صحــــتك
25 يونيو 2019

والدي تعرض لأزمة مالية.. كيف أساعده؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي والدي تعرض لخسارة مالية قبل كام سنة، لكن الحمد لله عدت بخير وتقبلناها، لكن المشكلة إنه لم يستطع الوقوف على قدميه من جديد، أصبح مستسلماً جداً، وأمي تحمل الهموم وتعمل، وهو بارد القلب دون محاوله للاجتهاد.. فتح محل صغير.. لكنه يقضي أغلب الوقت في المنزل بدل الاهتمام بالمحل مع إن صحته بخير والحمد لله، وأصبح كل تفكيره الأشياء غير المفيدة.. يعني مثلا يقضي وقت وهو ممسك بهاتفه لمشاهدة أشياء لاتعود عليه بالنفع.. مانصيحتكم لي وله؟ وكيف أحفزه لتحمل المسؤليه والبدء من جديد؟ علماً أننا نحاول التحدث معه دون جدوى، وأشعر أن استسلامه أصبح متفاقم جداً.. علماً أن لدينا ضغوط مالية.. أمي هي التي تحمل همها.. وتتعب لكي تحاول أن تسدد وتقارب، ولكن هذا صعب لأنه بدون مساندة منه.
والدي تعرض لأزمة مالية.. كيف أساعده؟
أهلا وسهلا بك يا فاطمه،
الحدث الصادم في حياة أي إنسان يكون حدثاً كاشفاً لمتانة تكويننا النفسي، وتكويننا النفسي له ثلاثة مستويات تتداخل، وتتفاعل وتؤثر في بعضها البعض؛ ليصل الشخص ولو بعد حين لقرار نفسي ينتج عنه تصرفات تخرج منه.



وأول وأهم هذه المستويات وأعمقها، وفي الغالب تكون أكثرها أثراً - إلا إذا قرر الشخص أن يتغير ويخوض رحلة تغييره بشجاعة ومثابرة – وهو يشكل بداخل الشخص قيمه، ونظرته لنفسه، ونظرته للحياة، والبشر؛ فكلما مثلا نشأ الشخص في بيئة تمارس قيمة التوكل، وقيمة المثابرة والبدء من جديد، وقيمة أن الإنسان هو الأهم؛ لأنه هو من يخلق الفرص، وهو من يأتي بالمال.. الخ؛ كلما مارس ذلك بسهولة أكثر ممن نشأ في بيئة قلقه لا تمارس الأمل والتحفيز.. الخ.

ليأتي المستوى الثاني، وهو خبرات الشخص نفسه في حياته هو؛ فمن خاض تجارب فيها ممارسة لمهارات تحمل الإحباط، ومواجهة التحديات، والمؤازرة، والائتناس بعلاقات داعمة مشجعة، وحب حقيقي غير مشروط؛ لن يكون مثل الشخص الذي تعرض للتنمر، والحكم عليه، والوحدة والتنافس الغير شريف.

ويبقى المستوى الثالث، وهو ما يرثه الإنسان جينياً من أبواه، أو العائلة الأكبر، والذي يشمل مساحات الوجدان - مشاعر وانفعالات -، والعقل أي عضويا، وبالتالي تصرفات والتي شاركت فيهم التربية والخبرات الشخصية.



وأعود للحدث الصادم فأقول: إن الحدث الصادم يكشف مناطق الضعف داخلنا، والتي قد تكون غير ملحوظة بشكل واع وواضح بدون هذا الحدث؛ وهذا الحدث يكشف مناطق الضعف هذه، ويظهر مشاعر الإحباط، وربما الغضب، أو ربما حقيقة أخرى أعمق يتمكن المعالج المتخصص من اكتشافها، وهو ما عليكم فعله معه بعد طول محاولات بطرق مختلفة، وأتوقع ألا يستجيب بسرعه؛ لأنه للأسف بدون وعي منه يرى أن والدتك تسعى بقوة، ورغم موقفها الجيد هذا إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون هو أنسب تصرف، فتحتاجون لعمل وقفة تصل فيها رسالة له واضحة جادة فعلاً بأن هذا الوضع يحتاج تصحيحاً ومسؤولية، بجانب اقتراح دخول شخص حكيم يحترمه يتحدث معه، وربما تركه للمواجهة المباشرة مع الدائنين، وأخيرا.. تفهم الإحباط، وأثر الحدث أمر مهم جداً.. لكنه لا يعفي الإنسان من متابعة مسؤوليته، ولأن متابعة تلك المسؤولية يحتاج عزماً؛ فالعلاج المتخصص إن شاء الله سيساعد كثيرا في هذا.
آخر تعديل بتاريخ
25 يونيو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.