صحــــتك

مقاومة مضادات الميكروبات يشكل تهديداً حقيقياً في مناطق النزاع

مقاومة مضادات الميكروبات :رؤى وحلول من خبراء الصحة العامة والتوعية الصحية

تحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتغيَّر الكائنات المجهرية مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بطرق تجعل الأدوية المستخدمة غير فعَّالة في علاج الأمراض المعدية التي تسبِّبها تلك الكائنات المجهرية. فالكائنات المجهرية المقاومة تكتسب القدرة على مقاومة الأدوية المضادة للميكروبات مثل مضادات البكتيريا (كالمضادات الحيوية) ومضادات الفطريات، ومضادات الفيروسات، ومضادات الملاريا، ومن ثم يفقد العلاج المعياري فعّاليته، وتستمر العدوى ويزداد خطر انتشارها إلى الآخرين. وعندما تكتسب الكائنات المجهرية مقاومة لمعظم مضادات الميكروبات فيشار إليها غالبا باسم "الجراثيم المستعصية". وللحديث عن الموضوع يسرنا تقديم هذا الحوار مع شخصيات بارزة في مجال الصحة العامة والتوعية الصحية حول مقاومة مضادات الميكروبات والتوعية الصحية.

نبدأ مع الدكتورة كارين نايم، خريجة الصحة العامة من الجامعة الأميركية في بيروت، التي بدأت مسيرتها المهنية بالعمل مع منظمات إنسانية وأكاديمية في لبنان. لاحقًا، انتقلت إلى العمل الدولي في مجال الصحة العالمية مع منظمة أطباء بلا حدود (Médecins Sans Frontières - MSF).

على مدار السنوات الثلاث الماضية، ركزت كارين على مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، وعملت على ضمان أن تعكس السياسات الصحية العالمية والإقليمية والوطنية احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا، عبر دعم مهام المنظمة في دول تشمل العراق، وفلسطين، وسوريا، وأفغانستان، وبنغلاديش، وموزمبيق، وسيراليون.

كما يشرفنا أن نلتقي بالدكتورة آنّا فرّا، منسقة الوحدة الطبية في الشرق الأوسط، والسيدة جوانا إلياس، مسؤولة دعم أنشطة التوعية الصحية في المنطقة. يجمع هذا اللقاء المكتوب بين الخبرات والرؤى حول قضايا الصحة العالمية، بما في ذلك مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية تعزيز التوعية الصحية في المجتمعات الأكثر احتياجًا.

كيف تُقيّمين تأثير مقاومة مضادات الميكروبات (Antimicrobial Resistance - AMR) على الفئات السكانية الضعيفة التي تقدمينها في المناطق التي تحصل فيها الحروب؟ وهل يمكن أن تعطينا أمثلة من تجاربكِ في العراق أو غزة أو شمال غرب سوريا؟

تشكل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدًا متزايدًا في البيئات الإنسانية، وخاصة في المناطق المتضررة من الحروب، وهذا ناتج عن تفشي الأوبئة، والاستخدام غير المثالي للمضادات الحيوية، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية ذات الجودة، وغياب القدرة الاستجابية، فالنزاع قوة مضاعفة لمقاومة مضادات الميكروبات.

وعلى الرغم من ندرة البيانات، فإنّ الأدلة الصادرة عن أطباء بلا حدود تُظهر معدلات مقاومة عالية بشكل مثيرة للقلق، فقد وصلت نسبة مقاومة الأدوية المتعددة إلى 70 بالمئة بين اللاجئين السوريين في الأردن في عام 2015، وإلى 60 بالمئة في اليمن وغزة في عام 2023، و80 بالمئة في العراق في عام 2022.

تؤدي هذه الميكروبات إلى زيادة شدة المرض وإطالة مدة العلاج، وأحياناً إلى البتر والوفاة. والمرضى الذين يُشخّصون –إذا توفرت القدرة التشخيصية– بحمل ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية، وخاصة الجرحى والأطفال حديثي الولادة، فغالبًا ما يحتاجون لأدوية حديثة غير متوفرة بسرعة أو غير مسجلة في مناطق الحروب.

