15 نوفمبر 2019
أين أنت في العلاقة؟
أتعامل مع شخص في عمل، أخيرني أنه مريض نفسي يحالة من الاكتئاب والتوتر والقلق مند 3 سنوات تقرييا يأخذ علاج، ويتابع مع دكتور على فترات متباعدة شهرياً، يريد الزواج مني يقول إنه وجد أني اؤمن به، وأدعمه، وأستطيع التعامل معه بشكل جيد، وفي صفات الزوجه اللي حاببها، أنا أري فيه خير، لكن لا أدرك هل هو إعجاب منه، أم مرتبط بكونه يحتاج إلي ذلك، الدعم بأي صورة ققط فتمسك به، لا أعلم كيف أتصرف، وهل مرض القلق والتوتر المستمر والخوف أتعامل معه، ولا يحتاج إلي علاج وشفاء حتي يكون قادر علي إتخاذ قرار في حياته، لا أريد الدخول في علاقة.. ربما تسبب له انتكاس إذا كان الوقت غير مناسب لحالته.
أهلا وسهلا يا أماني،
كم هو جميل قلبك يا بنتي، وكم هو طيب ما يحمله من عطاء، ودعم للآخرين، ولكن نفس تلك الخصال هو ما يقلق أي معالج نفسي يا بنتي، فلقد قرأت رسالتك وراجعتها قبل أن أرد عليك لأتأكد مما رأيته؛ فكل ما يشغلك هو وليس أنت، فأنت غير موجودة في علاقة تخصك جداً.
الزواج علاقة طويلة ممتدة يترتب عليها أمور ضخمة، ومسؤولية أضخم حين نقيم بيتاً، ونتعامل مع زوج، وننجب أطفالا سيتأثرون نفسياً وجسدياً وعقلية بأبويهما بلا جدال، فانظري ماذا تقولين.. يريد الزواج مني.. وأنت؟ هل ترغبينه رجلاً وذكراً وأباً وحبيباً؟
اقــرأ أيضاً
يراني أقدم له الدعم وأتعامل معه جيداً وفي صفات يحبها فيمن ستكون زوجته وأنت؟ هل يقدم لك احتياجات تخصك يشبعك من خلالها وتجدين فيه خصال الزوج الذي تحلمين به، أم أنك ترين أنك تحمدين الله أنك وجدت رجلا يحبك؟ ثم تسألين هل أتعامل معه أم يحتاج لعلاج ليتمكن من أخذ قرار مرة ثانية وعاشرة.. وتسألين عن قدرته هو على اتخاذ قرار نحوك وأنت؟ حتى تصلي في النهاية لسؤال يؤكد مخاوفي كمتخصص حين سألت عن دخولك معه في علاقة قد تسبب انتكاسة له هو.. وأنت؟ ماذا سيحدث بداخلك إن شفاه الله ووجدك لا تناسبينه مثلاً بعد التخلص من نظارة الاكتئاب والقلق بعد كل هذا العطاء؟
وماذا إن تزوجته وكان مرضه مزمناً لن يشفى منه وستعانين معه تفاصيل اكتئابه وقلقه؟ هل لديك أي فكرة عن الزوجة التي تتزوج رجلاً لا يسمح لنفسه أن يفرح، ولا يملك الحماس لعمل أي شيء؟ هل لديك أي فكرة عن رجل قلق يحتاج من يسنده في تلك الحياة الصعبة؟ وكيف سيقوم بمسؤولياته حين ينجب ويحتاجه أولاده في مواقف مهمة؟ هل تدرين شيئاً عن المرأة التي تقرر أن تكون رجلاً؟ هل تدرين شيئا عن عزوف الرجل المكتئب عن الجنس؟
اقــرأ أيضاً
وهنا أنا أحدثك عن علاقة زواج لم تحدث بعد، فلو كان زوجك فلن يكون حديثي معك هكذا بالطبع؛ لأننا نكون أحرارا تماما حين نختار من نتزوجه، ولكن بعد الاختيار والزواج والأبناء نكون مسؤولين تماما عما اخترناه، وكذلك لو هذا الرجل هو مريض لدي سأقدم له كل العون ليصبح أفضل بوقت يكفيه ويطمئنني عليه أن يأخذ قرار الزواج، فهذه هي حقيقة الأمانة في مساحاتها المختلفة يا بنتي.
لذا أقول لك: إنني أراك تقومين بدور غير صحي شهير جداً اسمه دور "المنقذ"، وهذا الدور مؤذ جداً لصاحبه؛ فهو يجعله أسير العطاء وإرضاء كل من حوله، حتى تأتي اللحظة التي لا نعلم متى تأتي؟ وكيف يكون حجمها وشكلها أو حتى في أي علاقة ستكون أو كيف يكون احتراق الشخص تماماً من العطاء فينقلب مائة وثمانين درجة في مشاعره التي تصير غاية في الإرهاق، ويتعطل عن أبسط الأمور مهما كانت العلاقة وأهميتها، وتتشوه الأفكار تجاه الحياة والبشر ونفسه، وترتبك تصرفات المنقذ بعد الاحتراق فيراه الناس بصورة مشوهة ولا يجني سوى الحسرة على ما فات وما حدث.
