صحــــتك
27 نوفمبر 2021

فسخت خطبتي رغم حبي له والسبب معارضة أهلي

انا احببت شخصا وتقدم لخطبتي وتمت الخطبة. لكن، المشكلة أن أهلي غير راغبين به بسبب اختلاف الجنسيات ولديه وظيفة لكن حالته لمادية ليست جيدة  ورفضه لإقامة حفل زفاف، واعانته الضرورية لأهله، لكنه يحبني وانا احببته واحببت شخصيته واحببت تعامله معي وكنت موافقة بالرغم من ما ذكرته سابقا  لكن جميع أفراد عائلتي معارضين هذا الزواج وقالو اذا اصررتي وتزوجتيه ستتحملين جميع نتائج هذا الزواج ولن نكون بجانبك عند حدوث أي مشكلة، وبعد استخارةاخيرة رضخت لكلامهم والان اشعر بالحزن و لظلم واشعر بالخوف اني اضعت الرجل المناسب لي ولشخصيتي وارغب في العودة له، ماذا ترون من وجهة نظركم ؟
DefaultImage

أهلا وسهلا بك عزيزتي؛
سأترك موضوع الاستخارة جانبا الآن، ليس لأنني لا أؤمن بها، حاشا لله، ولكن لأنني لا أتمكن من التأكد من مدى تحقق شروط الاستخارة فيمن يقوم بها؛ فها أنت ذا قمت بعمل استخارة، وكان لديك ميل قلبي شديد تجاهه تعانين منه حتى الآن، ومن شروط الاستخارة؛ الاستواء في نقطة المنتصف الذي لا يشعر فيه الشخص بالميل تجاه أي من الاتجاهين، الإقبال أو الإدبار..

أولا:

أقدر تماما ما مررت به من ضغوط الإلحاح والتخويف والبقاء في خانة المسؤولية الكاملة عن قرار في أهمية قرار الزواج. لهذا، يجب أن تعطي لنفسك كل الحق فيما شعرت به من الارتباك والخوف وقتها، خاصة أنهم أجمعوا كلهم كما ذكرت، بالإضافة لظروفه الصعبة التي كانت ستحتاج منك -ومنه- لجهد سنوات حتى تنعمي بزوج "خفيف" الحمل كامل التركيز؛ ليستعد معك لتحديات الحياة الزوجية الضخمة..

ثانيا:

خذي وقتك في الحزن يا صديقتي، ولكن بوعي شديد يساعدك على قبول مشاعر الحزن لهذا الفقد من دون أن يتحول لمعاناة تسجنك عن ممارسة حياتك بصدق. فكثير من الناس تصوروا أن السماح بالاقتراب من الحزن سيحزنهم أكثر أو يؤذيهم أكثر، وكثير منهم من هرب منه لدرجة جعلتهم يبحثون عن الحب كطفل تائه فوقعوا في سلسلة علاقات مرهقة زادتهم معاناة تحت ادعاء الحب أو علاقة تنسي علاقة أو الحب الأول أو الحب الحقيقي.. فكلها خرافات تحتاج إلى وعي كبير أظنك ستكتسبينه بمرور الوقت.


ثالثا:

تعرفي على الحب؛ فالحب هو أجمل ما يتذوقه القلب من مشاعر، وهو ليس هلاما لا ملامح ولا صنعة فيه؛ بل هو مشروع لذيذ يحتاج لجهد بين طرفين بينهما تبادل و"توافق بدرجة كافية" في كل شيء حتى تستقر العلاقة وتتجذر؛ فتصبح علاقة حب حقيقية وميثاقا غليظا، كما وصفها الله سبحانه، ولقد رأيت من خلال مئات الأشخاص الذين عالجتهم أو مروا في حياتي في مساحات أخرى أن الاختيار الناجح هو حجر الزاوية في الزواج الناجح.

والاختيار الناجح له عوامل ليكون ناجحا، منها ما ذكرته حين قلت "توافق كاف"، توافق في طريقة ممارسة الحياة حتى إذا كان المستوى المادي غير متطابق، ولكن التوافق سيكون هو الأهم.... كيف نمارس تفاصيل واختيارات الحياة ولا تستهيني بتفاصيل الحياة مثل كيف وماذا ومن أين نأكل مثلا، ما هو طموحك في تعليم أولادك؟ إلخ، وتوافق في الوعي والفهم وطريقة التفكير وليس نوع أو درجة التعليم، توافق في درجة التدين، إلخ..

وأستطيع أن أقول إن الحب والواقع والزواج "معا" هو سر استمرار العلاقة بشكل ناجح خلال تحديات الحياة للطرفين؛ فالحب بعيدا عن الواقع والرغبة في الزواج لن يصمد وانظري لكل حبيبين عرفتهما -إن تزوجا أصلا- هل نجحت علاقتهما بعيدا عن الواقع؟ أو استمرت بخير؟ وكذلك من تزوج وكان الواقع الخاص بهما متوافقا جدا، ولكن من دون وجود مشاعر حميمية بينهما كيف كان زواجهما؟ كيف كانت علاقتهما؟ ومن أحبا بعضهما وكان واقعهما جيدا، ولكن الجدية في الالتزام بالزواج لم تكن موجودة كيف صارت علاقتهما؟



فلا العقل فقط ولا الحب فقط كان كافيا لنجاح الزواج، وهناك فخاخ كثيرة يسقط فيه الأحبة ويأتوننا كسرى القلوب والنفس فيما بعد، منها فخ الحب الأول، فخ لن نجد مثله أو مثلها مرة أخرى، فخ حب النظرة الأولى، فخ الحب من طرف واحد، إلخ؛ كلها خرافات لا تصمد مع حقيقة الحب الذي يتطلب مناخا للرعاية فيه" توافق"، و"تبادل"، و"جهد" من كل طرف ليتمكن من شراء قلب الطرف الآخر من احترام، وذوق، وإسعاد، ومؤازرة وتشجيع ودعم. فهذا التشارك لا يحدث إلا في وجود مناخ التوافق والتبادل.

** أخيرا..

أقول لك إن كان هذا الشخص له مستقبل واعد مثلا ويضع له خطة ويمشي في تنفيذها بجد واجتهاد حقيقي، وراعيت كل ما حدثتك عنه وعرفت عن قرب ثقافته وطبيعة العلاقة بين أفراد أسرته فلا تكون ذات إفراط أو تفريط؛ فسيكون انتظارك له وانتظاره لك موضع اختبار جاد لحقيقة رغبتكما في الزواج، ويكون في نفس الوقت رسالة حقيقية لأهلك باحترامك لرأيهم وفي نفس الوقت قدرتكم على تحمل مسؤولية العلاقة وإتمامها برضا منهم ويكون هنا التوافق توافقا محسوبا بدرجة كبيرة تبشر بنجاح العلاقة.. أما إن لم يتوفر هذا؛ فتذكري أن كل تجربة عمر  لها فائدة إن أنصتنا بجانب صوت الألم لأصوات أخرى مهمة تعلمنا منها ما سيجعلنا نخطو للمستقبل بخطوات أكثر راحة ونجاح وسعادة...
دمتِ بخير.. 

آخر تعديل بتاريخ
27 نوفمبر 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.