صحــــتك
08 يونيو 2020

أنا شخص سيئ ولا أحد يحبني

حاسة إني شخص سيء و لا يستحق الحب، دايما بيجي لي الإحساس مش بعرف أمشيه إلا بصعوبة طول الوقت، عمري ما حسيت بالحب من حد و نادراً ما كنت بحس بيه.. بقيت تعبانة و مستهلكة مؤخراً، ومش طايقة أي حاجة خالص.. بقيت شايفة إن أي علاقة هخش فيها هتنتهي في إني أسيب أثر سيئ للطرف التاني لدرجة إني بقيت أفضل أبقى لوحدي، وكنت بفكر اعمل انتساب من الجامعة عشان الموضوع ده، والاسوأ كمان اني ساعات بحس إن الناس مش طايقاني أو قاصدة تتريق عليه مع إنها بتهزر وكده، أو عاوزة تبوظ سمعتي، أنا فعلا مش قادرة أستحمل الأفكار دي، وأد إيه أنا مكروه، وما ليش مكان أو تأثير إيجابي عند أي حد لدرجة إن الحل بالنسبة لي بقى الموت.. من فضلك نفسي حل للموضوع ده عشان خلاص مش قادرة أقاوم الألم الناتج عن الأفكار دي أكتر من كده.
أنا شخص سئ ولا أحد يحبني
أهلا وسهلاً بك يا نرمين،
ما تعانين منه يا ابنتي كبير ومؤلم جداً، فشعور الإنسان بأنه لم يحظ بحب أحد، أو أنه شخص سيئ، أو أنه محط سخرية، أو تشويه أمر صعب جداً، ولا يتحمله بشر.



ولكنني أحب أن أريك أمراً مهماً للغاية قد يكون غائباً عنك، وهو أن معظم معاناتك يعود لأفكار تحملها رأسك قد تحمل تشويشاً أو أكثر من احتمال، ولكنك لا تختارين سوى الاحتمال الوحيد الأصعب، فمثلا قلت إنك طول عمرك لم يصل إليك حب من أحد، فهل فعلاً ولا شخص واحد في كل حياتك أحبك؟ لا أمك، ولا أبوك، ولا إخوتك، ولا أي صديقة، أو جارة، أو معارف، أو مدرسة؟ فلو كان هناك شخص واحد أحبك؛ فهذه الفكرة تحتاج لمراجعة منك.

وتقولين إنك إنسانة سيئة كما قلت.. فهل سألت نفسك: من هو الشخص السيئ؟ وهل قال لك شخص تحترمينه وتقدرين طريقة تفكيره إنك شخص سيئ؟ وهل الشخص السيئ إن كان سيئاً لا يحمل ولو أمرا واحدا فقط جيد؟ وهل الإنسان الجيد هو الإنسان الذي لا يقع في خطأ أو ضعف أو فشل؟


هذه أمثلة للكثير من الأفكار التي تملأ رأسك يا ابنتي وتزعجك، فحين نتعامل مع الأفكار على أنها الحقيقة دون مناقشتها تحدث المعاناة حتماً، ولكن حين نبدأ في وضع احتمالات أخرى لأمور نراها تحدث ثم بلطف ولباقة نستفسر عما ضايقنا من الشخص نفسه ولكن دون لوم، أو حكم عليه، أو اتهام تظهر أمور أخرى لم نكن نتصور أنها أسباب لما نراه، وأكبر مشكلة تقعين فيها يا ابنتي هوي أنك لا تنظرين للحقيقة كما هي، ولكنك تضعين على الحقيقة رأيك، أو تقييمك لما يحدث، أو حكمك على ما يحدث ثم تتعاملين معها بعد ذلك على أنها الحقيقة؛ فبدلاً من أن تري مثلاً أنك حين طلبت أمراً من أحد فرفضه فهذه هي الحقيقة كما حدثت؛ إلا أنك تضعين تقييمك لهذا بأن رفضه هذا يعني أنه لا يحبك ثم تعاملت على أن عدم حبه لك هو الحقيقة؛ في حين أن الحقيقة أنك طلبت أمراً ورفضه فقط لألف سبب وسبب قد يرتاح لقوله لك، أو لا دون أن يكون الأمر شخصياً، وحين تتعاملين على أن الشخص لا يحبك كيف ستتصرفين معه؟ هل ستتحدثين معه براحه؟ أم بتوتر ورغبة في الهروب من التعامل معه؟ وكيف ستشعرين من الأساس حينها تجاه نفسك؟



ما أردت أن أقوله إن هناك فرقاً بين الحقيقة كما حدثت دون أن تضعي عليها رأيك، أو حكمك، أو تقييمك للأمر ثم تتعاملي معه على أنه هو الحقيقة، وبين أن تتعاملي مع ما حدث كما حدث فقط، والأمانة تقتضي مني أن أقول لك: إنه في الغالب حين لم يصل إليك حب في وقت طفولتك كما كنت تحتاجين صدقت أنك لا تستحقين الحب، وهذا خطأ كبير جداً في حق نفسك يا ابنتي، فأهلنا قد تخونهم تصرفاتهم لأنهم لم يحظوا بوعي نفسي وتربوي في حياتهم، ولكنهم أحبونا بطريقتهم كما اجتهدوا، ولا علاقة لهذا بأننا نستحق الحب، لذا أقترح عليك إن لم تتمكني من تعديل طريقة تفكيرك وحدك؛ فلا تترددي في التواصل مع متخصص نفسي يتمكن بمهنية من القيام بهذا الدور الذي سيساعدك كثيراً.
آخر تعديل بتاريخ
08 يونيو 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.