اقــرأ أيضاً
لذا الأمانة تقتضي مني أن أقول لك بعد الانتباه للتحرر من هذا الدور المؤذي لك، أن يخوض تجربة العلاج النفسي المتخصص أولا حتى يفهمك طبيبه حقيقة ما يعاني منه إن قال لك إن طبيبه نصحه بالزواج، لتزوري طبيبه بعلمه لتعلمي حقيقة ما قد يمر بكما في الزواج إن قررت ذلك معه، لتكوني مسؤولة عن اختيارك يا بنتي.
كم هو جميل قلبك يا بنتي، وكم هو طيب ما يحمله من عطاء، ودعم للآخرين، ولكن نفس تلك الخصال هو ما يقلق أي معالج نفسي يا بنتي، فلقد قرأت رسالتك وراجعتها قبل أن أرد عليك لأتأكد مما رأيته؛ فكل ما يشغلك هو وليس أنت، فأنت غير موجودة في علاقة تخصك جداً.
الزواج علاقة طويلة ممتدة يترتب عليها أمور ضخمة، ومسؤولية أضخم حين نقيم بيتاً، ونتعامل مع زوج، وننجب أطفالا سيتأثرون نفسياً وجسدياً وعقلية بأبويهما بلا جدال، فانظري ماذا تقولين.. يريد الزواج مني.. وأنت؟ هل ترغبينه رجلاً وذكراً وأباً وحبيباً؟
يراني أقدم له الدعم وأتعامل معه جيداً وفي صفات يحبها فيمن ستكون زوجته وأنت؟ هل يقدم لك احتياجات تخصك يشبعك من خلالها وتجدين فيه خصال الزوج الذي تحلمين به، أم أنك ترين أنك تحمدين الله أنك وجدت رجلا يحبك؟ ثم تسألين هل أتعامل معه أم يحتاج لعلاج ليتمكن من أخذ قرار مرة ثانية وعاشرة.. وتسألين عن قدرته هو على اتخاذ قرار نحوك وأنت؟ حتى تصلي في النهاية لسؤال يؤكد مخاوفي كمتخصص حين سألت عن دخولك معه في علاقة قد تسبب انتكاسة له هو.. وأنت؟ ماذا سيحدث بداخلك إن شفاه الله ووجدك لا تناسبينه مثلاً بعد التخلص من نظارة الاكتئاب والقلق بعد كل هذا العطاء؟
وماذا إن تزوجته وكان مرضه مزمناً لن يشفى منه وستعانين معه تفاصيل اكتئابه وقلقه؟ هل لديك أي فكرة عن الزوجة التي تتزوج رجلاً لا يسمح لنفسه أن يفرح، ولا يملك الحماس لعمل أي شيء؟ هل لديك أي فكرة عن رجل قلق يحتاج من يسنده في تلك الحياة الصعبة؟ وكيف سيقوم بمسؤولياته حين ينجب ويحتاجه أولاده في مواقف مهمة؟ هل تدرين شيئاً عن المرأة التي تقرر أن تكون رجلاً؟ هل تدرين شيئا عن عزوف الرجل المكتئب عن الجنس؟
وهنا أنا أحدثك عن علاقة زواج لم تحدث بعد، فلو كان زوجك فلن يكون حديثي معك هكذا بالطبع؛ لأننا نكون أحرارا تماما حين نختار من نتزوجه، ولكن بعد الاختيار والزواج والأبناء نكون مسؤولين تماما عما اخترناه، وكذلك لو هذا الرجل هو مريض لدي سأقدم له كل العون ليصبح أفضل بوقت يكفيه ويطمئنني عليه أن يأخذ قرار الزواج، فهذه هي حقيقة الأمانة في مساحاتها المختلفة يا بنتي.
لذا أقول لك: إنني أراك تقومين بدور غير صحي شهير جداً اسمه دور "المنقذ"، وهذا الدور مؤذ جداً لصاحبه؛ فهو يجعله أسير العطاء وإرضاء كل من حوله، حتى تأتي اللحظة التي لا نعلم متى تأتي؟ وكيف يكون حجمها وشكلها أو حتى في أي علاقة ستكون أو كيف يكون احتراق الشخص تماماً من العطاء فينقلب مائة وثمانين درجة في مشاعره التي تصير غاية في الإرهاق، ويتعطل عن أبسط الأمور مهما كانت العلاقة وأهميتها، وتتشوه الأفكار تجاه الحياة والبشر ونفسه، وترتبك تصرفات المنقذ بعد الاحتراق فيراه الناس بصورة مشوهة ولا يجني سوى الحسرة على ما فات وما حدث.
لذا الأمانة تقتضي مني أن أقول لك بعد الانتباه للتحرر من هذا الدور المؤذي لك، أن يخوض تجربة العلاج النفسي المتخصص أولا حتى يفهمك طبيبه حقيقة ما يعاني منه إن قال لك إن طبيبه نصحه بالزواج، لتزوري طبيبه بعلمه لتعلمي حقيقة ما قد يمر بكما في الزواج إن قررت ذلك معه، لتكوني مسؤولة عن اختيارك يا بنتي.
