صحــــتك

نافذة التحمل.. سبيلك لمساعدة طفلك في التغلب على القلق

الصورة
thumbnail_DSC_9754 copy.jpg
وسع نافذة تحمل طفلك لمساعدته على التغلب على القلق
يمكن أن تمتلئ فترة الطفولة والمراهقة بمجموعة من المخاوف، مثل قلق الانفصال، ومشاكل الصداقة، والرهاب، وصورة الجسد، وغير ذلك الكثير.
تهدف هذه المقالة إلى تزويد الآباء بإطار عمل جديد لدعم مشاكل قلق أطفالنا من خلال استخدام وفهم ما يعرف بـ "نافذة التحمل window of tolerance" وتأثير العار، جنبًا إلى جنب مع استراتيجيات التأقلم.

القلق الصحي والاستجابات غير الصحية

على الرغم من أن القلق يبدو في الغالب مزعجًا للوالدين، إلا أنه نظام إنذار طبيعي مصمم لإشعال استجابتنا للهجوم أو الهروب أو التجميد من أجل البقاء على قيد الحياة، ومع ذلك، يمكن أن يصبح هذا النظام مفرط النشاط عندما تؤدي الأشياء غير الضارة لاستجابة النظام بإنذارات كاذبة، وتعطل عمله الطبيعي، مما يخلق مشاعر غير ضرورية وساحقة.

كآباء، من الصعب علينا للغاية رؤية أطفالنا في مثل هذه المحنة؛ لذا نحاول أن نجنبهم هذه المشاعر الصعبة، إما بإنكارها أو محاولة التغلب عليها وتخفيفها عنهم.. ومع ذلك:

  • فإن محاولة استيعاب خوف أطفالنا لتقليل توترنا وتوترهم، بأن نقول لهم على سبيل المثال: "لا تخافوا.. أنا سأحميكم.. سأغلق الباب مثلا لأمنع اللص من الدخول.. أو سأغلق الباب على القطة.. أو سأصحبك إلى حمام المنزل وابقى معك حتى لا تخاف" لا يمكّنهم من تطوير قدراتهم على التأقلم.
  • وبالمثل، فإن تجاهل خوفهم بأن نقول أنه لا يوجد ما يستدعي القلق، أو كما يقول البعض (لا تكبروا الأمور) أو إخبارهم "بالتغلب عليه" ضار أيضًا، لأنه يثير الخزي ويشير إلى أن هناك شيئًا ما خطأ معهم لشعورهم بهذه الطريقة ويعزز عدم قدرتهم على التأقلم.
  • مع هذه الاستجابات، يميل الأطفال إلى تجنب مخاوفهم بدلاً من تعلم التكيف والتعامل مع المشاعر غير المريحة، والتي يُعتقد أنها تزيد من قلق الأطفال، والصواب ان نساعدهم على التعرف على مشاعرهم وتسميتها وقبولها، فلنساعد الطفل على أن يقول مثلا: "أنا خائف من القط"، فهذا يوصل له رسالة أن مشاعره مقبولة ومحترمة ومقدرة

ما هي نافذة التحمل؟

لدينا جميعًا نوافذ لما يمكننا تحمّله؛ يمكن أن يكون استخدام هذا المفهوم في كل من الوالدين والأطفال طريقة مثمرة لدعم الأطفال في توسيع قدرتهم على تحمل المشاعر غير المريحة والتعامل معها مثل القلق.


نافذة التحمل 


يقوم جسمنا دائمًا بإفراز الهرمونات لمحاولة إبقائنا متوازنين قدر الإمكان وفي وضع مستقر. عندما تكون مستويات هرموناتنا مرتفعة، ولكن ضمن نافذة التسامح لدينا، نشعر بأننا أكثر قدرة على التعامل مع المواقف بشكل مناسب، فنحن ضمن هذه النافذة، نكون قادرين على التكيف، وقادرين على التنظيم الذاتي عاطفيًا، والتعامل مع المحفزات بشكل أكثر انسجامًا.

ومع ذلك، لدينا جميعًا حدود لما يمكننا تحمله في أي وقت، وعندما تصبح الأمور أكثر مما يمكننا تحمله، تستجيب هرموناتنا بإحدى طريقتين خارج نافذة تحملنا:

  • حالة نقص الإثارة (hypo-arousal)، فننغلق أو نغرق، وفي هذه الحالة يكون الجهاز العصبي الباراسمبتاوي غير مستثار، مما يؤدي لاستجابة التجمد مع الخطر، وفي هذه الحالة، قد نشعر أننا غارقون في الخجل، مع خدر المشاعر، مما يجعلنا منسحبين، ومكتئبين، أو منفصلين حتى يمكننا التعامل مع موقف الخطر.
  • حالة فرط الإثارة (hyper-arousal)، وفي هذه الحالة يكون الجهاز العصبي السمبثاوي مستثاراً، مما يؤدي لاستجابة القتال أو الهروب للتعامل مع الخطر، في هذه الحالة، قد نشعر بالدوار بسبب النشاط الهرموني الشديد؛ وقد نشعر بالغضب أو الفوضى أو اليقظة المفرطة أو نشعر بالقلق والأعراض المصاحبة.

