الصياد يختار ضحيته.. فلماذا اختارك؟

لقد نجح يا ريما في أن يحقق هدفه في أن يشغلك، ويجعلك تركزين في تصرفاته بعدما وصل له بوضوح أنك لا تهتمين له، وهذه الشخصية درسناها في كتبنا تحت عنوان مرضي لا يستحق حتى أن أطيل الشرح فيه، ولكن فكري معي للحظات كيف تمكن من أن يغير كل أسلوبه مع كل الناس معك بسهولة هكذا وتركيز وبشكل مباشر؟ وكيف في لحظة بعدها تحول ليضربك الضربة الخاصة بالمشروع الذي قمت به مع زميلاتك حين وصل له أنك بدأت تنتبهين له، وتسمعي أحاديث حول إعجابه بك؟

هذه الشخصية نسميها "الصياد" الذي يختار فريسته بعناية، ويظل يتصرف التصرفات التي تجعلها تحول موقفها تجاهه لتقع في شباكه حتى يتزوجها، فانتبهي يا ابنتي فهؤلاء الأشخاص كثيرا ما يتمتعون بكاريزما أو سلطة أو طريقة تجعلهم يصلون لأهدافهم ثم يعودوا لمزاجهم المتقلب، وتعاملهم الفظ.

والحقيقة الأخرى المهمة التي تحتاج منك إلى جهد وانشغال بصدق هي لماذا أنت؟ فلم يختر صياد قبل ذلك فريسته إلا كانت ذات صفات مغرية جداً لهذا الشخصية.. كأن تكون محل ثقة في قيمها وأخلاقها، أو تتمتع بصفات لا يتمكن هو من أن يمتلكها؛ كالحرية والمرح والاجتماعية، والأمانة، والدقة، أو ليرضي غروره بأن أي فتاة يتمكن من أن يجذبها إليه.. إلخ، أو أحيانا نجد أن من تقع تحت سطوته يكون لديها جزء عميق يرتدي دور الضحية أو المنقذ.

فإن كنت ممن يمكن اصطيادها لأنها ذات قيمة ومحل ثقة فهنيئا لك بنفسك وافخري بها، ولا تعطي لأي آخر الحق في أن يشاركك حياتك إلا إذا كان سوياً ويستحق، وإن وجدت ما أخاف منه من وجود أي سمة من سمات دور الضحية أو المنقذ فواجبك الفوري الآن التخلص منه تماماً، ولا تجعلي تلك التجربة عائقا لك في أن تحبي، وأن تنعمي بوجود رجل حقيقي يشاركك حياتك، فهناك لديك جزء يبصرك، ويحميك، هو من حماك منه يا ابنتي فلتطمئني.. دمت بخير.