ارتفعت حالات نفاد مخزون الأدوية الأساسية، ومن ضمنها المضادات الحيوية، في مرافق القطاع العام إلى أكثر من 40 بالمئة في أفغانستان والعراق في 2022. يتسبب تدمير البنية الأساسية للرعاية الصحية، إلى جانب اكتظاظ المرافق الصحية، بتقويض ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها، كما شهدنا ذلك في شمال غرب سوريا وفي بلدان مثل أفغانستان، فقد بلغت معدلات إشغال الأسرّة في المستشفيات الحكومية أكثر من 150 بالمئة.

د. كارين نايم
د. كارين نعيم

ما التحديات الرئيسية التي واجهتِها في العمل على سياسات مقاومة مضادات الميكروبات مع الحكومات المحلية والمنظمات الدولية؟ وكيف تتعاملين مع هذه التحديات لضمان أولوية احتياجات الفئات الضعيفة؟

حددت منظمات الصحة العالمية السياسات التي تساعد على الاستجابة كما يلي: تنفيذ برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها، وبرامج ترشيد استخدام مضادات الميكروبات، وتوسيع القدرات التشخيصية، وقدرات البحث. تعمل أطباء بلا حدود ضمن هذا الإطار على تنفيذ هذه البرامج في مراكزنا.

نعمل كذلك مع فرق الميدان على تمكين القوة العاملة المحلية ونشر الوعي بين المسؤولين السياسيين كي يدركوا المشكلة، ولكن تعوق التحديات إتمام العمل الجاد بشأن مقاومة المضادات على الصعيد الوطني. تتضمن التحديات الرئيسية مع الحكومات المحلية الحوكمة المجزأة، والتي تؤدي إلى استبعاد بعض السكان من أنظمة الرعاية الصحية الوطنية وعدم المساواة كما في غزة، وشمال غرب سوريا، واليمن، ما يعوق المراقبة الشاملة والاستجابة الصحية المنسقة بشأن مقاومة المضادات.

وغالبًا ما تطغى على مقاومة مضادات الميكروبات أولويات صحية أخرى، وبالتالي لا يُنظر إلى مقاومة الميكروبات على أنّها حاجة ملحة بالرغم من ضرورة التطرق إليها. والتمويل المخصص للاستجابة للأزمات الإنسانية ضئيل، وكذلك هو التمويل العالمي للاستجابة لمقاومة المضادات. وعلى سبيل المثال، ففي سوريا لم تُلبِّ سوى 60 بالمئة من نداءات التمويل الإنساني في عام 2023.

بالنظر إلى عملكِ في بلدان ذات موارد محدودة مثل بنغلاديش وموزمبيق وسيراليون، كيف تؤثر محدودية الموارد على جهود مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات في أنظمة الرعاية الصحية؟

تؤثر محدودية الموارد بشكل كبير على جهود مواجهة مقاومة المضادات الحيوية في بلدان مثل بنغلاديش، وموزمبيق، وسيراليون، إذ تعاني كل دولة من تحديات فريدة:

بنغلاديش

في مخيمات لاجئي الروهينجا المكتظة، تتدهور الظروف الصحية بسبب نقص المياه النظيفة والبنية التحتية للصرف الصحي، ما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الجرب، فقد أظهرت الدراسات إصابة حوالي 40 بالمئة من سكان المخيمات. يساهم ذلك في ارتفاع استخدام المضادات الحيوية بشكل غير رشيد نتيجة العدوى الثانوية، ما يزيد من خطر مقاومة المضادات الحيوية.

موزمبيق

يتسبب نقص البنية التحتية لعلم الأحياء المجهرية بإعاقة مراقبة مقاومة المضادات الحيوية، ففي وجود ثلاثة مختبرات فقط مجهزة للاختبارات البكتريولوجية، ومدعومة بشكل أساسي من جهات دولية، تُترك البيانات السريرية بلا استخدام فعّال لتوجيه بروتوكولات العلاج. يُضاف إلى ذلك انهيار سلاسل الإمداد الطبي، وعدم توفر أدوات التشخيص الضرورية.

سيراليون

تعاني المرافق الحكومية من معدلات نفاد تصل إلى 80 بالمئة للأدوية والمعدات الأساسية، ما يجعل توفير مضادات حيوية فعالة تحديًا مستمرًا. يتسبب استخدام الأدوات الورقية لتوثيق البيانات بتصعيب تحديد فجوات الوصول إلى المضادات الحيوية، ما يعقّد وضع استراتيجيات شاملة للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية. توضح هذه الأمثلة الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الصحية، وزيادة الدعم الدولي لتوفير الموارد الأساسية، وتعزيز التشخيص والمراقبة لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية بفعالية.

