ابنتي عمرها 9 سنوات، وهي خجولة جدا، وكلامها قليل، وتم نقلها من مدرسة سابقة لتدهور مستواها الدراسي بسبب الخجل من الرد علي المدرسين أو حتي السؤال عن جزء لا تفهمه .. والآن في المدرسة الجديدة أقامت صداقات ولكنها غير سعيدة بها لأنها تشعر بأنها تابع وتضطر
"غاضبون.. ثائرون.. مزعجون.. خارجون على القواعد".. هكذا يرى كثيرون أبناء مرحلة المراهقة، ومن المدهش أن تشوش الفهم هذا لا يقتصر على الراشدين؛ ولكنه موجود لدى المراهقين كذلك عن أنفسهم.. وقد يكون من المفيد أن نفهم ماذا يحدث في هذه المرحلة؟
في البيئة المجدبة التي لا تدعم ولا تقبل احتياجات الطفل، يلجأ الطفل إما إلى الإنكار، ويستبطن عدم أهليته، ويخفي احتياجه، أو يلجأ إلى التعويض المفرط، فالشخص الذي لم يشبع بداخله احتياجه (بأن يُرى) تجده يبالغ في المظهر.
في المقالة السابقة ناقشنا المراهقة إجمالاً، وفي هذه المقالة سنبحر سويّاً بشكل أكثر عمقاً لفهم نفسية المراهق. ويمكن تقسيم نفسيّة المراهق إلى شقين، هما الشق الانفعالي والشق الذهني، ولأن تطور الجهاز الانفعالي يسبق العقلاني فسأبدأ الكلام به.
قد يتبادر إلى ذهنك أننا نتناول أمراً بعيداً عنا، ولكنني أستطيع أن أخبرك من خلال خبرتي أنه شائع أكثر مما تتخيل أو تتصور، وقد تكون تعرف بعضهم من دون أن تلحظ أي شيء مختلف.