صحــــتك

هل الاحتراق النفسي خطر؟ التفاصيل مع الدكتورة مارينا حكيميان

إعداد وتحرير
الدكتورة مارينا حكيميان تتحدث في حوار لصحتك مع الدكتورة مارينا حكيميان
الدكتورة مارينا حكيميان تتحدث في حوار لصحتك عن الاحتراق النفسي

هل أنت معرّض للاحتراق النفسي؟ اكتشف الأعراض وطرق العلاج في حوار كامل مع الدكتورة مارينا حكيميان، أخصائية علم النفس التي تتحدث عن الاحتراق النفسي والإنهاك الجسدي والعاطفي والعقلي الذي قد نتعرض له يومياً.

ما هو الاحتراق النفسي ؟

الاحتراق النفسي هو حالة من الإنهاك الجسدي والعاطفي والعقلي تنجم عن التعرض المستمر للتوتر لفترات طويلة، وقد يكون هذا التوتر مؤقتاً أو مزمناً، ويظهر غالباً في بيئات العمل أو الحياة اليومية، مثل تربية الأطفال، ورعاية الآخرين، وأداء المهام المنزلية، وحتى في العلاقات الشخصية. يتجلى الاحتراق النفسي في عدة أعراض، منها فقدان الحافز والطاقة، وتراجع الاهتمام والمتعة، والشعور بالإرهاق الشديد الذي يعوق القدرة على إنجاز المهام اليومية.

ما أسباب الاحتراق النفسي؟

ينتج الاحتراق النفسي عن مجموعة من العوامل التي تزيد من الضغط والتوتر المستمر، ومن أبرزها: العمل لساعات طويلة، والانخراط في وظائف تتطلب مجهوداً كبيراً مثل العمل في قطاع الخدمات، وصعوبة تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، والضغوط المرتبطة بتربية الأطفال، ومسؤوليات رعاية كبار السن، بالإضافة إلى المشكلات الجسدية أو النفسية التي قد تفاقم هذه الحالة.

ما أعراض الاحتراق النفسي؟

للاحتراق النفسي آثار سلبية واسعة النطاق، إذ يؤثر على الأداء الوظيفي من خلال تراجع الإنتاجية، وصعوبة الالتزام بالمواعيد النهائية، والعجز عن إنجاز المهام والمشاريع، كما قد يؤدي إلى تفويت لحظات حياتية مهمة. وعلى المستوى الصحي، يتسبب الاحتراق النفسي في مشكلات جسدية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، والصداع، والتوتر العضلي، إلى جانب أعراض نفسية تشمل الغضب، والتهيج، والقلق، والاكتئاب، ومشاعر اليأس والفراغ، مما ينعكس سلباً على جودة الحياة بشكل عام.

هل يمكن الوقاية من الاحتراق النفسي؟

نعم، يمكن الوقاية منه من خلال تحقيق توازن فعّال بين متطلبات العمل والحياة الشخصية، ويتطلب ذلك تبنّي استراتيجيات واضحة، مثل العناية الذاتية، وممارسة الرياضة بانتظام، وبناء شبكة دعم قوية، والالتزام بنظام غذائي صحي. كما أن وضع حدود واضحة في بيئة العمل والعلاقات الاجتماعية، إضافةً إلى اللجوء إلى استشارة مختص عند الحاجة، كلها عوامل تساهم في الحد من خطره وتعزيز الأداء والإنتاجية.

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاكتئاب؟

على الرغم من تشابه بعض الأعراض، فإن الاحتراق النفسي يختلف عن الاكتئاب، فالاحتراق النفسي ليس تشخيصاً سريرياً بحد ذاته، ولكنه حالة قد تتزامن مع اضطرابات نفسية أخرى. غالباً ما يكون مرتبطاً بالإرهاق المهني، إذ يؤدي إلى الشعور بالإجهاد المزمن، وفقدان الدافعية، والتباعد العاطفي عن العمل، وانخفاض مستوى الأداء. في المقابل، الاكتئاب هو اضطراب نفسي يؤثر على جميع جوانب الحياة، ويشمل أعراضاً مثل انخفاض المزاج، وفقدان المتعة، والإرهاق العام، وصعوبة التركيز، وقد يصل إلى أفكار انتحارية في بعض الحالات. لذلك، من الضروري التمييز بين الحالتين لضمان التدخل المناسب وتحقيق التوازن النفسي في بيئة العمل والحياة اليومية.