 

كيف يمكن أن تُساهم المنظمات غير الحكومية، مثل أطباء بلا حدود (Médecins Sans Frontières - MSF)، في تعزيز السياسات الوطنية والإقليمية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات في مناطق الحروب؟

لدى جميع الجهات دور تلعبه، بما في ذلك الجهات الفاعلة الإنسانية ذات القرب من المجتمعات المحلية، والتي يمكنها تحسين أنشطة التوعية والتثقيف بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، ويمكنها دمج استجابات مقاومة مضادات الميكروبات بشكل ملائم.

وهذا يشمل تبني البروتوكولات لتحسين وصفات المضادات الحيوية، وتوفير الموارد اللازمة للوقاية من العدوى ومكافحتها، وتوفير التدريب الفني لتحسين قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية. تقود أطباء بلا حدود بالقدوة، فنحن نوفّر المياه والصرف والنظافة الصحيين، فضلًا عن تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في نحو 137 مشروعًا على مستوى العالم.

نفذنا برامج ترشيد استخدام المضادات الحيوية في 46 مشروعًا، وبنينا وعززنا مختبرات تشخيصية ميكروبية عالية الجودة في أكثر من 30 مشروعًا. وفي أكثر من 70 دولة، تعمل أطباء بلا حدود مع المجتمع للتغلب على الحواجز الجغرافية والموارد التي يواجهونها في الوصول إلى الرعاية الصحية.

إلى أي مدى تُعتبر مقاومة مضادات الميكروبات جزءًا من أهداف الصحة الشاملة التي تسعى أطباء بلا حدود لتحقيقها، وكيف يتم تضمين هذا الهدف في استراتيجيات الرعاية الصحية؟

تتسبب الحواجز ذاتها التي تعوق الوصول إلى الرعاية الصحية بمقاومة مضادات الميكروبات، وبالتالي فإن الاستفادة من التغطية الصحية الشاملة يمكنها أن تساعد المرضى على تحمل تكاليف الرعاية الصحية والوصول إليها، وبالتالي تقليل الحاجة إلى الوصفات الطبية التي لا تستلزم وصفة طبية، ويمكن أن تساعد المرضى على تحمل تكاليف التشخيص والأدوية ذات الجودة. ومن المهم أن تصل التغطية الصحية الشاملة إلى السكان الأشد حاجة، بما في ذلك اللاجئين والمهاجرين والنازحين والمرضى المصابين بأمراض مهملة.

 

هل لاحظتِ اختلافات في الأنماط السلوكية لمقاومة المضادات الحيوية بين المناطق المختلفة التي عملتِ فيها، وما العوامل التي تعتقدين أنها تساهم في هذه الفروقات؟

تجيب عن هذا السؤال مسؤولة دعم أنشطة التوعية الصحية في منطقة الشرق الأوسط:

بالطبع، يمكن ملاحظة اختلافات في الأنماط السلوكية لمقاومة المضادات الحيوية بين المناطق المختلفة، وقد تكون هذه الاختلافات نتيجة لعوامل متعددة، ومنها:

  • الممارسات الصحية والطبية: في بعض المناطق، قد يكون هناك إفراط في وصف المضادات الحيوية أو استخدامها بلا وصفة طبية، ما يؤدي إلى زيادة المقاومة.
  • التوعية الصحية: مستوى الوعي العام بمخاطر الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية متفاوت من منطقة لأخرى.
  • العوامل البيئية: قد يساهم التفاوت في الظروف البيئية في اختلاف انتشار الميكروبات المقاومة.
  • البنية التحتية الصحية: يمكن للمناطق ذات البنية التحتية الصحية الضعيفة أن تكون أكثر عرضة لانتشار العدوى المقاومة بسبب قلة الإمكانيات في السيطرة على العدوى.
  • العوامل الثقافية والاجتماعية: فالتقاليد والمعتقدات المتعلقة بالصحة والعلاج تؤثر على كيفية استخدام الناس للمضادات الحيوية.
  • التنقل والهجرة: انتقال الأشخاص بين المناطق والبلدان بسبب الحروب المسلحة قد يساهم في انتشار السلالات المقاومة وتغيير السلوكيات المتعلقة بالصحة وأخذ الدواء.
جوانّا الياس
جوانّا الياس، مسؤولة دعم أنشطة التوعية الصحية في منطقة الشرق الأوسط

