صحــــتك
13 أكتوبر 2017

أحنّ لطليقي وغاضبة منه.. كيف نتعامل مع الغضب المكتوم؟

أنا مطلقة من 5 شهور ولسه بحبه، وهو كمان أظن لسه بيحبني.. علاقتنا كويسة، كل واحد ملتزم باللي عليه، بس أنا جوايا مشاعر متضاربة ناحيته وناحية أهلي حب وشوق ورغبة، وفي نفس الوقت غضب ولوم ونفسي انفجر فيه، وعندي غضب شديد مكتوم ناحية أهله بياكل في روحي، وأهلي غضب ورغبة في البعد والقطيعة، وفي نفس الوقت حب وصعبانين عليا.. أنا تعبت.
الغضب المكتوم
الأخت الكريمة فريدة؛
قلبي معك.. وأشعر بك وبمعاناتك أنت وزوجك؛
في رسالتك لم توضحي طبيعة المشكلات الموجودة بينك وبين زوجك والتي أوصلتكما للطلاق رغم حبكما لبعض، ولكن الظاهر في رسالتك هو كمية من الغضب المكتوم.

هذا الغضب المكتوم غالبا ناتج عن ألمك لأنك حرمت من احتياجاتك في الصغر، حرمت من احتياجك للقبول والحب غير المشروط، والاحتياج للحضن، وحرمت من احتياجك لأن يراك أهلك ويقدرونك، حرمت من اللعب.. حرمت من أن تعيشي طفولتك.. حرمت من الأمان.. وقد تكونين حرمت من غير ذلك من الاحتياجات.

المهم أن هذا الحرمان جعلك غاضبة؛ ومعك كل الحق في أن تغضبي، والغضب مشاعر.. وعلينا مع المشاعر أن نقبلها كما هي.. وأن نعبر عنها.. وأن لا نكتمها أو نحكم عليها.

الغضب مشاعر والمشاعر جزء منا.. ولكننا تربينا على رفضه وكتمه والحكم عليه.. وهنا حينما أتكلم فأنا أتكلم عن المشاعر تحديدا وكلامي لا ينسحب على السلوكيات الخاطئة التي قد تنجم عن المشاعر.

لك كل الحق أن تغضبي حينما تحرمين من احتياجاتك، ولك كل الحق في أن تقولي أنا غاضبة، ولك كل الحق في أن تغضبي حينما تنتهك حدودك النفسية، ولك كل الحق في أن تقولي لا وتوقفي كل أحد يريد أن يؤذيك أو ينتهك حدودك.

المشكلة أنهم خلطوا بين الغضب كمشاعر وبين ما ينجم عنه من سلوكيات قد تكون مرفوضة؛ ولم يعلمنا أحد أن من حقنا أن نغضب وأن نعبر عن غضبنا؛ كما لم يعلمونا كيف نعبر عن هذا الغضب بطريقة صحية، والنتيجة أننا رفضنا غضبنا وحكمنا عليه أنه سيئ، وبالتالي كتمناه، وأصبحنا في خناقة معه، نجتهد لنضغط عليه لنكتمه ولكن ضغطنا عليه يجعله ينفجر فينا.

بداية علاجك هي أن تعترفي لنفسك بأنك غاضبة.. وأن تسمحي لها بأن تغضب.. وأن تقبلي غضبك.. لا توجد أي مشكلة أو تعارض في أن تحبي أهلك لأنهم في النهاية أهلك الذين يحبونك وفي نفس الوقت تغضبين عليهم لأنهم أخطأوا في حقك أو حرموك من بعض احتياجاتك.

ونفس الأمر مع زوجك.. اسمحي لنفسك أن تغضبي منه على أخطائه معك.. ومع السماح وقبول الغضب ستنتهي خناقتك الداخلية مع غضبك وحينها سيمكنك أن تعبري عنه بطريقة صحية.. وسيمكنك أن تجلسي مع أهلك وتعبري عن حجم غضبك منهم وكيف أثرت أخطاؤهم عليك.. وكيف عانيت من الحرمان من احتياجاتك الأساسية وكيف كنت تشعرين؟ وكيف تشعرين الآن نحوهم.. هذه الجلسة أو الجلسات ستكون شافية لك ولهم، وستساعدك على الوصول لمرحلة الغفران، ولكن لا تفعلي ذلك إلا بعد أن تقبلي غضبك وتعبري عنه بكل الطرق سواء مع نفسك أو بالاستعانة بمتخصص، وما أقترحه عليك هو أن تبدئي بالكتابة.. كتابة خطابات لأهلك تعبرين فيها عن غضبك منهم.

بعد قبول الغضب عليك أن تحددي احتياجاتك غير الملباة.. وأن تصدقي أنك تستحقين هذه الاحتياجات.. وأن تسمحي لنفسك بأخذ هذه الاحتياجات.. من نفسك أولا ومن المحيطين بك القادرين على تلبية هذه الاحتياجات، وألا تصري على الحصول عليها من مصدر واحد وإلا فلا.

أسمعك تقولين: أحدثك عن علاقتي بزوجي وبأهله، وتحادثينني عن علاقتي بأهلي، وهنا قد يكون من المفيد أن تدركي أننا نميل لتكرار سيناريو العلاقات في أسرة المنشأ داخل أسرنا الجديدة، فانظري في علاقتك بزوجك في إطار النظرة الكلية لديناميكية العلاقات داخل أسرة أهلك، فقد يكون منبع الخلاف بينكما بسبب احتياجاتك التي لم تتم تلبيتها والتي تتوقعين من زوجك أن يلبيها كلها لك، وهو ما يفوق قدرات أي بشر لأن الثقب الأسود لا يمتلئ.. فقط يبتلع، وقد تكون الغيرة وراء غضبك، وقد يكون غير ذلك.. ويساعدك أن تتأملي بداخلك وأن تصاحبي نفسك وأن تسمحي لها أن تعبر لك عما بداخلها.

أختي الكريمة؛
راجعي ما كتبته لك وما اقترحته عليك، ونفذيه مع نفسك؛ أو استعيني بمتخصص، مع تمنياتي بتمام الصحة والعافية.

اقرئي أيضاً:
احتياجك أن تُرى.. احتياج إنساني متبادل
الاحتياج للانتماء غير المشبع.. قنبلة موقوتة
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
آخر تعديل بتاريخ
13 أكتوبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.