صحــــتك
07 مارس 2020

الناس يتخلَّون عني ولا يوجد لي أصحاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من فضل حضرتك عندي سؤال، إزاي أعرف مشاكلي اللي بتخلي الناس تبعد عني، ودايما حاسة ان محدش بينسجم معايا، أنا ماليش أصحاب خالص غير واحدة، وحتى دي دايما بحس إني جاية على نفسي في حاجات كتير عشان أحافظ عليها، أنا مش عارفه المفروض أكون عامله إزاي عشان أكون شخص محبوب؟ وكمان أنا حاسة بالفشل قوي، حاسة إني شخصية خايبة كدة، ومش فالحة في حاجة، وكل حياتي نص نص، إزاي أكون حد متميز، أو حتى راضية عن نفسي.
الناس تتخلي عني ولا يوجد لي أصحاب
أهلاً وسهلاً بكِ يا هالة،
ما أصعب الحكم على النفس يا هالة، فهو من أكبر العوائق التي تعطل الإنسان عن تغيير ما يحتاج لأن يغيره، فقط بسبب تصديقه لحكم يطلقه على نفسه.



وانظري معي إلى سطورك لتري كَمّ الأحكام التي تحكمين بها على نفسك، وتطلبين من نفسك التغيير. وحتى تتعرفي إلى حقيقة ما يفعله الحكم في الاستقرار النفسي، سأشبهه لك كأنك تختزلين كل هالة في الأجزاء التي تحجزين فيها على نفسك، فتحذفين أنك مثلاً شخص صبور، وأنك تتعاطفين مع الناس، وأنك تعملين ربما في مكان تقومين فيه بخدمات، وتحملين ليناً وطيبة، وغيره مما يخص مشاعرك، أو أفكارك، أو ذكرياتك، أو هواياتك، أو أموراً أنت ماهرة فيها لتركزي فقط على أنك مجرد الفتاة الفاشلة، غير المحبوبة، عديمة الكرامة، المرفوضة.

أنا لم أناقشك بعد في صحة تلك الأحكام؛ فلعل صديقتك تلك من النوع الذي يستغل احتياج الشخص لأُنس، فتتصرف تصرفات تترجمينها إلى رفض، وحتى الرفض لا يعني بالضرورة أنك أنت المرفوضة كشخص؛ فهناك من يبتعد عن شخص فقط لأنه يذكره بملامح، أو تصرفات، أو كلمات معينة يقولها شخص كان يكرهه، فيبتعد عنه، حتى وإن لم يكن مدركاً ذلك، أو أن شخصاً في العموم لا يحب الهدوء من الأساس، وأنت مثلاً هادئة؛ فهو لن يقترب لأنه يحب من يفعل ضجيجاً، وليس لأنك أنت، وغيره الكثير من الأسباب النفسية.

فأول ما تحتاجين لفعله، هو أن تتحرري من أحكامك على نفسك، لأنها تعطلك تماماً. وحتى أكون أمينة معك، أقول لك أيضاً إن الشخص الذي يجري دوماً وراء وجود شخص يشاركه، هو الشخص الذي يجذب له كل مستغل أو مؤذٍ، سواءٌ أرجلاً كان أم امراة، وكذلك البشر عموماً لا يُقبلون على الشخص الذي لا يضع نفسه في الاعتبار. فلو كان هو غير مهم عند نفسه، ولا يحب نفسه، فكيف سيطالب غيره بأن يكون مهماً لدى الآخرين؟ فهذا لا يحدث إلا من الأم والأب لأولادهما، فاحذري أن تكوني ممن يبحث في أصدقائه عن أم وأب، فيطلب في العلاقة أكثر مما تتحمله العلاقة. 



سيُقبل الناس في البداية على العلاقة معك، ثم تجدين نفسك في حالة مزعجة بسبب رغبتك الشديدة في الحصول على رعاية وقرب لا يقدمه الأصدقاء، ولكن يقدمه الأهل، وهذا يتطلب مجهوداً حقيقياً للوصول إلى راحة نفسية تساعدك على أن تجعلي نفسك موجودة ومهمة عند نفسك أولاً، وأن تحصلي على ما تحتاجينه من العلاقات في موضعها، وستجدي عجباً، ولكن هذا الجهد قد يحتاج لمتخصص يساعدك في هذا، فلا تبخلي حينها بذلك على نفسك.
آخر تعديل بتاريخ
07 مارس 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.