خلافات أسرتي أثرت علينا.. كيف ننجو؟
أشكرك على سؤالك وأشعر جداً بمعاناتك..
لا شك أن ما نتعرض له ونختبره ونعيشه أثناء طفولتنا يعد عاملاً مؤثراً جداً في تكوين شخصيتنا وبنائنا النفسي. وكلما كان جو المنزل دافئاً، وعلاقات العائلة هادئة، وطريقة المعاملة والتربية جيدة، كلما تكونت شخصياتنا بشكل أكثر اتزاناً وصحة نفسية.. والعكس بالعكس.
لكن يا صديقتي من نعم الله علينا أن ذلك ليس هو العامل الوحيد، بل هو أحد العوامل التي تساهم في تكويننا النفسي. هناك عوامل أخرى، كالاستعداد الجيني (قد يتعرض أخوان للظروف التربوية نفسها لكن يختلف تكوينهما النفسي)، ونسبة الذكاء (كلما زادت كلما ساعدت في تخطي بعض الصعوبات النفسية)، ووجود أقارب أو معارف أو أصحاب أو مدرسين يقومون بتعويضنا عما قد نكون فقدناه من الأبوين.
أقدر جداً كل ما مررتِ به من صعوبات في حياتك، وفي عملك، وفي علاقاتك.. لكن مجرد كتابتك لهذه الرسالة، وطلبك للمساعدة، واستعدادك للتغيّر.. هي مؤشرات جيدة جداً على حسن المتوقع والمنتظر من حالتك إن شاء الله.
أختي العزيزة.. ما تفسده فينا العلاقات الإنسانية لا تصلحه سوى علاقات إنسانية أخرى تصلنا فيها رسائل نفسية مختلفة.. فعلاقة حب ناجحة، علاقة صداقة حقيقية، علاقة زواج يملؤها الحب والدفء.. قد تساعد كثيراً في تغيرك للأفضل.. ولو كان ذلك غير متاح أو غير كاف حالياً، فأنصحك بنوع من العلاج النفسي يسمى (العلاج النفسي الجمعي)، تدخلين فيه مجموعة علاجية بقيادة معالج نفسي مدرب، يستطيع من خلالها مساعدتك على استرداد ما فقدتِه من نفسك، في بيئة علاجية تقدم لك القبول والاهتمام والاحترام والحب غير المشروط، فتلتئم نفسك، و"تنفرد" روحك من جديد.
دعواتي لك بكل خير.
اقرأي أيضا:
الاحتياج للقبول.. هل يمكن العودة إلى الجنة؟
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
من يحدث من؟
استشارات ذات صلة:
تشويه نفسي منظّم في الصغر.. وجودك مسؤوليتك
طفولتي كانت تعيسة.. مخنوقة وأفكر في الانتحار
أنا ضحية.. أحب زوجي وتعيسة في زواجي
التغيير يبدأ بعلاقة شافية
الفشل في تكوين علاقات.. الحل علاقة شافية