صحــــتك
19 مارس 2017

ابنة الأعوام الثمانية أقوى من مدرسها

ابنتي ثمانيه أعوام تعرضت للتحرش من مدرس الموسيقي بأن أقنعها أن ياخذها في حصة الالعاب ليعلمها علي البيانو، وأغلق الغرفه ووضعها علي الكرسي، وظهرها له وأنزل لها البنطلون، ومسح لها بمنديل، هذا احساسها ولم تراه وكان مثبتها من ايديها ووجها ثم تركها وقال لها اذهبي.. ورجعت وعينيها تدور وحكت لي وذهبنا للمدرسه وتم طرده وتحدثنا مع بنتنا وأريتها أفلام توعويه كثيره رغم أني أفعل ذلك مرارا وأوصيهم يوميا ولكن حدث ما حدث، ما المفروض أن أعمله معها، هل أعرضها علي طبيب؟ أنا أظن أنها بخير الحمد لله لأنه لم يلحق أن يعمل شيئاً وهي تقول ذلك، وهل أنقلها من المدرسه؟ وهل أفتح معها الموضوع 
DefaultImage
عزيزتي الوالدة،
تحياتي..
من المؤسف أن يتعرض أطفالنا لمثل هذه الحوادث المؤذية من أشخاص يخونون ثقتنا ويخونون الأمانة التي نتركها لهم. إلا أن ابنتك كانت شجاعة بشكل خاص، فعلى الرغم من أن ثلثي الأطفال الذين يتعرضون للتحرش الجنسي يمنعهم الخوف والاضطراب من إبلاغ أهاليهم، فقد قامت ابنتك بإخبارك ما حدث في نفس اليوم. يستلزم هذا شجاعة كبيرة وأنا واثقة من أن الأفلام التوعوية التي رأتها، وأحاديثك معها خلقت لديها وعيا كبيرا بالفرق بين السلوك المناسب والغير المناسب فاستطاعت تمييز ما حدث لها، وأنه "خطأ" فساعدها هذا على مصارحتك بما حدث على الفور.

أحييك أنت أيضا على أنك أخذت كلامها على محمل الجد، وقررت مواجهة المعتدي، وحرصت على أن ينال جزاءه. استجابتك هذه وحزمك في المواجهة يعطي ابنتك قوة تواجه بها هذه الذكرى فيما بعد.

عندما يتعرض الطفل للتحرش الجنسي في العادة تجتاحه مشاعر مختلطة أساسية:

العجز:
يشعر الطفل بأنه غير قادر على حماية نفسه وأنه لا يستطيع منع المعتدي خاصة عندما يكون أكبر منه سنا أو أقوى منه جسديا أو صاحب سلطة.
- الخوف: يشعر الطفل بالحيرة والاضطراب ويتساءل: ما الذي حدث لي؟ هل هذا لعب أم خطأ؟ ما الذي سيحدث بعدها؟ هل سيصدقني أحد؟ هل سيتم عقابي؟

- الذنب والخزي:
يفترض في نفسه المسؤولية عما حدث، يشعر بالضيق لأنه أزعج أهله بهذا النبأ، ويعتريه الخزي الشديد إذا أحس بالمتعة أثناء حادثة التحرش.

- الغضب:
وهو شعور إيجابي عندما يتم التعبير عنه بشكل صحي، حيث يمكنّه هذا الشعور من دفع اللوم عن نفسه، وتوجيهه للمعتدي الحقيقي، ويساعده في فرض حدوده النفسية والجسدية.

بالتالي ما تحتاجه ابنتك منك، هو الدعم الكامل وأن تخبريها بأنك ستفعلين كل ما يلزم لتشعر بالأمان، مع عدم التشكيك في روايتها، وعدم توجيه اللوم لها على الإطلاق، وتفهم مشاعرها والسماح لها بالتعبير عنها، وتعزيز موقفها الأيجابي عندما سارعت بإخبارك، والإثناء على قدرتها على تمييز الخطأ عندما يحدث لها، وعدم خوفها من الإبلاغ عنه بالرغم من سلطته عليها كمدرس. وأن تخبريها باستعدادك للاستماع إليها إذا أرادت الحديث في هذا الأمر مرة أخرى في أي وقت.

قد ينتابك أنت أيضا عزيزتي الوالدة مشاعر خوف، ربما تتساءلين كيف آتمن المدرسة عليها مرة أخرى؟ كيف سأتركها تذهب في أي مكان وأنا مطمئنة بعد ما حدث؟ هل سيحدث لها هذا مرة أخرى؟ هل ستستطيع حماية نفسها وأنا غائبة؟ هل ستتخطى هذا الحادث المؤسف؟
ولا بأس ببعض الخوف فهو ما يدفعك إلى الحرص على وجود إجراءات سلامة في الأماكن التي تذهب إليها، وهو ما يدفعك إلى توعيتها ببعض المخاطر وكيفية مواجهتها. المهم هو ألا يزداد حجم الخوف ويسيطر على أحاديثكما أو يتم تعميمه على الجميع طوال الوقت كأن الناس كلها تنتهز فرصة لإيذائها، حتى لا يصبح الخوف المحرك الأساسي في علاقاتها بالآخرين.

أما بخصوص المدرسة، فأولا سيكون من المهم مراجعة إجراءات السلامة والأمان فيها لمعرفة مدى قدرتها على الحفاظ على سلامة ابنتك في ما بعد. ثانيا يمكنك مناقشة ابنتك حول ما إذا  كانت تشعر بالارتياح لاستكمال دراستها فيها أم لا.
من الطبيعي أنك أيضا قد تشعرين بالغضب، المهم هنا ألا توجهي غضبك لها، ولا لنفسك.. ألا تلوميها وألا تلومي نفسك كأم. وكلما شعرتما بالغضب سيكون من المفيد تذكر من هو المذنب الفعلي فيما حدث، وكيف حرصتما على أن ينال جزاءه، وأن يكون طاقة تمدها بالشجاعة اللازمة لتقول "لا" لأي شخص يحاول تخطي حدوده معها أو إيذاءها.

يتخطى معظم الأطفال هذه الحوادث بشكل جيد للغاية عندما يتم التعامل بشكل سليم مع الواقعة. الذهاب للطبيب سيكون مفيدا إذا وجدت في نفسك أو فيها صعوبة في التأقلم مع ما حدث أو إذا لمست تغييرا في سلوكها أو نوبات بكاء أو غضب مستمر، أو اضطراب في النوم أو الشهية، أو إذا حدث تدهور في مستواها الدراسي أو في علاقاتها بالآخرين.

اقرأي أيضا:
صور وأشكال إساءة معاملة الأطفال
علامات لكشف الاعتداء الجنسي على طفلك
9 علامات تبين تعرض الطفل للتحرش الجنسي
والدي اعتدى علي.. وأمي لم تحمني
آخر تعديل بتاريخ
21 مارس 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.