صحــــتك
19 أغسطس 2017

زوجي الطبيب الناجح.. كسول ومسوف

ًتزوجته عن حب لكن بعد الزواج وجدته كسولا يميل للتسويف حتى في أبسط القرارات كإصلاح كرسي مكسور في المنزل، فوت علينا كثيراً من الفرص بطبعه هذا رغم كونه طبيبا ناجحا، يميل للتحميل علي بدعوى أنه يفكر في حل حتى أجد الحل وأقوم به بنفسي، مؤخراً بات يستنزف مشاعري في الإلحاح في أي طلب مهما كان بسيطاً وبإمكانه القيام به بسهولة، اصبت بعدوى الكسل لبعض الوقت والآن أصبحت عصبية جدا، أشعر أنني أتحمل مسؤولية المنزل وحدي، وأنه يستسهل ذلك، لا يفعل المثل بشأن قرارات تخص أهله أو الأصدقاء، التسويف والكسل من نصيبنا نحن بسبب ذلك أصبحنا نتشاجر كثيرا، مللت وأفكر أحيانا في الانفصال لأنني ما عدت أرى في حياتنا وفيه إلا كل سلبي، وأثر ذلك على تعاملي مع ابني ومعه، تدريجيا لم أعد أشعر بالحياة، ما الحل؟
تسويف الزوج وكسله
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة،
رأيت في رسالتك أنه ما زال بداخلك صوت يطلب منك أن تحاولي مرة ومرات جديدة مع زوجك الناجح في عمله؛ فإرسالك لنا تلك السطور يقول هذا ضمناً وهو شيء جميل.

فلنتفق أولا أنك أحببتيه، والحب أمر ثمين للغاية في هذه الأيام لا يمكن التفريط فيه بسهولة، أو على الأقل من قبل التأكد الكبير من ضياع فرص التغيير.

وكذلك قلت إنه طبيب ناجح؛ فالطبيب الناجح يبذل جهداً نفسياً، وبدنياً، وإنسانياً، ويقدم وقتاً كبيراً من حياته لمهنته، وقد يكون ذلك سبباً خفياً من أسباب ضياع طاقته البدنية والذهنية أمام إصلاح ما قد يحتاج ﻹصلاح داخل المنزل، وهذا ليس مبرراً بالطبع، ولكنه مجرد تفسير يجعلك تجلسين مكانه لتشعري بجهده الذي ترين أنه يضن به عليك، وعلى أسرته.

وهنا سأضع لك عدة نقاط قد تساعدك في فهم أسباب تسويفه التي جعلتكما تتشاجران كثيراً لعلها تساعدك، وتساعده.

- كثيراً ما نحاكي آباءنا في تصرفاتهم داخل بيوتنا نحن دون أن ندري، فكيف كان الوضع في بيت أهله خصوصا تجاه ما يحتاجه المنزل؟ وبالتالي كيف سيرى أهمية تلك الأمور ومثيلاتها وسط تفاصيل حياته؟ انظري لهذا في بيت أهله بحيث يمكنك هذا من تفهم تصرفاته؛ وبالتالي يمكنك تغيير طريقتك.

- جزء من التسويف يعود لوجود قلق وضغوط في الحياة بعيدة عن الموضوع الذي يتم تسويفه تحديداً؛ فجهازنا النفسي يكون محملاً بضغوط ويستبعد وحده من خلال العقل أي متطلبات أخرى قد تشكل عبئا في حالة الضغوط الأخرى الأكبر فيقوم بتسويفها؛ فهنا تحتاجين لمساعدته في تقليل توتره ومساعدته على خفض قلقه عموماً بطرق كثيرة؛ كالتهدئة بمراجعة الواقع، أو التدرب معاً على الاسترخاء، وتمارين التأمل التي أثبتت علمياً قدرتها على تخفيض التوتر حين تؤخذ بجدية وبشكل متكرر، أو عن طريق رد فعل بعيد عن النقد، أو الغضب، أو الشكوى مع الحسم بأهمية ما تفكرين فيه، أو ترغبين فيه، وهنا ستحتاجين حتما لري مشاعر الدفء، والونس، والحب بينكما أولا بعد فترة غياب جافة.

- التسويف أيضاً يعود بدرجة كبيرة للتصور الذهني للموضوع الذي يتم إرجاؤه، وليس للموضوع نفسه؛ فمثلا يحدث تصور ذهني أن الكرسي المكسور هذا سيحتاج الذهاب لمن سيقوم بتصليحه، والاتفاق معه على موعد يناسبه ويناسب زوجك، وقد يضطر لتغيير بعد الأشياء الأخرى، أو سيكون هناك وقت مقتطع ليجلس معه حتى ينهي إصلاحه، أو أنه قد يضطر لتحمل سماع صوت الإصلاحات، أو لديه شعور قديم تجاه استقبال عمال داخل المنزل وضيافتهم؛ فالتصور الذهني هذا يكون أثقل من إصلاح الكرسي نفسه فيسوف الفكرة برمتها؛ فيكون الحل تجاه ذلك لرجل تحبينه، وينجح في مهنته، أن تبسطي له تلك الأحداث، وتلخصيها إن تمكنت من ذلك، أو بتقسيمك لتلك المهام بينكما، وبتكرار ذلك وببصيرة منك سيقل ثقل ذلك التصور.

- راجعي نفسك - وهذا ليس تبريرا له أبدا - لماذا ترغبين في كثير من الأمور لا يرغبها؟ هل ﻷنكما مختلفان جدا فعلا؟ أم أنك تعوضين بتلك الطلبات التي كنت أتمنى أن تحدثينا عنها - غير مثال الكرسي - أموراً أخرى تحتاجينها منه كحبيب وزوج، ولا تتمكنين من الحصول عليها؛ فتأخذ تلك الطلبات مكانها دون أن تدري؟ أم تقعين في مقارنة ما بينه وبين آخر يفعل غير ما يفعله ويسبب ذلك غضبك؟ هل تكتئبين وتفقدين طعم الحياة ﻷنه يسوف أم هناك شيء آخر لا تتمكنين من تسميته؟

- تقارنين بينك وبين أهله، وأصدقائه؛ فهل تمكنت من رؤية فارق ما يقدمه له أهله وأصدقاؤه ويفتقر إليه معك؟ فلعلهم يقبلونه كما هو، أو يفخرون به كطبيب، أو لا يتكدرون جدا لفوات شيء منه تجاههم، وهنا يكمن تغيير ما يصله منك له.

- هل الفرص التي ترينها ضاعت منكم لها فوائد كبيرة هو يرفضها؟ أم لديه وجهة نظر لا تستوعبينها؛ فيسكتك بادعاء أنه يأخذ وقتاً في التفكير؛ هل فكرت في أن تراجعي مثلا طريقة تحاوركما، أو أن تنصتي ﻷسبابه بصدق لتناقشيه وتذللي ما يراه من عقبات، أو تكفي عن رؤية عيوبه فقط فهو كل وليس جزءاً لا يعجبك، الخ.

لا أريدك أن تتصوري أنني لا أشعر بمعاناتك، ولكنك تحبينه، وترينه ناجحا، ولعله أب حنون كريم؛ فكل ذلك يستحق أن تبذلي فيه جهداً لتستقيم حياتكما بكثير من الحب، وكثير من التفاوض لتسعدا.. دمت بخير.

اقرئي أيضاً:
أحب زوجي.. وأكره سطحيته وكرهه للفلسفة
ما هي دواعي الاستشارة الزوجية؟

آخر تعديل بتاريخ
19 أغسطس 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.