صحــــتك
20 مايو 2020

فقدت والدي وفقدت طاقة الحياة

مشكلتي نفسية.. مبقاش عندي طاقة للناس.. كنت في الأول بضحك وأهزر وعندي طاقة إيجابية وبتكلم على طول مع صحابي وأهلي.. دلوقتي بقيت بهرب من الكلام مع الناس، وبستتقل جداً إني أكلم حد حتى أقرب الناس لي. مريت بظروف صعبة.. تعب والدي بالسرطان لمدة سنه تقريباً، وكنت خلالها مخطوبة وبجهز واتجوزت بس محستش بالفرحة اللي المفروض كنت أحسها بس كنت بكتم جوايا، وأحاول دايماً أكون طبيعية وأمشي الدنيا وحصلت الوفاة بعد فرحي بتلات شهور ونص، وفات عليها 9 شهور لحد دلوقتي بس حاسة إن جوايا في حاجة باظت، مش عارفة أصلحها، في طاقة خلصت ومش راضية ترجع.
فقدت والدي وفقدت طاقة الحياة
أهلا وسهلا بك يا لولا العزيزة،
ما تعانين منه ولا تتمكنين من تحديد اسمه يعرف علمياً بالاكتئاب، والاكتئاب ليس حزنا كما يحزن الإنسان حين يحدث أمر لا يرغبه، ولكن هو فعلاً مثل اسمه مزاج اكتئاب كغيمة تترك ظلها على تفاصيل الشخص، حتى وإن لم يبدُ حزيناً كما يكون الحزن، فتظهر ظلاله على المشاعر فيصير لونها باهتا بلا طعم حقيقي، فلا شيء يفرح حتى ولو كان يفرح الشخص نفسه قبل ذلك، ولا شيء يحزن حتى لو كان يحزن الشخص نفسه في السابق.



الاكتئاب أيضاً يؤثر على رغبة الشخص في فعل أي شيء، وهو ما أطلقت عليه "طاقة"؛ فتجدين الرغبة في فعل أشياء ليست بالأمر السهل، واستنهاضها كذلك، ويترك ظلاله كذلك على التفكير والعمليات العقلية، فتكون الأفكار أفكاراً مشوشة، معظمها يتمركز حول العدمية، وعدم الأهمية، وقد تمتد لتقليل الإنسان من شأن نفسه، وتدور حول عدم الفائدة والإحباط، والرعب من الفقد.

كما تظهر ظلاله على العمليات العقلية العليا والتي تتعلق بالتركيز، والاحتفاظ بالمعلومات، والقدرة على استرجاعها وقت الحاجة.. إلخ.



وبالطبع الاكتئاب له درجات في الشدة، وبالتالي الأثر، ووجدنا أن 60% من حدة الاكتئاب تخف كثيراً جداً لدرجة مذهلة بالفضفضة مع شخص يطمئن من يعاني من الاكتئاب على نفسه معه، وحين يشارك مشاعره لشخص يتفهم ذلك، وليس كل اكتئاب يحتاج لتدخل دوائي، وكثير من الناس استطاعوا بالوعي والمثابرة التحرر من تلك المعاناة، وحتى تأخذي قرارك أقول لك إن هناك أعراضا للاكتئاب تم تحديدها عند توافرها لفترة لا تقل عن أسبوعين متصلين دون تغيير، وأعراضا أخرى لمدة ستة أشهر، ولأن الوفاة حدثت منذ أربعة أشهر تقريبا الآن، فأنا اقترح عليك الآتي:
- قبول الفقد، والموت، والخسارة، يا أختي العزيزة، هو مفتاح قدرتك على تجاوزها بصدق؛ فرفضك الفقد يجعلك تغرقين فيه، ويبعدك عن القرب من آخرين كي لا تعاني منه مجدداً، دون أن تدري بأن هذا يحدث بداخلك، وعدم قبولك لخسارة غال، أو موته يجعلك في حالة موت داخلي حتى وإن أكلت وشربت وتزوجت؛ فالقبول براح يجعلك تتفاوضين بنضوج مع ما لا يمكننا تغييره لأنه جزء من الحياة، ويجعلك تتحررين في الوقت نفسه من قيده، فتتحركين في الحياة للأمام. وأعلم أن ما أقوله ليس سهلاً، ولكنه نضوج داخلي يساعد الإنسان على تجاوز أزماته بصدق دون إفراط أو تفريط؛ فالألم جزء من الحياة لا يمكن تفاديه، أما المعاناة فهي اختيار.

- عودي لسابق عهدك قبل مرض والدك في الأنشطة، والعلاقات، والعمل، حتى مع عدم وجود طاقة؛ فالحياة تعود رويداً رويداً بالاستدعاء ولو بالجهد.

- تذكري أن الحياة ليست لوناً واحداً، ولا مشاعر واحدة، وأنها تحمل الألم والفرح، وتحمل الخوف والأمان، وتحمل الوضوح والغموض، لذا الحياة تحتاج شجاعة في قبولها كلها على بعضها، وأولئك هم الناجون.



- إن لم تتمكني من تجاوز معاناتك بعد 3 أشهر إضافية، فلا تبخلي على نفسك بالتواصل مع متخصص نفسي يساعدك بشكل مهني في تجاوز محنتك لتعودي لنفسك كما كانت.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
20 مايو 2020

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.