الفترة الأولى من الحمل قد يؤدي إلى نقص وزن حديثي الولادة.
دراسة ثالثة نُشرت في مجلة طب الفترة المحيطة بالولادةJournal of Perinatal Medicine حاولت بحث هذا التأثير إذا كان الصيام يتم بوجه خاص خلال فترة الصيف، حيث رأت الدراسة أن الصيام، خلال هذه الفترة، يؤدي إلى بعض التأثيرات السلبية على نمو الأجنة. نصحت الدراسة النساء الحوامل، خلال هذه الفترة، بتأجيل الصيام إلى فترة ما بعد الولادة. أما إذا أردن الصيام خلال فترة الحمل، فقد نصحت الدراسة باتباع نظام غذائي مناسب لتجنب أية آثار سلبية.
آخر تعديل بتاريخ
16 مارس 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.