23 يوليو 2017
فقدت شهيتي للطعام وللبشر
مساء الخير دكتور أنا عندي مشكلة إذا ممكن تساعدني أنا ماباكل غير بالغصب وشهيتي معدومة، القصة بلشت معي من 7 سنين أول مرة ولما قريت المقال تبع حضرتك اتأكدت ان مشكلتي نفسية انا رافضة الناس تماما ومعزولة وبقرف من البشر وبمشي بالشارع وانا مشمئزة اذا اي شخص بيطلع فيني ببهدلو اذا شخص بيمرق من جنبي بحبس نفسي علشان ما شم اي ريحة حلوة كانت او بشعة، انا بحالة قرف دائم من البشر، وبحب الحيوانات كتير، ومتطوعة بشيلتر للحيوانات الشاردة، انا كل فترة بجرب دوا وبتفتح شهيتي عليه وبصير باكل كتيير، ولما أخلصه بترجع تنعدم شهيتي، انا تعبت من الادوية واصلا مش هافضل اخد دوا على طول، هل فيه حل نفسي لها المشكلة :(
أختي العزيزة مايا..
أشكرك على سؤالك وعلى ثقتك..
حالتك تستدعي انتباهاً واهتماماً خاصاً..
نعم يا مايا.. حالتنا النفسية تؤثر كثيراً على شهيتنا للطعام، وعلى علاقتنا به، بل وعلى علاقتنا بجسدنا كله.. لكن حالتك ليست فقط فقدان الشهية والقرف من الطعام.. بل هي أيضاً فقدان الشهية والقرف من (الناس).. أنت لا تطيقين أحداً.. لا تتحملين حتى مرور أحد بجانبك.. تحبسين أنفاسك وتشمئزين من مجرد رائحته..
لنرجع بالزمن إلى الخلف قليلاً يا صديقتي.. مَن ممن حولك قام (بتوصيل) رسائل نفسية سيئة لك؟ من منهم وضع (داخلك) انطباعات سيئة ومشاعر مؤلمة؟ من (سد) شهيتك عن الناس وعن العلاقات وربما عن نفسك؟
ترى بعض مدارس العلاج النفسي أننا نقوم بتخزين نسخ حية نابضة من الناس المهمين في حياتنا داخل تركيبنا النفسي.. وأن علاقتنا بهؤلاء الناس لو كانت سيئة فإننا نقرر بشكل غير واع عدم إدخال أي (آخر) جديد داخلنا.. حتى ولو كان لقمة طعام.. ومن هنا يفسر بعض العلماء أحياناً انسداد الشهية عن (الطعام) أنه قد يعني في عمقه انسداد الشهية عن (الناس)، الذين لم نلق منهم سوى الإساءة، ولم نر منهم غير الأذى..
أعراضك تشي بذلك بكل وضوح يا مايا.. فأنت تعزفين عن الطعام.. وتعزفين عن الناس.. وقد يُفسر هذا على المستوى التشخيصي الوصفي بأنه جزء من أعراض الاكتئاب أو التوتر أو الأمراض النفسجسدية أو حتى بعض اضطرابات الشخصية.. لكنه على المستوى الأعمق يعني أكثر من هذا بكثير كما وصفت..
ما آلمني أكثر في حالتك هو أنك قررت استبدال العلاقات مع الناس، بالعلاقات مع الحيوانات.. فهي - بالنسبة لك - كائنات آمنة، غير مؤذية، غير مسيئة، وربما أكثر وفاء وولاء ممن تسبب في إيلامك وإيذائك نفسياً قبل ذلك.. هذه ليست قاعدة عامة بالطبع، فليس كل من يربي أو يرعى حيواناً يستغني به عن البشر.. لكنني أعتقد أنه يعني ذلك في حالتك..
لن أختزل تفسيري على الجانب النفسي فقط، فمن الوارد جداً وجود اضطراب عضوي لديك في الجهاز الهضمي أو العصبي وغيره..
