أخي يتحرش بي وبأختي.. ماذا نفعل؟
نأتي الآن لموضوع أختكِ..
النقطة الأهم أن العلاقة بينكما قوية بحيث لجأت إليكِ عند شعورها بالخطر وبوقوع تصرف خاطئ بحقها، لأنه بالمعتاد ضحايا التحرش يصمتون ولا يجدون من يبوحون له بهذا الثقل، وممكن أيضا أن يوقفوا المعتدي والمجرم. لكن، الأمر هذا لم يحدث معكما، فأنت أوقفته وهي تكلمت وفضحت الجريمة. لذلك، أريد منكما معا أن تعرفا هذه الحقيقة، نحن تصرفنا التصرف الصح والأنجع في مثل هذا الموقف السيئ.
* هل ردود أفعالكم طبيعية؟
أنت لم تخبري أحدا وأختكِ أخبرتكِ ولم تجد القوة لإيقافه.. نعم هي طبيعية جدا في ظل الظرف غير الطبيعي الذي تم وضعكما فيه. وقرار إخبار الأهل ليس بأهمية فضح المعتدي وإخبار احد ما لإيقافه، هذا هو القرار الحقيقي المهم حيث إن المعتدي يُجرَد من أهم سلاح لديه وهو الخفاء والتستر.لذلك بفضحها له أمامك، وبفضحك له مباشرة ووجها لوجه، اتخذتما يا بنيتي موقفا شجاعاً جداً لوقف هذا الشخص المسيء. وقرار إخبار أحد آخر من عدمه يجب أن يكون قرارها، لكن أكيد على ضوء معرفة النقاط السابقة، يجب أن تعرف أنها وقفت وواجهت وأنها تملك من القوة ما جعله خائفا وهي نفس القوة التي تملكينها.
القرار هذا ليس بتلك الأهمية، ولكن المهم أن تقفا بوجهه وتحذراه من تجاوز حدوده معكما وإلا سيأخذ عقابا لا تحمد عقباه. وأكيد إذا وجدت أن الأمور قابلة للشرح مع أمكم مثلا، فهذا سيكون بالحكم، لكن فكري بهذه الخطوة جيدا فقد تزيد الطين بِلة في بعض الأحيان.
ما نحاول إيصاله وما نسعى إليه بشكل مستمر مع حالات التحرش هو:
1- التحرر من مشاعر تأنيب الضمير والتقزز من الذات، فهذه المشاعر السلبية قد تحطم الشخص بصمت ولكنها ليست صحيحة بتاتا، فالمخطئ ليس أنت والمعتدي ليس أنت..
2- اكتساب القوة للإفصاح عن الحادث لشخص نثق به.
3- مواجهة المعتدي بخطئه وايقافه عند حده.
4- طمأنة نفسي والتأكيد لها على قدرتي على حمايتها مستقبلا من أي خطر أو اعتداء، فهذه المهارات موجودة بداخلي وسأستعملها دائما عند الحاجة.
5- الاحتفاء بالنفس على قوتها وعدم الاستهانة أبدا بهذا الأمر.
ناقشي الأمر بكل جوانبه مع أختك، صحيح هي 15 سنة لكنها واعية ومدركة وتستطيع اتخاذ قرارها، لكن دعيها تعرف هذه النقاط أولا حتى تعرف قيمة نفسها، وهذا الكلام يشملك أنت أيضا.. بارك الله فيكما، لقيت بين سطورك قوة وعزما واضحين، أتمنى أن تكملي بهما حياتك يا بنيتي..