صحــــتك
20 أبريل 2020

لا أجيد الحوار.. كيف أتغير؟

أنا عندي مشكلة في عدم إدارة حوار مع الآخرين.. يعني لا أستطيع إيجاد كلام بالرغم من أني لا أحب العزلة
لا أجيد الحوار.. كيف أتغير؟
أهلا وسهلا بك يا دعاء،
أكثر ما يعيقك عن إجادة الحوار كما تقولين هو حكمك على نفسك بأنك لا تجيدين الحوار، ولا تستهيني أبدأ بتلك الأحكام؛ فلقد تعلمنا أن الحكم "يختزل" الشخص؛ بمعنى أن الإنسان الذي يحكم على نفسه أو حتى على غيره يختزل كل حقيقته إلا المساحة التي يحكم فيها على نفسه، أو غيره؛ فيسجن نفسه وكذلك غيره في تلك المساحة بلا هوادة، ويظل أسيراً فيها.


فمثلاً لو أنت تتفوهين بألفاظ غير لائقة حين تكونين في قمة غضبك، ورأيتك أنا في تلك اللحظات، وحكمت عليك أنك امرأة غير مهذبة ولا تنتمين لعالم الأنوثة، ودارت الأيام ورأيتك في موقف آخر كنت فيه ودودة مبتسمة حلوة الحديث والمعشر كيف سأراك؟.. نعم سأراك كاذبة مدعية الأدب والرقة لأني حبستك في المشهد السابق بأنك كلك تلك المرأة غير المهذبة، رغم أن الحقيقة هي أنك فعلا امرأة ودودة حلوة المعشر، وكنت في تلك المرة السابقة في حالة غضب شديدة لأن الشخص الذي كان أمامك قام بأمر كبير أنا لا أعلمه.

وهذا ما يحدث معك الآن فأنت لست الشخص الذي لا يجيد الكلام وفقط؛ فأنت زوجة، وربما أم، ولديك مشاعر طيبة، وتقومين بعمل يخدم من حولك ربما، ولديك قوة تحمل وصبر ربما، وتجعلين الله في تصرفاتك.. إلخ.. فأنت أكثر بكثير من عدم التحدث بجودة، وهذا الفارق في التحدث لنفسك يجعل هناك فارقاً نفسياً ضخماً يسهٍل ما اقترحه عليك من أمور لذا أعطيته الأهمية الأكبر.



فالاختزال والسجن يجعلك أسيرة، فتحرري من حكمك على نفسك، ولو بأن تقولي بداخلك إنك تلاحظين أنك تحتاجين لتعلم بعض المهارات:
1. غالباً ما يجعلك لا تتحدثين كما تريدين هو الانشغال بأفكار حول نفسك، وترك الموضوع الذي تتحدثين فيه كأن تكوني مشغولة بفكرة هل سأتمكن من التحدث جيداً؟ هل ستمل مني محدثتي؟ هل سأتمكن من التعبير الجيد؟.. إلخ.. فكل تلك الأفكار تعيق قدرتك على التركيز فعلاً فيما تتحدثين فيه.
2. تدربي على تسمية مشاعرك باسمها الصحيح حتى تتمكني من التعبير عنها، فقد تشعرين مثلا بالضيق، والضيق مجموعة من المشاعر اختلطت فأطلقت عليها الضيق؛ فأسالي نفسك لما تشعرين بالضيق. وقد تجدي مثلاً أن شخص قال لك كلمه ضايقتك من قبل، فاسألي نفسك لماذا ضايقتني تلك الكلمة، ستجدين سبباً آخر يظهر، وهكذا حتى تتعرفي إلى حقيقة الضيق.. ربما تجدي خجلاً، غضباً، خوفاً، ألماً، غيره.. إلخ.




3. تحدثي عن مشاعرك أنت دون اتهام من أمامك بشيء؛ فهذا يجعلك تتحدثين أفضل، فلو عدنا للمثل السابق، ووجدت أن كلمة سببت ضيقك لأنها أشعرتك بالمقارنة مثلا؛ فيمكنك أن تقولي أنني حين أسمع كلمة كذا أجد نفسي متوترة أنني لست مرئية كما أنا مثلاً: "لما قلت إشمعنى شعرت إني مش متشافه زي ما أنا وشعرت أني متوترة"، وهنا تحدثت بشكل عام عن مشاعرك دون اتهام أو أمر يعيق التواصل، ويحل المشكلة في نفس الوقت، وأعلم أن ما أقوله ليس سهلاً، ولكنه كذلك غير مستحيل التدريب عليه.. الأمر فقط يحتاج لممارسة مستمرة.
4. القراءة تساعد على التعبير الأفضل فاقرئي كثيراً.
5. تدربي على عمل سيناريو آخر لمره تحدثت فيها تحت عنوان "لو كنت قلت كذا كان حديثي سيكون أفضل".
5. يمكنك وضع نفسك محل الآخر، كأن تتخيلي أنك أنت الشخص المتلقي لحديث أحدهم معك، ماذا تحبين أن يقول لتشعري أنك على تواصل في الحديث معه أفضل، وتقومي أنت به حين تتحدثي لغيرك، هيا ابدئي.
آخر تعديل بتاريخ
20 أبريل 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.