كيف ترتبط نافذة التحمل باضطرابات القلق؟

تتكيف أحجام نوافذنا بالتوازي مع التأثيرات الداخلية والخارجية، فعند الشعور بالتوتر أو الحزن أو نقص النوم أو مهارات التنظيم الذاتي، تتقلص النافذة مما يؤدي لانخفاض ما يمكننا تحمله.

إن وجود نافذة صغيرة يعني أننا أقل قدرة على تحمل الأشياء، ومن المرجح أن يتم دفعنا خارج نافذة التحمل، ومع التكرار، يصبح خروجنا خارج نافذة تحملنا أكثر سهولة، مما يزيد من إطلاق الإنذارات الكاذبة.
وفي حال عدم تطوير استراتيجيات التأقلم الفعالة لدى الأطفال، يصبح نظام الإنذار المفرط أكثر حدة بشكل تدريجي حتى مرحلة البلوغ.

احساس العار يؤثر على نافذة التحمل 

إحساس العار يؤثر على نافذة التحمل

من المفهوم أن رعايتنا للصحة العقلية لأطفالنا قد تثير مشاعر الإحباط، والتي يمكن أن تنقل رسائل مخزية لأطفالنا. قد تتراوح هذه من الإشارات الخفية مثل لفتات العين السلبية وصولا إلى عبارات مثل: "لا تكن سخيفا جدا".
وهذه الرسائل تضمّن مشاعر عدم القيمة و"العيب" في هويتهم الذاتية، وعلى هذا النحو، يتم تعزيز الخزي والتحدث السلبي عن النفس داخليًا في المواقف التي تعكس التجربة المخزية، مما يعزز شعورهم بأنهم "معيبون"، ويجعلهم يطورون دفاعات غير قادرة على التكيف من أجل تجنب الخجل والخزي والعار، مما يقلل من قدرتهم على التأقلم الصحي مع المشاعر غير المريحة.

كيف توسع نافذة التحمل؟

قلل الشعور بالخزي والعار لتتوسع نافذة تحملك

  1. تذكر أن أقوى ترياق للعار هو التعاطف والرحمة.
  2. قاوم ردود الفعل اللفظية وغير اللفظية المخزية (يمكن أن يأتي ذلك من الجهود المبذولة لتوسيع نافذتك الخاصة لما يمكنك تحمله).
  3. امنحهم الوقت للاستكشاف، واستمع بنشاط وتعاطف، واعط لنفسك الفرصة للتعرف على تجاربهم بدلاً من تفسيراتك الخاصة لتجربتهم.
  4. اجعلهم يشعرون أن تجربتهم طبيعية لمساعدتهم على الشعور بخجل أقل، ويكونوا أكثر انفتاحًا على الاستكشاف.
  5. عادل العار بالفخر الصحي، وعزز التعاطف مع الذات وقبولها.
  6. ادعم بناء القدرة على الصمود من أجل منع التأثير الضار للعار.

بناء المرونة لتقوية قدرتهم على التأقلم

  1. نقل معتقدات مثل: العالم آمن تمامًا، والناس آمنون تمامًا؛ وأنا استطيع التعامل مع معظم الأشياء. لدي بعض السيطرة على الأشياء التي تحدث لي، ويمكنني قبول الأشياء التي لا يمكن تغييرها.
  2. لا بأس في الأخطاء. إنها دروس تعلمنا ما يمكن أن يكون مختلفًا في المرة القادمة.
  3. ضع أهدافًا واقعية وحافظ على نظرة متفائلة.
  4. امدح المجهود حتى لو لم تتحقق النتيجة المرجوة.
  5. مارس تمارين التقدير - في نهاية اليوم مثلاً، تحدث عن ثلاثة أشياء تقدرها في يومك.

اتباع استراتيجيات الحد من الخوف

  1. لقد ثبت أن تقنيات العلاج المعرفي السلوكي هي علاج فعال لتحسين أعراض القلق لأنها تعلم طرقًا صحية للتأقلم من خلال تحديد الأفكار والسلوكيات والمشاعر غير القادرة على التكيف. يمكن أن يساعد التعرض التدريجي لمحفزات الخوف في التغلب على الخوف خطوة بخطوة في بيئات آمنة.
  2. تساعد تقنيات العلاج السردي على إخراج المشكلة من الطفل، ويتيح ذلك للطفل التمتع بالاستقلالية والسيطرة في التعامل مع المشكلة بطريقة خيالية، وإزالة العار غير المقصود الذي يمكن استنباطه من خلال الرسائل التي تتشابك المشكلة مع هوية الطفل.
  3. اليقظة هي أيضًا طريقة علاج جيدة، حيث نركز على الحاضر، مما يجعلنا أقرب إلى وسط نافذتنا.
  4. تعمل التقنيات التي تركز على التعاطف على إزالة العار، والتركيز على تعزيز التعاطف مع الذات وقبول الذات تساعد على بناء المرونة وتوسيع نافذة التحمل.
  5. إن التفكير في نافذة التحمل في أنفسنا وكذلك في أطفالنا سيمكننا من أن نكون أكثر وعياً، وأن ندرك ما نشعر به ضد نوافذنا، وسيساعدنا هذا، وأطفالنا، على تطوير مهارات التنظيم الذاتي لإعادتنا داخل النافذة، مما يمكننا للتعامل مع الموقف بشكل أكثر ملاءمة.



المصادر:
Expanding the "Window of Tolerance"

آخر تعديل بتاريخ
11 يناير 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.