صحــــتك
06 مايو 2019

وما زلت محبوسة في طفولتي

أنا عمري أربع سنين.. انفصل أهلي، وكان والدي بيحبني جداً.. بس هو عصبي جداً.. كنت في الحضانة وكانت ليا زميلتي.. كانت أجمل مني وكانت المدرّسة بتحبها أكتر مني.. كان فيه حصة بنرقص فيها كانت بتخليني أرقص مع ولد.. أنا كنت بكره كده وفي الفسحة مكنتش ألاقي مرجيحة ألعب عليها.. فلما كان بابا يتأخر وصحابي يمشوا كنت ألعب فكانت المس تزعقلي بحجة إني بلعب في الشمس، وهي خايفة عليا، وفاكرة إني من كتر الكسوف كنت مقولش عايزة أروح الحمام، وبعملها علي روحي فتقريباً بسبب كده كنت منبوذة أكتر،كنت طفلة بس كان هاممني جداً رأي الناس.. ودايما كان عندي وساوس إني مش كويسة ومش محبوبة.. رغم أن شكلي جميل وأخلاقي كويسه أو كنت بحاول ابقي مثالية علشان أعجب الناس، ولو شفت شاب بيدور جوايا أفكار كتير عن يا تري أنا في نظره إزاي، نفسي أبقى طبيعية وتلقائية.
وما زلت محبوسة في طفولتي
أهلا وسهلا بك يا غادة،
ما تحدثت عنه في طفولتك يقول إنك كنت طفلة خائفة حزينة متشككة يا ابنتي، وتلك المشاعر الثلاثة تحديدا لو استمرت مع الإنسان دون أن يتحرر منها فإنها تعطله وتسجنه طول الوقت بداخلها؛ وحتى وأنت في عامك الواحد والعشرين ما زلتِ محبوسة في ملعب المدرسة، ورغم أن تلك المُدرسة كانت من وجهة نظرها تحميك من الشمس إلا أن طريقتها معك ما زالت تحبسك.


والحقيقة أن التحرر من هذه السجون لن يحدث إلا حين تعودي - وأنت الآن كبيرة - لتسمعي وتتفهمي مشاعر غادة الصغيرة، ولا تتعجبي من هذا فأطفالنا الصغار لا يزالون بداخلنا؛ فاقبلي مشاعرك حين كنت طفلة، فلقد كنت وحيدة خائفة لم يصلك أنك تستحقين الحب، والاهتمام بدون أي شرط أو طلب، رغم أن هذا الحق هو حق لكل إنسان.

وتحتاجين أيضاً أن تفرقي بين وعيك حينها ووعيك الآن؛ فوعيك الآن يمكن أن يدرك أن كره شخص لك لا يعني أنك تستحقين الكره، فمثلاً المدرسة التي كانت تحرمك من اللعب؛ فقد يكون سبب ذلك هو كرهها أن تظل في مساحة المسؤولية بعد انتهاء موعد الدراسة، أو لعل في حياتها ما لم تكوني تعلمينه، أو أنها لا تتحمل رعاية طفل يحتاج لمتابعة مستمرة، أو أنها كانت ضيقة الأفق فلم تكن تعلم كيفية التعامل السليم مع الطفل؛ وهناك عشرات التفسيرات التي تجعلها تغضب في وجهك، ولا يكون من بينها كرهها لك أنت لأنك أنت.



تحتاجين أيضاً أن تبدئي من الآن في الحصول على ما تحتاجين؛ فأنت تحتاجين القبول والتشجيع، والتأكيد على كونك إنسانة تستحقين كل ما هو خير؛ فاطلبيه من والدك المحب، والفتي نظره إلى أنك لا تحبين التعامل معه وقت غضبه لأنه يربكك، على أن تقولي هذا بطريقة لطيفة.

اطلبي أيضا احتياجاتك من أصدقاء لك، حتى تكتمل الدائرة بأن تصدقي من داخلك، ومن خارجك؛ وهذا يحميكي من أن تقعي "ضحية" لاستغلال رجل شعر بحاجاتك لأن يراها احد، أو يقبلها، أو يغازل وجودها؛ فكم من فتيات وزوجات في علاقات، أو في زواج مؤلم بسبب ذلك.



وإن لم تتمكني من فعل ذلك وحدك؛ فلا تبخلي على نفسك في التواصل مع متخصص ماهر يساعدك؛ فأنت تستحقين أن تحيي بلا معاناة.
آخر تعديل بتاريخ
06 مايو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.