صحــــتك
17 أبريل 2020

أمي مريضة وتؤذيني.. تركتها وأتألم

اكتشفت أن ماما عندها مرض السيكوباتية، حالياً هي قطعت علاقتها بكل اللي في حياتها تقريباً، آخر مرة حاولت تقتلني، وأنا بعدت عنها،  السؤال يادكتور، هل أنا غلطت في إني بعدت؟، ولو رجعت صالحتها أتعامل معاها ازاي؟، مع العلم أنها مستحيل تطلع نفسها غلطانة، هي أذتني نفسياً جامد، ولما برجعلها بتحسسني أنها ما عملتش حاجة، وبرجع أشك في أنني أنا اللي كبرت الموضوع، دلوقتي وأنا بعيدة عنها نفسيتي كويسة وعايشة حياتي صح، وبعرف أذاكر، يعني حياتي اتصلحت، بس الشيء الوحيد اللي تاعبني أني شايلة همها، وبخاف يحصلها حاجة واحنا متخاصمين.. حاسة سؤالي ملخبط.
أمي مريضة وتؤذيني.. تركتها وأتألم
أهلا وسهلا بك يا سارة،
لم أتأكد تماما من كيفية معرفتك أن والدتك سيكوباتية كما تحدثت؟ هل الطبيب هو الذي حدد ذلك وقام بالتشخيص؟ وحتى لو كان قد شخّص ذلك، فمن المؤكد أنك فهمت منه خطأ ما أراد أن يوضحه لك.



فالسيكوباتية اضطراب نفسي عميق في شخصية الإنسان الذي يعاني منه، وهذا الإنسان لا يكون مريضا تقليديا تظهر عليه علامات الحزن، أو التوتر مثلاً، ولكنه يبدو من الخارج طبيعياً جداً، بل وقد يتحلى ببعض خفة الدم، أو جذب الانتباه، ولكن جوهر اضطراب شخصيته يكون في أنه يراوغ بمهارة يصعب معها أن يستطيع من يتعامل معه أن يصل إلى شيء، فهو دائما يجد رداً، ومبرراً، ويكذب كثيراً جداً، ولا يتعامل مع الحقائق ولا الحقيقة، ولا يستطيع أن يقدم لمن حوله أي مشاعر حقيقية، ولا يرى ما يفعله هو بغيره.

وليس له حدود.. لا حدود قانونية ولا دينية ولا حتى العرف السائد، فالشخص السيكوباتي لا يهدف إلا إلى الوصول إلى مصلحته أو رغبته أو ما يريده؛ فلو كان مثلا يريد مالاً فلا مانع من النصب والتحايل والسرقة، وأخذ ما ليس له حق فيه، ولو كانت رغبته في وصوله إلى مركز معين فلا مانع أن يوقع الناس في بعضهم البعض، أو يورط غيره في مساءلات يوقعه فيها عن عمد ليأخذ المنصب، دائماً ما يثير زوبعة أو تعكيرا بين الناس المستقرين فيما بينهم، ويكرر غلطاته فلا يتعلم منها، لا يحترم المشاعر ولا البشر.. إلخ.



وهناك أمراض أخرى يكون من أعراضها ما تحدثت عنه في موقف السكين هذا، فقد يفقد الشخص سيطرته على نفسه لأنه مريض نفسيا ويعاني من هلاوس مثلا، أو لديه وساوس شديدة جدا، أو يفقد سيطرته على مشاعره بشكل كبير، وغيره من الأسباب التي لا يتسع المقام هنا لسردها، لذا فالطبيب النفسي هو الشخص الوحيد الذي يتمكن من تشخيص وجود مرض نفسي من عدمه، وتحديد نوع المرض، وليس القراءة مثلاً أو النقل عن شخص لشخص حتى لو كان ينتمي إلى المجال النفسي، إلا بشروط كثيرة جداً وفي حدود ضيقة، ككفاءته، وصدق النقل بحياد لمواقف كثيرة، وسؤاله المتمرس عن عدة علامات تجعله يقترب من تشخيص صحيح؛ فحتى المتخصص نفسه، ليقوم بتشخيص اضطراب الشخصية بالذات، يحتاج لعدة جلسات حتى يتمكن من التأكد من صحة تشخيصه، وتحديد درجة تورط الشخص في الاضطراب، لأنه ليس بدرجة واحده.



وأخيرا أقول لك: لو فعلا هي مريضة غير كلاسيكية، وتؤثر على سلامتك النفسية، وتشعرين بأنك أفضل بعيدة عنها.. فاستمري في ذلك مع الحفاظ على درجة تواصل تطمئنك عليها بشكل عام، من دون الشعور بالذنب، لأن هؤلاء الأشخاص يحتاجون لاستبصار كبير جداً حتى يصبحون أفضل مع من حولهم، والشعور بالذنب تجاههم لا يكون هو الأصوب، حتى وإن كانوا آباء، فالبر ليس معناه الطاعة، والفضل ليس معناه الموافقة.
آخر تعديل بتاريخ
17 أبريل 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.