صحــــتك
20 أبريل 2017

أكره أمي المضطربة نفسيا.. ولا أشبهها

أعاني منذ فترة كبيرة بكرهي لأمي بسبب قسوتها علي منذ صغري، ولكني لم أتأثر بها وأسعى دوما لتحسين نفسي فكريا ونفسيا، ولا أجعلها تؤثر علّي، وبشهادة من حولي أني لا أشبهها، ومؤخرا اكتشفت وأنا أرتب غرفتي شيئاً وراء الدولاب، ويندرج تحت مسمي عمل سحري، ومع أني أؤمن جيدا بأن هذه الأشياء لن تضرني ما دمت حسنة الظن بالله، ولكن كرهي لها ازداد أكثر وأكثر،  مع العلم أنها وأبي انفصلا منذ أربع سنوات تقريباً رسمياً، وأنها شخصت من قبل بأنها personality disorder (اضطراب الشخصيه) وهي ترفض هذا التشخيص أو إنها تتعالج أو تعترف به أساساً
العلاقة بين الأم والأبناء
أختي العزيزة..

أشكرك لسؤالك المهم جداً..

أقدر مشاعرك وأقدر شجاعتك وأقدر صعوبة وضعك الحالي..

نحن يا صديقتي لا نختار آباءنا ولا أمهاتنا، لكننا نرضى بما قسمه الله لنا، ونحاول التعامل معه بأفضل الطرق.. ووارد جداً أن يكون أحد الوالدين (وأحياناً كلاهما) لديه بعض الاضطرابات النفسية التي تؤثر عليه وعلى من حوله، وأولهم أبنائه.. الذين سيتأثرون حتماً بطريقة المعاملة، وأسلوب التفاعل، والرسائل النفسية العديدة التي تصل أثناء التربية.

لكن الله رحيم بنا رغم كل شيء، فليس الآباء والأمهات وصفات شخصياتهم، وطريقة تربيتهم لنا هي العامل الوحيد المؤثر في توازننا النفسي، وسلامتنا النفسية، بل هناك عشرات العوامل الأخرى التي يبدو أن الله حباك ببعضها، فسعيت دوماً - على حد قولك - لتحسين نفسك فكريا ونفسياً ومقاومة تأثير والدتك عليك.

ولأنها والدتك يا عزيزتي، ولأنها قد تم تشخيصها قبلاً باضطراب في الشخصية، فإنني أود أن أنصحك بالآتي في نقاط موجزة ومباشرة:

- هناك فرق كبير بين الكره وبين الرفض.. الكره مشاعر إنسانية طبيعية قد نشعر بها نحو أقرب الناس إلينا فى بعض الأوقات، ولا غضاضة في ذلك. أما الرفض فهو رسالة نفسية مؤذية وموجعة جداً للطرف الآخر.. تجعله يشعر بعدم رغبتك فى وجوده، وربما التخلص منه. وهذا لن يساعد كليكما. الكره مثله مثل الحب.. شعور إنساني معناه وجود علاقة (وقد يكون وراء الكره فى بعض الأحيان حب غاضب).. أما الرفض فهو إلغاء للآخر، وقطع للعلاقة به. اكرهي من شئت متى شئت.. لكن اقبليها كما هي، بكل صعوبتها وتعقيدها.. فربما ساعدها ذلك.
- اجتهدي طوال الوقت ألا تكوني نسخة منها، تشبهها فى تركيبها النفسي، وسلوكها مع الناس (الذين كان أحدهم والدك)، فأسوأ ما يمكن أن يصيبك من الأذى هو أن تتحولي إلى نسخة ممن أذاك..
- التعبير المباشر عن كرهك لها لن يزيد الأمور إلا تعقيداً. أنصحك بضبط نفسك وانفعالاتك قدر الإمكان.
- عليك بنصحها مرة وراء الأخرى بالعلاج النفسي.. افعلي ذلك بهدوء وحكمة، بدعابة وبجدية، بأكثر من طريقة، وعن طريق أكثر من شخص لو لزم الأمر، ولا تملي من ذلك، فربما كان هو أملها الوحيد.
- لو استمرت في الرفض، إياك أن تحاولي لعب دور (المنقذ) لها، فنحن لا نستطيع علاج أهلنا وأقاربنا يا صديقتي، لأننا سنكون بكل بساطة جزءا من المشكلة، وليس جزءاً من الحل.. وستستنفذين طاقتك وجهدك ووقتك دون أي مهنية أو علم أو خبرة أو حسن تصرف.
- عليك - وقتها - تقليل الاحتكاك المباشر بها بقدر الإمكان، حتى تحمي نفسك من أي تشويه أو أذى نفسي، دون فقدان الأمل فى الله، ودون كف عن دعائه لها بكل خير.

والله المستعان يا صديقتي..

اقرأي أيضا:
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
إساءات الطفولة.. كيف يصبح الملاك وحشا؟
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
أكره أمي لأنها تحرمني من احتياجاتي
الاحتياجات غير المشبعة وإدمان العلاقات المسيئة

آخر تعديل بتاريخ
20 أبريل 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.