أقارن نفسي بغيري وثقتي بنفسي منعدمة
أهلا وسهلا بكِ؛
أنت تسألين لماذا يحدث هذا لي، أو ما هذا الذي يحدث لي، ولماذا الآن في هذا الوقت ربما، والإجابة عن نوعية تلك الأسئلة تكمن في ما اكتشفناه في المجال النفسي أنه علميا الكثير منا يحمل الاستعداد للارتباك النفسي بدرجاته المتفاوتة، والتي تبدأ بمجرد ارتباك نفسي لفترة قد تكون وجيزة ولمرة واحدة في العمر مع بعض الأشخاص!، ومرورا بالوصول إلى الاضطرابات النفسية والمرض النفسي، وانتهاء باضطرابات الشخصية العميقة والتفكك، عافانا الله جميعا..
وحين يتعرض الشخص لظروف أو تجارب تضغط على هذا الاستعداد، مع فقدان لدعم نفسي قوي داخلي، أو علاقات داعمة قريبة للشخص وبجانب تكوينه النفسي الذي ذكرته بالاستعداد -جينيا أو بالاكتساب باستمرار مخالطة ناس قلقة أثرت على تفكيره وسلوكه- يحدث الوقوع في درجة من درجات تلك الارتباكات..
مثلا، مرورك بضغط تأخر الزواج مع ما كنت تحملينه من درجة من درجات عدم الثقة والمقارنات لديك، أظهر القلق الذي كان موجودا عندك منذ البداية، ولكن هذا الضغط هو ما أظهره، والآن نفس الموضوع، أنت أمام ضغط تأخر الإنجاب مع وجود درجة من ضعف الثقة بالنفس والمقارنات، فأنت الآن في قلق يزداد، لذا القصة ليست قصة زواج أو إنجاب بقدر ما هي استعدادك للوقوع في دائرة القلق غير الصحي..
ومن هنا تبدأ رحلة تغييرك يا صديقتي، فعدوك هو القلق الذي يوقعك في أعراض جسمانية كدقات قلبك المزعجة التي تخيفك، أو شعور الخوف وانتظار أمر جلل يحدث من دون أن تعرفي ما هو هذا الحدث؟ أو يجعلك أسيرة سيناريوهات غالبها مزعج ومؤلم في ما يخص المستقبل، ورغم سخافة اكتشاف أنك منذ البداية شخص يقلق، ولكنك لم تتعرفي على ذلك بوضوح إلا بمرورك بتلك الضغوط؛ إلا أنه أمر مفيد للغاية!!
وهو بالفعل مفيد وللغاية، لأننا في كواليس عياداتنا تيقنا وتأكدنا تماما أن من يبدأ مبكرا في معالجة ما يلاحظه في نفسه يكون هو الأكثر فوزا بحقيقة التغيير. لذلك، أدعوك لقراءة الكثير من الإجابات والمقالات التي تحدثت عن القلق والطرق العلاجية الذاتية له، وإن لم تجدي ذلك كافيا لك فلا تترددي في التواصل مع معالج نفسي يساعدك، ليس لأنك في حالة صعبة مثلا لا قدر الله، ولكن قد تكون هناك إشارة، أو أداة بسيطة، أو طريقة علاجية ذكية غير طويلة، سببا حقيقيا في تخلصك من قلق ينغص عليك نفسك ويجعلك لا تتمكنين من الشعور بالسعادة التي تستحقينها يا صديقتي، دمت طيبة وبخير.