 

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والتوتر؟

التوتر هو حالة من القلق المستمر أو الخوف، سواء كان مرتبطاً بسبب واضح أو غير محدد. وعلى الرغم من أن التوتر قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق، فإنه يُعد حالة سريرية طويلة الأمد تؤثر على مختلف جوانب الحياة الشخصية والمهنية. في المقابل، ينشأ الاحتراق النفسي عادةً نتيجة الإفراط في العمل، وعدم تحقيق التوازن بين المهام المهنية والعناية الذاتية، مما يؤدي إلى استنزاف جسدي وعاطفي وعقلي.

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق النفسي العاطفي يمكن أن يكون نتيجة لضغوط الحياة المختلفة، مثل العلاقات الشخصية، ومسؤوليات تربية الأطفال، ورعاية كبار السن، أو التحديات المتزايدة في الحياة اليومية. أما الاحتراق الوظيفي، فهو يرتبط تحديداً بالبيئة المهنية، ويظهر من خلال فقدان الدافعية، وانخفاض الطاقة، وتراجع الاهتمام بالعمل، والانسحاب التدريجي من المهام الوظيفية، مما يؤثر على الأداء والإنتاجية.

كيف يمكن علاج الاحتراق النفسي؟

يمكن معالجة الاحتراق النفسي من خلال عدة استراتيجيات فعّالة، مثل: إجراء محادثات صادقة مع المدير لتحقيق توازن بين متطلبات العمل، والتحدث مع صديق أو شريك، وطلب المساعدة من مختص، والكتابة اليومية (اليوميات)، وزيادة الأنشطة التي تعزز العناية الذاتية، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والاهتمام بممارسة اليقظة الذهنية والتأمل. من الضروري أيضاً تحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق، مع قبول حقيقة أننا بشر ولسنا مثاليين، وأنه لا داعي للإفراط في العمل لإثارة إعجاب الإدارة. بالإضافة إلى ذلك، يعد وضع حدود واضحة أمراً بالغ الأهمية؛ فإذا كانت هناك أمور لا يمكننا إنجازها، يجب أن نعبر عنها بصراحة وشفافية. يجب أن نتذكر أيضاً أنه لا بأس في عدم تلبية بعض التوقعات غير الواقعية، فهذا مقبول لأن العمل لا يحدد هويتنا بالكامل.

 

هل هناك إشارات جسدية تحذرنا من الاحتراق النفسي؟

من الأعراض الجسدية التي قد تشير إلى الاحتراق النفسي: التوتر المستمر، وآلام البطن واضطرابات الجهاز الهضمي، وصعوبة التركيز والانخراط في الأنشطة اليومية، والشعور بضيق في الصدر، ومشكلات في الجهاز القلبي الوعائي، والغضب، والتهيج، والصداع، والإرهاق العام. هذه الأعراض تعتبر بمثابة إشارات من الجسم تحذرنا من الوصول إلى مرحلة الاحتراق النفسي، ما يستدعي التدخل الفوري للحد من تأثيرها.

 

 

الدكتورة مارينا حكيميان، أخصائية علم النفس في مركز "ثرايف ويلبينغ". تحمل درجة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي ودرجة الدكتوراة في علم النفس الصناعي والتنظيمي. على مدى أكثر من 15 عاماً، عملت في لبنان ودبي ضمن بيئات علاجية متنوعة، وقدمت الدعم للأطفال والبالغين والعائلات، وساعدتهم على تحقيق التوازن النفسي وتعزيز صحتهم العاطفية.

آخر تعديل بتاريخ
12 مارس 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.