صحــــتك
29 مارس 2018

طفلة تتعرض للتحرش.. وأخوها المعتدي

وعمري 5 سنين كان أخي ياخدني لغرفة أو ييجيلي بأي مكان بالبيت لنلعب، كانت اللعبة وسخة كان يعملني متل ما كان يعمل خطيب أختي معها قدامي، وكنت أعرف إنه خطأ بس ما كنت أرفض، لحد ما صرت تسع سنوات صرت أهرب منه بس هو يقدر يمسكني أحياناً وهددته بماما، ولما حاولت أخبر أهلي ضربني، وما حدا سمعني منهم، وأخي التاني عرف وصرخ علي وما منعه، وغير هيك بعد كم يوم أخي التاني حاول يقرب مني وبعدته، وخالي نفس الشي حاول يقرب مني وأنا عمري 9 سنين بس منعته، وما رجع حاول غير مرات قليلة، بس أخي لهلا بيحاول، والله تعبت، كملت هندسة لأنه قصرت بدراستي بس ما بحب التخصص، بتخبى بالتواليت لساعات لما نكون لحالنا بالبيت، عندي هلا مشاكل نسائية حاولت أروح لطبيبة، وما قدرت أدخل عندها صرت أرجف وخفت خفت ما بعرف ليش.

طفلة تتعرض للتحرش.. وأخوها المعتدي
عزيزتي الفاضلة؛
ليس على الأطفال أن يختبروا تجربة الإساءة الجنسية، فضلاً عن أن تكون من موضع الثقة؛ أتفهم ما يعنيه حمل ذكرى بهذا الثقل على كاهلك، ولذا يشرفني ويشرفنا في صحتك أن نكون محل اختيارك لحمل هذا العبء معك.

وأول طريق الخروج من الأزمة هو الإخبار عنها، بقص مآسينا نحن نجلبها إلى النور، وبتسمية مشاعرنا يصبح لنا سلطان عليها لا العكس، وتقول إحدى الناجيات: (في كل مرة كنت أحكي فيها ما فعله بي أبي كنت أفرغ دلواً آخر من بركة الخزي التي عشت فيها).

أنت ناجية ولست ضحية، هذا أول درس أطرحه عليك، ليس عليك أن تحملي هذا الهم داخلك؛ فلم يكن الذنب ذنبك، حتى لو شعرت بلذة، حتى لو استجاب جسدك بشكلٍ ما، هكذا تم تصميمك وجسمك لم يخنك.

نحن نحمل أربعة استعدادات عندما تنشط غريزة البقاء في الاستجابة لتهديدٍ، إما الهجوم أو الهرب (فعلياً أو بالإدمانات المختلفة)، أو الإجفال/ الإطفاء (كما يفعل الأرنب حين تقتنصه اللبؤة فيتظاهر بالموت إلى أن تلتهي عنه)، والخيار الأخير هو الإذعان (رغبة في خفض الأذى والضرر، وكذلك لأن الإذعان يفقد المعتدي لذة العدوان، وبعض الحيوانات كالدببة والأسود تتوقف عن الهجوم إن استسلم الطرف الآخر). المهم، أننا في لحظة الاعتداء علينا لا نملك الكثير من الاختيار بينهم، بل يميل الواحد إلى استعداد أو آخر تبعاً لبنيته النفسية وخبراته قبل التهديد، فلا مزية ولا لوم لأي استعداد منهم.

بالعكس، قد تحتاجين إلى الفخر باستجابتك تجاه أخيك الآخر وخالك، وهذا يؤكد أنك ناجية ولست ضحية يا سيدتي، فقد تم تطوير غريزة البقاء بشكل أكثر فعالية.

* ماذا عن أخيك الأول؟
هنا والآن أنت لست الطفلة ذات السنوات الخمس، أنت الناجية التي عبرت وادي البكاء ووصلت إلى تحقيق نجاح في الواقع العملي، حتى وإن كنت غير راضية عنه بشكل كلي، وإن كانت العظام المنجبرة أكثر صلابة فعظامك اليوم - يا سيدتي - صلبةٌ جداً، ولذا يمكنك تغيير قواعد اللعبة.

أعني بذلك، أنه ليس عليك أن تتخذي ردة الفعل الأولية التي اتخذتها الطفلة في عامها الخامس، وليس له نفس السلطان الذي كان له عليك سابقاً، أنت اليوم مولود جديد ولتكن استشارتك هذه شهادة ميلاد جديد لتبدئي حياتك من اليوم كما لم تكن من قبل.

أنت مخلوقة من الله، وكما يمكن للعنقاء أن تحيا من رفاتها يمكنك أن تتخذي الماضي صخرة قاسية لترتقي فوقها فيصبح رأسك عالياً فوق من أساء إليك ومن اعتدى.

أما بالنسبة للمشكلة النسائية فاقتراحي عليك أن تلجئي لطبيبة في أقرب وقت، والتهابات المجرى الجنسي شائعة جداً بين الفتيات ولا داعي للقلق من طبيبتك، فعلى حمل أمانة خصوصيتك أقسمت.

كذلك أقترح عليكِ مراجعة طبيب نفسي أو معالج نفسي لمساعدتك في حياتك الجديدة التي بدأناها معاً الآن، ودعائي لك بالسكينة والعافية.



اقرئي أيضاً:
الإيذاء الجنسي للأبناء .. ودور الوالدين
صور وأشكال إساءة معاملة الأطفال
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
ما الذي يؤثر على صحة المهبل؟

آخر تعديل بتاريخ
29 مارس 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.