مع تزايد التهديد العالمي لمقاومة المضادات الحيوية، ما الأولويات التي يجب أن تتبناها السياسات الصحية العالمية لضمان الاستجابة الفعالة والعادلة لهذا التحدي؟

لا تستهدف المبادرات العالمية دومًا الأشخاص الذين يعيشون في البيئات الإنسانية والبيئات ذات الموارد المنخفضة. وفي حين أنّ الإعلان السياسي الجديد بشأن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات يمثل خطوة نحو نهج أكثر إنصافًا، ولكن في غياب لترجمة التزاماته إلى إجراءات ملموسة، فإنّ الوعد بعدم ترك أيّ شخص خلف الركب سيظل وعدًا فارغًا.

فالعدسة التي ننظر من خلالها إلى مقاومة مضادات الميكروبات في البيئات الإنسانية مكسورة، فنحن لا نرى الأشخاص الذين تتأثر حياتهم بمقاومة مضادات الميكروبات أو العبء الذي تفرضه على أنظمة الرعاية الصحية المجهَدة بالفعل. تؤدي الفجوات في السياسات والموارد والإجراءات إلى استجابات مجزأة. ولهذه الأسباب، تدعو أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى ترجمة الالتزامات العالمية إلى إجراءات ملموسة من أجل استجابة عالمية حقيقية.

  • الجهود العالمية العادلة هي الحل: فعلى الصعيد العالمي، نحن بحاجة إلى أطر تترجم الالتزامات السياسية إلى إجراءات تشمل الجهات الفاعلة الإنسانية والأشخاص المتضررين من الأزمات.
  • توسيع الدعم المالي المخصص لمكافحة دوافع انتشار مقاومة مضادات الميكروبات والاستجابة لها: يجب أن يهدف النهج المزدوج لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات إلى توفير التمويل الكافي للمشاريع ذات الأولوية بما يتماشى مع خطة الاستجابة الإنسانية، بالإضافة إلى توفير موارد مالية إضافية لأنشطة الوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات.

يجب أن يصب الدعم التقني المادي محليًا على هذه الأولويات:

  • زيادة تغطية التطعيم في بؤر تفشي الأمراض
  • تحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة الصحية في الرعاية الصحية وعلى مستوى المجتمع في البيئات عالية الخطورة.
  • دمج الوقاية من العدوى ومكافحتها وإدارة مضادات الميكروبات في البيئات الإنسانية.
  • ينبغي للجهود الرامية إلى زيادة فرص الحصول على الرعاية الجيّدة ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات أن تستفيد من الالتزامات السابقة والمبادرات الحالية لضمان التغطية الصحية الشاملة.
  • إزالة الحواجز التي تحول دون رعاية النازحين.
  • ضمان إعطاء الأولوية للبنية التحتية لعلم الأحياء المجهرية في خطط العمل الوطنية.
  • الحدّ من الحواجز التي تحول دون الحصول على المضادات الحيوية الجديدة.

ضمن تجربتكِ، ما دور التعليم والتوعية في الحد من انتشار مقاومة مضادات الميكروبات بين السكان، خاصة في المناطق المتأثرة بالحروب؟

تجيب عن هذا السؤال مسؤولة دعم أنشطة التوعية الصحية في الشرق الأوسط، جوانّا الياس:

التعليم والتوعية أساسيان للحد من مقاومة المضادات الحيوية، خاصة في المناطق المتأثرة بالحروب، حيث تسود ممارسات خاطئة بسبب نقص الخدمات الصحية. تؤدي توعية السكان بمخاطر الاستخدام غير السليم وتصحيح المفاهيم الخاطئة إلى تعزيز السلوكيات الصحيحة. من الضروري أيضًا تعليم المجتمع أهمية معرفة متى وأين يطلبون الرعاية في المراكز الصحية الأولية عند مرضهم أو مرض أفراد أسرهم، خاصة في حالات النزوح، لضمان الحصول على الرعاية المناسبة عوضًا عن الاعتماد على العلاج الذاتي. تسهم هذه الجهود في بناء ثقافة صحية مستدامة حتى في ظل التحديات الناتجة عن الحروب.

