صحــــتك
26 مايو 2018

زوجة وأم ومدرسة وأعاني من القلق والاكتئاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سيدة متزوجة منذ 13 سنة، أمّ لثلاثة أولاد، أستاذة ثانوي، مشكلتي أني منذ مدة أعاني من اكتئاب وقلق شديدين بدآ بعد مرض والدتي بشلل نصفي ومعاناة دامت 6 سنوات، علما بأني وحيدتها فقد عانيت كثيرا معها، وبعد وفاتها حدثت مشاكل مع زوجي علما أنه يعاني من برود جنسي، وعدم اهتمام مطلق حيث لا تتم علاقة بيننا كل 3 أشهر أو أكثر، زد على ذلك ضغط العمل، ومنذ سنة أصبحت أحس أني دوما مريضة رغم أن التحاليل والفحوصات تؤكد العكس، إلا أنني أفكر دوما بأنني مريضة وسوف أموت، يخيل لي أن ضغطي مرتفع، أشعر بدوخة، وهذا يؤرقني صراحة خاصىة علاقتي الباردة بزوجي رغم جهودي لتحسين الوضع دون نتيجة فهو إنسان مادي لا يهتم أبدا بي كأنثى... ما يهمه المال والمستقبل صراحة هذا يتعبني.
زوجة وأم ومدرسة وأعاني من القلق والاكتئاب
أهلا بك يا فرح،
أشعر تماما بمعاناتك يا صديقتي؛ فأنتِ تسيرين منذ خمسة عشر عاما في طريق عكس ما تربيتِ عليه في الغالب؛ فأنتِ كنتِ وحيدة والدتك؛ فلعل علاقتك بها كانت سندا نفسيا لك ربما؛ فهل لاحظت أن قلقك وتوترك بدآ منذ غياب والدتك بوضوح؟ فزوجك هو زوجك منذ زواجكما.



صدمة مرض والدتك ومعاناتها؛ ساعدت مع عدم وجود علاقة مشبعة عاطفيا بينك وبين زوجك، أن يكبر قلقك حتى يعبر عن وجوده الذي زاد عن الطبيعي بتلك الأفكار التي يتم اختبار صدقها كل مرة بالتحاليل، وغيره ولا تجدي شيئا، ولكن الفكرة ما زالت قائمة؛ لذا فأنت تحتاجين إلى أن تراجعي عدة أمور جادة حقيقية في حياتك؛ سأضعها لكي في نقاط:
- حين يزداد القلق عن معدله الطبيعي المقبول؛ يجتهد جهازنا النفسي في الحفاظ على نفسه بنفسه، وحين لا ينتبه الشخص للرسائل التي تأخذ أشكالا متعددة مثل تغير المزاج، أو الأرق في النوم، أو سرعة الاستثاره، الخ، وحين لا ينتبه الشخص مجددا؛ يبدأ الجهاز النفسي في طلب المساعدة من صديقه الحميم وهو الجسد؛ فيستجيب الجسد للمساعدة بأحاسيس في الأعضاء يشعر بها الشخص تماما، لكنها غير حقيقية؛ لأن الأعضاء فعلا بخير؛ فلقد آن الأوان أن تصدقي تحاليلك، وتنتبهي لمشاعرك، وأفكارك، واحتياجاتك؛ لأن الحل فيها جميعا.

- تحتاجين لمراجعة طريقة تعاملك في البيت مع زوجك؛ فالشاهد - بعيدا من الدراسات العلمية - أن الزوجة التي تعمل مدرسة، لا تتمكن بسلاسة من التخلي عن دور المعلمة التي تتابع، وتنتقد أحيانا، أو تعطي أوامر، أو غيرها من تلك الأمور، فكيف حالك في هذا؟



- تحتاجين أن تعبّري عن مشاعرك ومخاوفك، وأن تناقشي أفكارك التي تسبب لك الكثير من المشاعر السلبية المتراكمة؛ فحين تصدقين مثلا فكرة أنك لا تثيرين زوجك؛ فسيترتب عليها مشاعر حزن، وخزي مثلا، وكره داخلي، وهذه الفكرة خاطئة؛ وهو يحتاج للحديث عن سبب عزوفه بصدق شديد؛ لتتمكني من معرفة حقيقة ما يحدث.

- احتياجاتك العاطفية، والجنسية هي حقوقك المشروعة تماما لك، فلتراجعي الحقيقة لتصديقك استحقاقك لتلك الاحتياجات؛ لتتمكني من طلبها بوضوح من زوجك، ووضع حلول لهذا الحرمان غير المبرر تحت أنه لا يحمل مشاعر؛ فلم يخلق الله تعالى بشرا بلا مشاعر، ولكن قد يتعرض الإنسان لظروف نفسية غير مساعدة؛ تجعله يتجنب المشاعر دون إرادة واعية منه، وهذا يتطلب مساعدة قد تصل لمساعدة متخصصة.

- عدم ممارسة حقوقك النفسية، والعاطفية، والجسدية؛ يزيد من الألم النفسي، والعصبية، والقلق، ولديكما أبناء قد تصل لهم رسائل غير صحية، دون وعي منكما، عن الزواج وطبيعة أدواركما في الزواج، وهي مسؤوليتكما معا - أنت وزوجك - تحتاجان لمناقشتها بنضوج.



- إن لم تتمكني من فعل ذلك وحدك، أو وجدتِ أن ما تعانيه بدأ يزداد، أو لا يتراجع؛ فلا مانع من طلب المساعدة النفسية المتخصصة؛ لأنك تستحقين الحياة الحقيقية بصدق تحصلين فيها على احتياجاتك بمسؤولية، وتمارسين فيها أدوارك المختلفة كزوجة وأم ومعلمة.
آخر تعديل بتاريخ
26 مايو 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.