صحــــتك
26 أبريل 2020

أحب خطيبي وأرتاح له وأقارن شكله بالآخرين

تمت خطبتي منذ 6 أشهر، كان قصيراً عني بعض الشيء وشعره خفيف، وباقي ملامحه تعجبني، استخرت الله ووافقت،، أحببته كثيراً، ونحن على قدر عال جداً من التفاهم، ما يؤرقني إنني حين أرى أي رجل من الرجال أُعجب به، أبكي كثيراً لأنني لا أريد أن أكون هكذا، وصدقاً لا أريد ترك خطيبي، حقاً هو رزق جميل، وأجد أنسي معه لكن لا أعرفُ السيطرة على هذا بمجرد النظر لأي رجل وأي عمر، أشعرُ أنهم أجمل منه، وذلك يؤرقني ويزرعُ بي شعوراً سيئاً، وأدعو الله كثيراً أن يملأ عيني بمن رزقني. ماذا أفعل؟!
أحب خطيبي وأرتاح له وأقارن شكله بالآخرين
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
رفقاً بنفسك التي تجلدينها صباح مساء؛ فالله العظيم الذي خلقنا أراد منا في الزواج تحديداً القبول والإيجاب، والقبول بمعناه الحرفي هي درجة آمنة من الارتياح والطمأنينة في العلاقة بين الطرفين التي لا ترقى بعد لدرجة الحب، ولكنها بالأهمية بمكان أن يجدها كلا الطرفين؛ لأنهما سيعيشان سوياً حياة ستحتاج منهما مواجهة تحديات كثيرة على المستوى النفسي، والعاطفي، والجسدي، والاجتماعي، والروحي، والعقلي، والتربوي، والجنسي.



فعلاقة الزواج علاقة مركبة عميقة لا نجد تداخل كل تلك المستويات في علاقة سواها، ولم يحدثنا سبحانه عن الميثاق الغليظ في القرآن الكريم إلا في موضعين اثنين أحدهما حين كان يحدثنا عن الزواج والرابطة بين الزوجين، حتى حين حدثنا عن السكن والمودة والرحمة في الزواج كان يحدثنا في نهاية الآية بأن من يريد الحصول على قيم الزواج تلك عليه أن "يتفكر"، ويمكنك مراجعة سورة الروم آية 21.

والحقيقة أن القبول يختلف من شخص لشخص، وهنا تكمن الحقيقة؛ فهناك فتيات يتمكنّ من الزواج من رجل يشرب السجائر، وأخريات لا يطقنها مهما كان الرجل وسيما أو طموحا، وهناك من تتوافق مع شخص عصبي، وأخريات لا يحتملن الصوت العالي أو العصبية أبداً، فلا يوجد "كتالوج" للبنات لأنهن مختلفات، وهذا الاختلاف ليس فيه صواب، وخطأ، أو أرقى، وأدنى؛ فحين جاءت امرأة تقول للنبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تجد شيئاً في خلق زوجها إلا أنها لا تحبه، وتريد الطلاق منه، قال لها ردي عليه حديقته واتركيه، حتى أمنا زينب زوجة الرسول ظلت تعاني من زواجها من زيد بن أسامة لأنها لا تتوافق معه، وتركا رابطة الزواج لا لسوء خلق، ولا لسوء تفاهم بينهما، ولكن لوجود أمر ما آخر يحيك في الصدر.



فزوجك سترينه كل لحظة، وستتعاملين معه بعد ذلك عن قرب، فكيف ستتغلبين على عدم اقتناعك بشكله بعد الزواج؟ وكيف لو تعقدت العلاقة الجنسية بينكما دون إرادة منك بسبب عدم رضاك عن شكله الذي لا يدل على سوء خلق فيك، أو أمر يعيبه؛ فهي فروق شخصية تماماً، فلقد رأيت من كانت في مثل وضعك وتزوجت حرجاً، أو تزوجت عطفاً لتعلقه بها، أو تصوراً منها أنها تقف على أمر سطحي لا يرقى لخلقه أو عائلته أو خصاله، أو تصوراً منها أنها ستتمكن من تجاوز هذا الأمر بعد الزواج والعشرة، وكانت أحسنهن حالاً هي التي كانت تتخيل نفسها مع رجل وسيم من الرجال الآخرين في خيالها، وما استتبعه من معارك غضب وشعور بالذنب تجاهه وتجاه نفسها في علاقتها بزوجها؛ حيث لا راحة، ولا بوح، ولا شيء مستقر في علاقتهما والزوج يدري أو لا يدري السبب، والأسوأ منها من تورطت في درجات متفاوتة من الخيانة العاطفية أو الجنسية، فأي منهن تريدين أن تكوني مكانها؟ فالتمثيل على النفس، أو الغير لا يحيا طوال العمر وسيقع حتماً قناعه يوماً، وسيشعر وسيكون الألم أكبر، ولكن لا ندري أي يوم ولا كيف سيكون؛ فلتتحلي بشجاعة مع حقيقة ما تعانيه، ولتحترمي ما تجدينه في نفسك دون حكم عليه، وتذكري أن ألم اليوم أهون بكثير من ألم الغد إن قررت إكمال مسيرة هذا الزواج لأسباب ستهوي بعد وقت طال أو قصر أمام معاناتك.
آخر تعديل بتاريخ
26 أبريل 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.