صحــــتك
16 يناير 2018

تزوجت سراً بدون علم أهلي وفشل زواجي

تزوجت سراً بعيدا عن أهلي لعدم رضاهم عمن أحببتها وأنا في 30، ولكن كان قراري هذا وطريقة التصرف فيه خطأ لأسباب رئيسية منها تأخر سن زواجي، ولعدم مساعدة أهلي واحتضانهم لي، وكان أختياري به بعض الأخطاء لعلمي ببعض العيوب المؤثرة وتجاهلي لها، واعتبار الموضوع ممكنا، ولكن اكتشفت أن الموضوع صعب، وبخاصة عندما لا ترى أي مساعدة من الشريك أو  وجود الأهل، وحدث الطلاق وحدثت بعده مشاكل أخرى لعدم حدوث الانفصال بشكل سليم، والآن يوجد ضرر نفسي جسيم لدي، ولدى الشخص الآخر، وأود أن أعرف منكم تحليلكم ونصحكم لأتمكن من التعافي داخلياً والبدء من جديد، وأشكركم وأقدر لكم مجهودكم.
تزوجت سراً أهلي وفشل زواجي
أهلا بك أخي الكريم؛
لو كل إنسان تعطل بسبب أخطائه عن تكملة مسيرة الحياة؛ لتعطل الكون بأكمله، والقصة لا تحتمل الوعظ، ولا تحتمل السطحية في التناول، ولكن تحتاج منك لخطوات غاية في الأهمية ولكن بشرط أن تكون خطوات صادقة جدا وشجاعة جدا وحقيقية جدا من داخلك، وسأقترحها عليك في صورة نقاط:

- تحتاج لقبول أن ما حدث قد حدث؛ فلا تهرب منه، ولا تقطعه من داخلك كأنه لم يحدث، ولا تستهن به، ولا تجعله سجن حياتك الأكبر.. فقط اقبل أن كل ما حدث هو فعلاً حدث، ومررت به، وقبولك هذا لا يعني أنك موافق عليه، ولكنك تقبل فعلا أنه قد حدث.

- تحتاج أن تقيم ما حدث بنضوج وموضوعية؛ لتتمكن من الإجابة عن سؤال مهم قد تنساه في ظل الأحداث، وهو ما حقيقة مسؤوليتك فيما حدث؟ ومن خلال هذا التقييم تستطيع أن ترى كيف كنت ترى نفسك، وكيف كنت ترى من ارتبطت بها؟ ما هي حقيقة الاحتياج الكبير الذي دفعك للزواج سرا؟ ولا تقل الحب ولا الجنس؛ فالحب ذهب، والجنس لم يعد سببا؛ فلقد تركتها بإرادتك؛ قد يكون احتياجك الشديد "للونس"، أو احتياجك أن تشعر "أنك تستحق الحب"، أو غيره، ومن المهم أن تتعرف على الحقيقة المختبئة وراء تلك التجربة.

- لا تقع في أكبر فخ يعطل أي إنسان، وهو الشعور بالذنب أو أولاد عمومته؛ كالشعور بالندم والتقصير والخزي والاحتقار والدونية... إلخ؛ فكل تلك المشاعر ثقيلة الوطأة هي مجرد مشاعر "معطلة"؛ وهذه هي حقيقة وظيفتها؛ ولو كانت أي من تلك المشاعر تحل المشكلة لفعلت، ولكن كثيرا ما يقع الإنسان في هذا الفخ عوضا عن "تحمله المسؤولية"؛ وكلما غرق في مشاعر الذنب وغيرها؛ كان وكأنه يفعل شيئا تجاه ما حدث؛ ولكنه في الحقيقة لا يتحرك بصدق تجاه حقيقة مسؤوليته، وهكذا تظل تلك اللعبة النفسية دون تغيير حقيقي على الأرض.

- مسؤوليتك تجاه ما حدث منك من خطأ هو الاعتذار عنه بصدق من داخلك لمن أخطأت بحقه، والاعتراف بالخطأ، ورد المظالم بمروءة والرغبة في المسامحة، وتظل مسؤولية استقبال الطرف الآخر للاعتذار هي مسؤوليته تماما؛ فمسؤوليتنا تجاه خطئنا تنتهي بالاعتراف به، والاعتذار عنه بصدق شديد من داخلنا أمام من خلقنا، وأمام من أخطأنا بحقه؛ لذا يقبل الله تعالى التوبة الصادقة على عكس البشر.

- إن صعبت الخطوة السابقة عليك؛ فعلى الأقل اعترف بخطئك أمام نفسك بصدق، واتخذ قراراً صادقاً جداً أنك لن تتهور ثانية بهذا الشكل المؤذي للآخرين، ثم سامح نفسك عما أخطأت فيه؛ فالخطأ والضعف والفشل هي أدوات تعلمنا، وهذا عكس ما تمت تربيتنا عليه من أن الخطأ والفشل والضعف هي أمور قبيحة لا يجب أن تكون موجودة عندنا، والحقيقة أن الفارق فيما بيننا يظهر فيمن يتعلم من خطئه وفشله وضعفه، ويسامح نفسه ويكمل مسيرته بصدق.

- لا تدخل في أي علاقة قبل أن تقوم بتلك الخطوات مع نفسك وتسامحها، وتقبل أنها جزء من رحلة حياتك تعلمت منها وبها، واكتشفت من خلالها نفسك عن قرب وعرفت مسؤوليتك، وما تحتاج لتعهده؛ فنسيان تجربة بتجربة هو أخرق شيء ممكن فعله.

- بعد كل تلك الخطوات، لا تسمح لمشاعر الذنب أن تخترق حدودك النفسية، وذكر نفسك بأنك تحررت منها؛ لأنك مسؤول، وكذلك لا تسمح لأي مخلوق أن يشعرك بالذنب، ولا تمارسه على أي أحد.

- صدق أنه كما أنه من حقك أن تحب وأن تحب، من حقك أيضا أن "تفرح"، فكل تلك الحقوق هي حقوق أعطاها الله تعالى للبشر، ولم يتركها بيد غيره؛ لنتمكن من استخدامها بحرية، وثقة حتى لو لم يعترف بها أي آخر.. فلا تنسَ ذلك أبدا.

اقرأ أيضاً:
أهلي يرفضون زواجي بمن أحب.. دليلك للتعامل
الشعور بالذنب.. سلاح مدمر
أهل زوجي أفسدوا زواجي.. من الملام؟
هل أنت وحيد في زواجك؟

آخر تعديل بتاريخ
17 يناير 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.