كيف يمكن أن تساهم الحلول المحلية والمجتمعية في تقليل انتشار مقاومة المضادات الحيوية، وما الأمثلة التي صادفتِها خلال عملكِ مع أطباء بلا حدود؟

من خلال الابتكارات التي تهدف إلى دعم الوصول المستدام. لا ينبغي الاهتمام بالتكنولوجيا الجديدة فقط، بل بالتكنولوجيا التي تقرّب الناس من الأدوات الموجودة بالفعل. وقد ساهمت تجربة أطباء بلا حدود مع تطبيق "أنتيبيوغو" في تسليط الضوء على إمكانية الاستفادة من أدوات الصحة الرقمية لتعزيز علم الأحياء المجهرية التشخيصي، وبناء قدرات القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية.

بالنظر إلى مسيرتكِ في المجال الإنساني والأكاديمي، كيف يمكن أن يُساهم البحث في تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية، خاصةً في البيئات ذات الموارد المحدودة؟

يستند أغلب ما توصلت إليه أطباء بلا حدود اليوم وما قدمناه في تقريرنا الأخير إلى الخبرات العملية والبحث، فمن دون البحث لا نستطيع أن نعرف التدخل الأنسب لسياقنا، أو أن نفهم العبء الذي تفرضه مقاومة مضادات الميكروبات، ومعدل الوصفات الطبية غير المناسبة، وانتقال مسببات الأمراض، وهناك حاجة إلى المزيد من البحث.

مسؤولة دعم أنشطة التوعية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، جوانّا الياس
الدكتورة آنّا فرّا، منسقة الوحدة الطبية في الشرق الأوسط

الأسئلة الأكثر شيوعًا

طرحنا  أهم الأسئلة التي تجوب محرك البحث غوغل على منسقة الوحدة الطبية في الشرق الأوسط، د. آنّا فرّا

هل يمكن علاج مقاومة مضادات الميكروبات أو مقاومة المضادات الحيوية؟ وما هي العوامل التي تُساهم في هذا العلاج؟

لنفترض وجود ميكروب أو بكتيريا مقاومة لمضاد حيوي معين، في هذه الحالة، يجب استخدام مضادات حيوية أخرى غالبًا من الخط الثاني ذات التأثير الأوسع (المضادات الحيوية التي يمكنها قتل مجموعة واسعة من البكتيريا عشوائيًا). وهذه المضادات الحيوية باهظة الثمن، وأكثر سُمّية للكلى على سبيل المثال، وهي محفوفة بالمخاطر لأنها يمكن أن تقتل البكتيريا الطبيعية في الأمعاء.

متى تزول الأعراض الجانبية للمضادات الحيوية؟ وكيف يمكن التخفيف من تأثيرها على المدى القصير والطويل؟

من الصعب التخفيف من الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، ولا يمكن علاجها حقًا، من الأفضل بالطبع استخدامها فقط عند الضرورة.

هل المضاد الحيوي يضعف مناعة الجسم؟ وما النصائح للحفاظ على المناعة أثناء فترة العلاج بالمضادات الحيوية؟

لا يؤثر المضاد الحيوي على جهاز المناعة، وأفضل طريقة للحفاظ على صحة جهاز المناعة هي اتباع نمط حياة صحي فيما يتعلق بالطعام وممارسة الرياضة والنوم وما إلى ذلك.

ما هي أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الشائعة، وكيف يتم تصنيفها بشكل عام في الأبحاث المتعلقة بالمضادات الحيوية؟

تتمتع جميع الميكروبات بنوع من المقاومة للمضادات الحيوية، وأكثرها شهرة هي تلك التي تشكل أخطر أنواع البكتيريا على صحة الإنسان، مثل الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية الذهبية، والسالمونيلا التيفية، وغيرها. وتنشر منظمة الصحة العالمية قائمة كل بضع سنوات، فقد تتغير هذه القائمة بمرور الوقت. تُستنبت هذه البكتيريا من المرضى في مختبرات علم الأحياء الدقيقة.

 

نختتم هذا اللقاء بتقدير عميق للجهود المبذولة من قبل الدكتورة كارين نايم والدكتورة آنّا فرّا وجوانا إلياس في مجال تعزيز الصحة العامة ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. إن التزامهم بتحقيق العدالة الصحية وتوفير الرعاية الصحية للفئات الأكثر ضعفًا يشكل نموذجًا يُحتذى به في العمل الإنساني والطبي. نأمل أن تسهم هذه الأفكار والمناقشات في تعزيز الوعي المجتمعي ودعم الجهود الرامية لتحسين الأنظمة الصحية في المنطقة والعالم.

آخر تعديل بتاريخ
03 ديسمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.