صحــــتك
05 يناير 2020

كيف أحل مشاكلي مع بابا؟

أنا عندي مشكله مع بابا، مش بعرف أتعامل معاه، ودايما ردودي عنيفة، وساعات بحاول أدور على أي سبب علشان أكد لنفسي وللي حواليا أنه أناني وإحنا آخر همه، وأوقات بيصعب علي جداً، تقريباً أغلب المشاكل مالية مش عارفة، بس مش عارفة أحل الحوار.
كيف أحل مشاكلي مع بابا؟
أهلا وسهلاً بك يا سهيلة،
لن تحل المشكلة إلا من عندك أنت يقينا، فنحن لا نملك أن نغير سوى أنفسنا "إن اجتهدنا" بصدق، أما الآخر، أي آخر، فلا يتغير لرغبة أحد، ولا يتغير فقط لأنه يحبنا، ولا يتغير لأنه عرف أنه يجب أن يتغير، فالتغيير الحقيقي للبشر، رحلة يمضي فيها الإنسان بصدق وقرب شديد من مواطن ألمه ومخاوفه واحتياجاته، وهذا يتطلب "وعيا"، فأي تغيير تنتظرينه من والدك بعنفك؟ هل وجدت تلك الردود لها أي مردود؟ هل عنفك أوصل له حقيقة رسالتك؟ هل تشويهك له يردعه؟ أعلم الإجابة يا ابنتي.



لذا فالوعي هو أول الخيط إن أردت أن يحدث تغيير ما، وأقصد بالوعي الآن هو وعيك أنت لما يحدث بداخلك، فوعيك أنت هو الذي نملكه، لذا أول ما عليك الوعي به هو أنك تحتاجين لوجوده يا ابنتي لدرجة لا تتصورينها، وغضبك وعنفك يصرخان بحبك واحتياجك له كأب دون أن تدري، أو بدراية أقل من عمقها الحقيقي؛ فأول نموذج للرجل عند الابنة يكون أباها، وكلما كان الأب نموذجاً يقترب من احتياجات الابنة كانت العلاقة سلسة داعمة تحمل الثقة، بل وتجعل الفتاة في حالة استقرار نفسي وعاطفي في داخلها وفي علاقتها بالرجل عموماً.

إذن ما تقومين به لا يوصل له أي رسالة من الرسائل الحقيقية التي تريدين أن تصله، ولا يجعلك تحصلين على احتياجك، فأنت تحتاجين لأن تكوني ذكية في حصولك على احتياجك منه وتوصلي له الرسائل الحقيقية، ولن يحدث ذلك بالعنف، والتشويه، بل سيصل له أنك تكرهينه وهذا عكس احتياجك تماما، فهو يحتاج أن يصدق حبك له، وأنه أبوك الذي ترجعين إليه في شؤون تخصك، وأنك تحترمينه كإنسان لأن احتياجك له كأب هو احتياج له تماماً، ولا يصل إليه بنفسه، بل يحتاج إلى أن تحركيه أنت بداخله.



أعلم أن ما أقوله صعب جداً، ولكنك تسألين عن الحل، والحل لن يكون سهلا ولا سريعا، ويحتاج منك تفهما وذكاء، فلو نظرت له من جانبه ستجدين أنه يعلم تمام العلم أنك لا تقبلينه، ولا ترغبين في وده؛ فكيف سيتواصل معك تواصلاً حقيقياً كأب وابنته؟ فلتسمحي لنفسك أن تعطي لنفسك احتياجك منه؛ لتديري أنت العلاقة بدلاً من انتظار المعجزة، ابدئي بأن تغضي الطرف الآن عن تصرفاته الأنانية - فحتماً له قصة حياة جعلته أنانياً - وغازلي بداخلة الأبوة، وأن له قيمة لديك حتى ينتبه لاحتياجه هو أن يكون أبا لك يا ابنتي، وكلما فعلت ذلك، كلما تغيرت العلاقة بينكما بمرور الوقت، وكلما رأيت فيه ما لا تستطيعين الآن رؤيته فيه بسبب حبك الغاضب تجاهه، ولكن لن يفلح ما اقترحته عليك إلا بعدة نقاط في غاية الأهمية:
- أن تتأكدي أن احتياجاتنا هي حقوقنا، والحق يؤخذ ولا ننتظر أن يعطيه لنا أحد.
- ليس كل كبير يعي المطلوب منه كشخص أكبر، ولكن الأكبر هو من يفهم، ويعي، ويعطي لنفسه ما يريد.
- لا تفعلي ما قلته من باب التجريب، أو الاختبار؛ فهما أسوأ ما يأتي بنتائج، ولكن افعليه بصدق من داخلك وتصديق كبير بأنه احتياجك وحقك، ولكنه لم يترب على ما يجعله يعي دوره، فاختبار رد فعله سيجعله لا يصدق احتياجاتك منه، ولكن صدقك في رغبتك في حصولك على احتياجك منه بالقبول والاحترام والحب بصدق هو فقط ما سيجعله يلتقط الرسالة.
- لا تتعجلي النتيجة، فالتغيير الصادق منك يحتاج "لاختبار" الصدق من جانبه حتى يؤتي ثماره، فالصدق فيما نشعره يصل فوراً لغيرنا.



تأكدي أن ما قلته لأجلك أنت وستجدين عجباً إن قمت به كما أوضحت لك يا ابنتي، وإن صعب عليك هذا، فلا تترددي في طلب المساعدة لتتجاوزي تلك المعاناة التي قد تصل لعلاقتك بالرجل عموما في حياتك لا قدر الله.. هيا يا ابنتي دمتي بخير.
آخر تعديل بتاريخ
05 يناير 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.