أعاني من فقدان الرغبة بأي شيء وكل شيء

أهلا وسهلا بكِ عزيزتي؛
أعرف جيدا مشقة الأمر، وأعرف جيدا أن حتى كتابة هذه السطور كانت متعبة..
أعرف جيدا أن الشعور الذي تصفين مؤلم ومتعب ويسبب لك الإرهاق المستمر، ويعيقك عن مزاولة حياتك والاستمتاع بأي شيء كان. فالاكتئاب مرض من أهم صفاته وأعراضه أنه يمتص الطاقة، هو يسحب رغبتك بالقيام بكل الأمور الحياتية، العادية منها والممتعة، اليومية منها والواجبات، ويأخذ الشغف، ليُلقي به بعيدا عنا، بما لا تطاوله أرواحنا..

هذا ما قرأته بين سطوركِ، وهو أمر لستِ وحدكِ فيه، بل يعاني منه الكثير. هو اضطراب وما دام اضطرابا ومرضا، لذلك وجب العلاج له، وعلاجه ممكن وقابل جدا للتحقيق عزيزتي. وقد يشمل جلسات العلاج المعرفي السلوكي، وقد يشمل علاجا دوائيا بمضادات الاكتئاب، وقد يشمل الاثنين معا (compined therapy).

الحل موجود، لذلك أرجوك وأحثك بقوة على اتخاذه والسعي له، لن يجدي نفعا القول لك اخرجي أو غيري مكانك أو استرخي ورفهي عن نفسك، لأن شعور الاكتئاب ليس مثل شعور الضجر وانخفاض المزاج الذي يعاني منه الناس في أوقات معينة، وهو قابل للتغيير مع المحفزات السلوكية مثل التنزه أو الخروج من المنزل والحركة والاختلاط.

لكن شعور الكآبة والحزن شعور بحاجة لعلاج، لذلك أحثكِ وبشدة على استشارة طبيب نفسي. وفي الوقت الحالي أصبح من الممكن استشارة الطبيب النفسي أونلاين (على الإنترنت أو telepsychiatry)، الأمر الذي سهل الوصول إلى الاستشارة الطبية النفسية مع أخذ الرعاية والعلاج النفسي بكل سرية واحتراف. لذلك أدعوك للبحث عن هذه الطريقة إذا لم يكن بمقدورك الذهاب إلى الطبيب النفسي وجها لوجه، فهذا حل بديل وخيار متاح أتمنى أن تأخذيه.