صحــــتك
23 سبتمبر 2019

علاقة صعبة مع الأم ومشاكل مستمرة

أمي دائما ما تتشاحر معنا على أتفه الأسباب، وبعد ذلك تقطع الكلام معنا، وتبدأ بافتعال المشاكل، وأذيتنا نفسياً بالكلام الجارح أو الأفعال، آخر مرة قامت برمي قطة صغيرة فقط حتى تحزن أختي الصغيرة.. أظن انها تتلذذ برؤيتنا تعساء، وتتغذى على حزننا. ما العمل؟
علاقة صعبة مع الأم ومشاكل مستمرة
أهلا وسهلا بك يا سومة؛
كنت أتمنى أن تحدثينا أكثر عن تفاصيل تخص والدتك، لأقترب أكثر من حقيقة ما يحدث، ولكن على أي حال قد لا أتمكن من الدفاع عن تصرفات الأم تجاه أولادها لأنها تقع في خطأ حقيقي وواضح، ولكني أتمكن من الدفاع عن حب الأم لأولادها مع وجود تلك التصرفات الخرقاء والمؤذية.



لذا فحديثي معك يا سومة سيكون تحت هذا العنوان الكبير "الأم تحب أولادها وتخطئ التصرف"، وعليه فأنت وإخوتك تحتاجون للتعامل المناسب مع تلك التصرفات، وأنتم متيقنون من حقيقة حبها لكم، وكنت قد تمنيت في أول ردي عليك المزيد من التفاصيل عنها وعن علاقاتها بعيداً عنكم.. مع أسرتها مثلاً.. مع والدك إن كان موجودا لأن الأمانة تقتضي مني أن أقول لك إن الأم ليست معصومة من المرض النفسي أو الاضطرابات النفسية، وهذا الاضطراب أو المرض قد يجعل تصرفاتها فعلا مؤذية، وفي هذه الحالة يحتاج الأبناء لحماية أنفسهم من أذاها فعلاً، لذا أعود وأقول لك إن التصرف الخاطئ يحتاج لرد فعل مناسب حتى يقف، ولا علاقة للبر، أو الحب، أو الفضل بردود الفعل تلك؛ فقد يزيد الشخص تهوره، أو غضبه غير المبرر فقط بسبب صمت من أمامه تحت أي سبب، لذا أردت أولا أن أوضح هذه الأمور قبل أن أرد على سؤالك، وأترك لك أمانة أن تضعي نفسك مكانها بقصة حياتها لتتمكني من التعرف على صعوباتها الداخلية، لا لقبول تصرفاتها، ولكن لتفهم معاناتها وإعطائها تفسيرا داخليا لك، مع الاحتفاظ بحقك، وحق إخوتك في التعامل الجيد، وأقترح عليك عدة نقاط لتستوعبيها جيدا أنت وإخوتك:
- أنه من "حقك" تماما أن تعامَلي باحترام وأدب، وإن لم يكن بداخلك تصديق عميق جدا لهذا، فمحاولاتك معها ستبوء بالفشل.




- أنت في عمر الثلاثين ولا أعلم هل هناك بين إخوتك من هو أكبر منك أم لا، فأمك هكذا لا يقل عمرها بحال من الأحوال عن الخامسة والخمسين فتغييرها لن يكون سهلا، ويكون السبيل الأقرب لتغييرها هو تغييرك أنت إن أردت أن يتغير هذا الوضع.
- تحتاجين أن توصلي لها رفضك التام لهدر حقك في الاحترام والخصوصية والتعامل الجيد بأي طريقة تختارينها حتى لو كانت بعيدة عن الكلام من أساسه فيكون بالفعل؛ بأن ترفضي طريقة التعامل السيئة أو الإهانة، أو الشجار معك، وقولي لها لن أفعل ذلك لأنك تهينيني، لن أتحدث معك أنا ولا إخوتي لأنك رميت القطة، وتظلوا هكذا بلا تعامل معها حتى تتأكد أن تلك الطريقة مرفوضة، ولكن أصدقك القول إن لم يكن الرفض لتلك الطريقة معك نابعا من قوة صادقة من داخلك دون أدنى خوف ستشعر باهتزاز رفضك مهما حاولت إخفاءه؛ فالبشر يشعرون دون حديث، ويشعرون حتى لو كان من يتحدث يتحدث بلسانه بقوة ولكن من داخله يخاف ويرتجف؛ فإن وجدت نفسك هكذا فلا تفعلي شيئا؛ لأنك لو أتيت برد فعل مهزوز، ستكون معك أشرس من ذي قبل؛ فانتبهي أن يكون رفضك حقيقيا ثابتا مسؤولا عن ردود فعلها التي تتوقعينها منها، كالغضب، أو الدعاء عليكم، أو التلويح بالعقوق، أو بالمرض بسببكم، أو بالنقود لو كانت هي التي تصرف عليكم.. إلخ؛ فلتتحملي وتتحملوا تلك الفترة طالت أو قصرت؛ فكلما أخرجت أي "كارت" منها ووجدت أنه لا يؤثر عليك، كلما وصلت لها الرسالة أقوى وكلما تغيرت.
- وحافظي على أن تكوني ودودة معها في أوقات لطفها، وترفضي في الوقت نفسه التعامل معها أو الانصياع لما تريده عند التصرف بطريقة غير مقبولة، فهذا يوصل الرسالة بقوة أيضا.
- اقترحي عليها التواصل مع متخصص لأنكم لا تتمكنون من التعامل مع بعضكم البعض بشكل جيد وإن كنت أستبعد موافقتها، ولكن اقترحي.
- أخيرا إن لم تستجب، فلا تخافي يا ابنتي من أي أسباب تخيفك؛ فأنت لا تقاطعينها، ولا تعوقينها، وإنما سألت المتخصصين، وقالوا إن ما تفعله لا يتغير إلا بأن تصدقي أنت وإخوتك أنكم بشر كما أراد لكن الله وأكرمكم، ولقد وجدنا أن رسالة الرفض للتعامل غير الطيب حين تصل فعلا بمسؤولية ونضوج وفهم من الشخص الذي يعاني يحدث التغيير.. فقط كوني مسؤولة عن رد فعلها دون خوف مزيف؛ لأنها تحتاجكم كأم كما تحتاجونها كأم، ولكن لديها صعوباتها التي لا تجعلها ترى ذلك بسهولة.
آخر تعديل بتاريخ
23 سبتمبر 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.