صحــــتك
10 يوليو 2019

الأفكار قابلة للمناقشة والمشاعر لا تناقش

أشعر بأعراض الاكتئاب، ففي أوقات كثيرة أشعر بالرغبة بالبكاء دون سبب واضح، وتسيطر عليّ الأفكار السلبية أو أحياناً أفكار غير مرغوب فيها، كما أنني وحيدة ولا أستطيع تكوين صداقات أبداً، حتى لو بالقدر البسيط، أشعر بأنني غير مرغوب فيّ من قبل زملائي، كما أنني أشعر بالذنب، إذ لم يكن تحصيلي عالياً في الدراسة، وأشعر بالفشل وكره الذات، وأخجل ولا أستطيع الانخراط في المجتمع، فهل أنا بذلك أعاني من اكتئاب؟ أو أحتاج إلى علاج؟ علماً أن الأفكار تسيطر علي، ولا أستطيع أن أوقفها، ومن وجهة نظر الطب، ما العلاج الأمثل حتى أستطيع التغلب على ذلك؟ فالإحساس الذي أشعر به صعب، ولا يمكنني مقاومته، كما أنني أشعر بأنني كرهت مجال دراستي الجامعي، أو أنني أشعر بانعدام القيمة.


الأفكار قابلة للمناقشة والمشاعر لا تناقش
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
أقدر شجاعتك في مشاركتنا بما تشعرين به بهذا الوضوح؛ فكثير من الناس لا يملكون تلك الشجاعة بهذا الوضوح، والحقيقة الوحيدة فيما قلته هي "أفكارك"؛ فأنت ضحية أفكارك يا سارة.


وما تتصورينه شعور هو فكرة وليست شعوراً؛ فعندما تقولين مثلاً "لا أحد يحبك" فهذا ليس شعوراً، ولكنها فكرة، والفرق بينهما شاسع لدرجة لا تتخيلينها؛ فنحن البشر حين نشعر نتعامل مع مشاعرنا بدون مناقشة؛ فهل يجوز مثلا أن أنكر على نفسي أني أشعر بالبرد؟ فنحن لا نناقش مشاعرنا؛ لأنها في غالبها لا إرادية، ولكن يمكننا مناقشة أفكارنا؛ لأنها قد تكون خاطئة، أو غير حقيقية، أو تحتاج إلى لتأكد منها، أو تغييرها بالكامل، أو وضعها في حجم يناسبها.. إلخ؛ فحين نخلط دون أن ندري بين مشاعرنا وأفكارنا ماذا سيحدث؟ سنتعامل مع الأفكار بلا مناقشه لأننا نتصورها إحساساً، ولكنها في حقيقة الأمر فكرة يجب مناقشتها.

لا أحد يحبك فكرة، لذا تحتاجين إلى مناقشتها. هل فعلا كل من حولك لا يحبونك، ولا يوجد شخص واحد حولك يحبك؟ حتى الفشل لا يعتبر إحساساً ولكنه فكرة. فهل فعلاً أنت طوال حياتك تفشلين؛ فكيف وصلت إلى دراستك الجامعية إذن؟ حتى الوحدة فكرة وليست شعوراً؛ فأنت إن أردت أن تنخرطي في أمر ما مع أشخاص ولو على الإنترنت لفعلت؛ فالوحدة "اختيار"؛ ولو كنت ترين نفسك تلك الفاشلة الخجولة التي لا يحبها أحد؛ فكيف ستنخرطين مع غيرك؟ وكيف ستتحدثين أصلا، وكيف ستبادرين بأي فعل؟ وكيف سيراك من حولك وأنت صامتة منزوية لا تتحدثين، ولماذا يقبلون على الحديث معك؟



عندما يحدث هذا تتراكم عليك مشاعر الحزن والخجل وكره الذات، والوقوع في الاكتئاب؛ وكل هذه المشاعر وليدة أفكار في البداية، وبالتالي فالحل إذن في مناقشة أفكارك وتصوراتك؛ لأنها ما يجر عليك كل ما تعانيه من مشاعر وتصرفات، وأقترح عليك فعلاً أن تتواصلي مع متخصص يساعدك بطرق مهنية تفصيلية؛ لتتمكني من اكتساب عدة مهارات؛ منها كيفية تغيير الأفكار بشكل حقيقي، وأنا مستبشرة خيراً لأنك ترفضين أن تبقي هكذا، وتريدين مساعدة نفسك.. هيا ابدئي يا ابنتي.
آخر تعديل بتاريخ
10 يوليو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.