أنصحك يا مايا بالتوجه إلى طبيب نفسي محترف.. يقوم أولاً بعمل بعض التحاليل والأشعات للاطمئنان عليك من الناحية العضوية، ثم يقوم بعمل بعض الاختبارات والقياسات النفسية والمناظرات الاكلينيكية للوقوف على تشخيص سليم لحالتك.. ثم البدء في خطة العلاج التي أتصور أنها ستجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي..
رحلة علاجك ليست صعبة، لكنها تستدعي منك الاهتمام والانتظام.. حتى تستعيدين مرة أخرى شهيتك المفقودة للطعام.. وللناس..
دعواتي معك..
اقرئي أيضاً:
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
فقدان الشهية العصبي (ملف)
أشكرك على سؤالك وعلى ثقتك..
حالتك تستدعي انتباهاً واهتماماً خاصاً..
نعم يا مايا.. حالتنا النفسية تؤثر كثيراً على شهيتنا للطعام، وعلى علاقتنا به، بل وعلى علاقتنا بجسدنا كله.. لكن حالتك ليست فقط فقدان الشهية والقرف من الطعام.. بل هي أيضاً فقدان الشهية والقرف من (الناس).. أنت لا تطيقين أحداً.. لا تتحملين حتى مرور أحد بجانبك.. تحبسين أنفاسك وتشمئزين من مجرد رائحته..
لنرجع بالزمن إلى الخلف قليلاً يا صديقتي.. مَن ممن حولك قام (بتوصيل) رسائل نفسية سيئة لك؟ من منهم وضع (داخلك) انطباعات سيئة ومشاعر مؤلمة؟ من (سد) شهيتك عن الناس وعن العلاقات وربما عن نفسك؟
ترى بعض مدارس العلاج النفسي أننا نقوم بتخزين نسخ حية نابضة من الناس المهمين في حياتنا داخل تركيبنا النفسي.. وأن علاقتنا بهؤلاء الناس لو كانت سيئة فإننا نقرر بشكل غير واع عدم إدخال أي (آخر) جديد داخلنا.. حتى ولو كان لقمة طعام.. ومن هنا يفسر بعض العلماء أحياناً انسداد الشهية عن (الطعام) أنه قد يعني في عمقه انسداد الشهية عن (الناس)، الذين لم نلق منهم سوى الإساءة، ولم نر منهم غير الأذى..
أعراضك تشي بذلك بكل وضوح يا مايا.. فأنت تعزفين عن الطعام.. وتعزفين عن الناس.. وقد يُفسر هذا على المستوى التشخيصي الوصفي بأنه جزء من أعراض الاكتئاب أو التوتر أو الأمراض النفسجسدية أو حتى بعض اضطرابات الشخصية.. لكنه على المستوى الأعمق يعني أكثر من هذا بكثير كما وصفت..
ما آلمني أكثر في حالتك هو أنك قررت استبدال العلاقات مع الناس، بالعلاقات مع الحيوانات.. فهي - بالنسبة لك - كائنات آمنة، غير مؤذية، غير مسيئة، وربما أكثر وفاء وولاء ممن تسبب في إيلامك وإيذائك نفسياً قبل ذلك.. هذه ليست قاعدة عامة بالطبع، فليس كل من يربي أو يرعى حيواناً يستغني به عن البشر.. لكنني أعتقد أنه يعني ذلك في حالتك..
لن أختزل تفسيري على الجانب النفسي فقط، فمن الوارد جداً وجود اضطراب عضوي لديك في الجهاز الهضمي أو العصبي وغيره..
أنصحك يا مايا بالتوجه إلى طبيب نفسي محترف.. يقوم أولاً بعمل بعض التحاليل والأشعات للاطمئنان عليك من الناحية العضوية، ثم يقوم بعمل بعض الاختبارات والقياسات النفسية والمناظرات الاكلينيكية للوقوف على تشخيص سليم لحالتك.. ثم البدء في خطة العلاج التي أتصور أنها ستجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي..
رحلة علاجك ليست صعبة، لكنها تستدعي منك الاهتمام والانتظام.. حتى تستعيدين مرة أخرى شهيتك المفقودة للطعام.. وللناس..
دعواتي معك..
اقرئي أيضاً:
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
فقدان الشهية العصبي (ملف)
